اخر الاخبار

السيناريوهات المحتملة في حالة النزاع على نتيجة الانتخابات الأمريكية


واشنطن – قنا :

لايزال الأمريكيون ينتظرون النتائج الرسمية للتعرف على رئيسهم الجديد للسنوات الأربع المقبلة، في ظل تواصل عمليات فرز أصوات الناخبين بست ولايات هي: بنسلفاينيا وأريزونا وجورجيا ونورث كارولينا وألاسكا ونيفادا، التي تمتلك 71 صوتا في المجمع الانتخابي، والتي قد تكون حاسمة في تحديد هوية السيد الجديد للبيت الأبيض سواء الديمقراطي جو بايدن أم منافسه الجمهوري والرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لكن يبقى السؤال المطروح ما هي السيناريوهات التي قد تؤول إليها الأوضاع لو توجه حسم السباق الانتخابي إلى نزاع قانوني؟
ويعود التنافس المحموم بين بايدن وترامب للوصول إلى البيت الأبيض بأذهان الأمريكيين إلى ما عاشوه قبل عشرين عاما، عندما فصلت المحكمة العليا في مسألة فوز المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش على الديمقراطي آل جور، بعد أن قررت توقيف عملية إعادة الفرز في ولاية /فلوريدا/ والتي كان الفرق في عدد أصواتها حينها لفائدة بوش بفارق 537 صوتا فقط عن منافسه.
وما يغذي التوقعات بتوجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب للمحكمة العليا للاعتراض على تعداد الأصوات المرسلة عن طريق البريد، تصريحاته المتكررة بأنه سيتوجه فعلا إلى المحكمة للمطالبة بوقف التصويت بما أنه “فاز” في الانتخابات الرئاسية، متهما قبل يومين الديمقراطيين بمحاولة “سرقة” هذه الانتخابات، في وقت عبر فيه منافسه بايدن أمام مناصريه عن ثقته في الفوز ولو نفذ ترامب وعيده.
وعلى الرغم من أن ترامب لم يتجه حتى الآن إلى المحكمة العليا، تظهر على الساحة السياسية الأمريكية جملة من السيناريوهات القانونية التي قد تحدث في حال توجه ترامب بالفعل للمحكمة العليا، التي كان قد عين فيها قبل أيام قليلة من الانتخابات القاضية إيمي كوني باريت، مما مكن المحافظين من السيطرة عليها بواقع ستة قضاة من أصل تسعة.
ويقول خبراء قانونيون إن توجه ترامب للمحكمة بطلب وقف عملية فرز الأصوات التي لم تصل مراكز الاقتراع يوم الانتخابات في الثالث من نوفمبر الجاري ، قد يدفع المحكمة فعلا إلى طلب وقف عملية الفرز التي تجري بوتيرة “بطيئة” ما قد يكون ذلك في صالح بايدن على حساب منافسه.
وتظهر بيانات التصويت المبكر أن الديمقراطيين صوتوا عبر البريد بأعداد أكبر بكثير من الجمهوريين، على غرار ما حصل في ولايتي /بنسيلفانيا/ و/ويسكونسن/، وقرار المحكمة لصالح وقف عملية الفرز دون احتساب الأصوات التي تمت عبر البريد قد تميل الكفة لصالح ترامب، الذي قال أو أمس “نود استخدام القانون بطريقة سليمة”، رغم أن قوانين الانتخابات في الولايات الأمريكية تنص على فرز كل الأصوات، وعادة ما تقضي ولايات كثيرة أياما لاستكمال العملية.
كما لفت الخبراء القانونيون إلى أنه عادة ما يكسب المرشح الذي يفوز بالتصويت الشعبي في كل ولاية أصوات تلك الولاية في المجمع الانتخابي. وفي هذا العام، يجتمع أعضاء المجمع في 14 ديسمبر المقبل للإدلاء بأصواتهم، على أن يلتقي مجلسا الكونغرس يوم السادس من يناير المقبل لفرز الأصوات وإعلان الفائز، وعادة ما يصدق حكام الولايات على النتائج في ولاياتهم ويطلعون الكونغرس على المعلومات.
ويؤكد إعلان الفوز السابق لأوانه للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، مخاوف يعبّر الديمقراطيون عنها منذ أسابيع حيث يقولون إن ترامب قد يسعى للطعن في نتائج الانتخابات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى دراما قانونية وسياسية يمكن أن تتحدد فيها الرئاسة عبر مزيج من المحاكم وساسة الولايات والكونغرس.
هذه المخاوف تؤكدها ما أعلنته حملة ترامب الانتخابية، مساء اليوم، حينما قالت إن الانتخابات الرئاسية ” لم تنته” وإن الادعاءات بفوز المنافس الديمقراطي جو بايدن استندت إلى نتائج أربع ولايات “بعيدة عن أن تكون نتائج نهاية”، وتوقعت إعادة انتخاب ترامب لفترة رئاسية ثانية.
وذكرت السيدة مات مورغان، المستشار العام لحملة ترامب، في بيان، أن الانتخابات في ولاية /جورجيا/ “تتجه نحو إعادة الفرز” متوقعا اكتشاف مخالفات في عملية عد الأصوات، وتحقيق ترامب مكاسب.
ومن السيناريوهات الأخرى التي قد تصل إليها الأمور في الولايات المتحدة، عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية الأصوات في المجمع الانتخابي، حينها سيؤدي الأمر إلى “انتخابات طارئة” بموجب التعديل الثاني عشر للدستور، وهذا يعني أن مجلس النواب سيختار الرئيس المقبل، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.
وستجرى انتخابات طارئة أيضا في حالة التعادل بحصول كل مرشح على 269 صوتا بعد الانتخابات، لاسيما في ظل وجود العديد من المسارات الممكنة التي قد تصل بالانتخابات إلى طريق مسدود في عام 2020، وعدم وجود امكانية لحل اي نزاع انتخابي في الكونغرس قبل الموعد النهائي وهو 20 يناير المقبل ، وهو الموعد الذي ينص فيه الدستور على انتهاء فترة الرئيس الحالي.
وبموجب قانون الخلافة الرئاسية، إذا لم يعلن الكونغرس عن الفائز بمنصب الرئيس أو منصب نائب الرئيس بحلول ذلك الوقت، فإن رئيس مجلس النواب سيكون الرئيس بالإنابة، علما أن هذا المنصب تشغله حاليا الديمقراطية نانسي بيلوسي.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الولايات المتحدة لا ينتخب بأغلبية الأصوات الشعبية، فبموجب الدستور يصبح المرشح الذي يفوز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538 صوتا، الرئيس المقبل للبلاد، علما أن المرشح الديمقراطي جو بايدن حصل على 253 صوتا بالمجمع الانتخابي مقابل 214 لمنافسه الجمهوري بـ 214 صوتا بالمجمع.
وكان ترامب قد خسر في عام 2016 التصويت الشعبي أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكنه حصل على 304 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 227 لها.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X