
– ما حكم الغسل يوم الجُمُعة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن غسل يوم الجمعة سُنّة مؤكدة على الراجح، وهو قولُ جماهير أهل العلم، ففي الصحيحَين؛ أن ناسًا أتوا الجمعة من أعمالهم فقال النبي لهم: (لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا)، وفي رواية (لو اغتسلتم)، وهذا يفيد أنه ليس واجبًا وإلا لأمرهم بالاغتسال بدل أن يحضهم عليه.
وسُئل ابن عباس: «أترى الغسل يوم الجمعة واجبًا؟ قال: لا، ولكنه أطهر، وخير لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب»، رواه أبو داود وحسنه الألباني.
وأما حديث: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم، والسواك، وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه) متفق عليه، وحديث: (إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل) رواه مسلم، فالمراد بالوجوب التأكيد فقط، لاسيما وقد عطف عليه السواك والطيب وليسا بواجبَين، والعرب تستعمل الوجوب بمعنى التأكيد، وقوله: (فليغتسل) يفيد الندب، وينوب عنه غسل الجنابة إذا نوى سنة الجُمُعة معه، ووقته يبدأ بعد طلوع الفجر إلى حين الصلاة. والله أعلم