محطات… بعد بوسان ها هي آسيا تنادينا من مسقط

من بوسان إلى مسقط قصة نجاح خطها صاحب السمو الأمير الوالد، ويكملها اليوم صاحب السمو الأمير المفدى، هذا نص مقالي الذي سطرته في استاد الدوحة عندما تولى تميم المجد مقاليد الحكم في البلاد، نعم قلتها أن عهدك يا أبا مشعل كان عهد بناء ووفيت بشهادة البنية التحتية التي تناطح أكبر المنشآت في العالم والمناصب الدولية والقارية التي يحتلها أبناؤك وتفخر بها المؤسسات الوطنية والقارية والدولية التي لا تتوانى عند المحك في اختيار الدول المنظمة لأي حدث قاري ودولي وشهادات الإبهار التي تأتي من الصديق والشقيق بنجاح أي تنظيم نتصدى له.
وها أنت يا أبا حمد تسلّمت الأمانة والغرس وتجني ثمارهما بكل هذه النجاحات والانتصارات التي يفخر بها كل مواطن ويشيد بها كل رياضي متابع لمسيرتنا الرياضية حتى أصبحت على لسان وفي وجدان كل متابع لمسيرتنا المظفرة لقد غرست يا صاحب السمو الثقة والاحترام والتقدير في كل القارات فتسابقت في دعوتنا للتواجد في تصفياتها الرسمية في أوروبا والأمريكيتين إلى جانب جعلنا طوق إنقاذ لهم من خلال استكمال مسابقتهم على أرضنا متحدين كل الظروف بفضل الله سبحانه وتعالى ثم إخلاص النيات والعمل.
فلكما يا صاحبي السمو أرفع وأسمى آيات التهاني والتبريكات بيومنا الوطني، ولسمو نائب الأمير، ولسمو شيخ شباب الوطن الشيخ جاسم، اليوم الوطني الذي تزامن معه فوزنا وللمرة الثانية بتنظيم دورة الألعاب الآسيوية عام 2030 بعد نجاح كبير فاق كل تصور في الأولى بشهادة الصين التي تلتنا في التنظيم عندما قال مسؤولوها ماذا يمكن أن نقدم بعد كل ما قدمته قطر.
لقد أعاد هذا الانتصار ما تحقق في بوسان بكوريا الجنوبية يوم شددنا الرحال إليها ونحن على ثقة بفوزنا بالاستضافة في أول تصويت للأسرة الآسيوية لاختيار الدولة المستضيفة لدورة الألعاب الآسيوية، لكن جاءت رغم هذه الثقة النتيجة في التصويت الأول على غير ما توقعنا فأضعفت حساباتنا وفرصتنا في الفوز بالنسبة لي، دون أن أدرك ماذا يخبئ لنا وفدنا الرسمي في هذه الاجتماعات وهذا ما جعلني أضع يدي على خدي في تخوف من أن تكون النتيجة عكس ما توقعنا، خاصة أننا على ما أذكر كنا الثالث في التصويت لكن وداع إيران لهذه التصفيات لحصولها على أقل الأصوات حتى جاء الفرح الذي أسال دموع العين كما في الصورة الشهيرة التي التقطتها إحدى وكالات الأنباء العالمية مظهرة فرحة كل قطر بهذا الانتصار الذي عبّر عنه أفراد شعبنا ،مواطنين ومقيمين، عندما خرجوا في شوارع الدوحة مهللين ومباركين بهذا الانتصار.
لقد فرحت بكل مشاعري وأحاسيسي في بوسان بهذا الانتصار الذي عبّرت عنه بالدموع، وها أنا اليوم أفرح بكل مشاعري وأحاسيسي بهذا الانتصار بهذه الكلمات وهذه السطور عبر [ الغراء وسأستعيد بها ذكريات ما عشناه في بوسان، حيث كنت أطمع يوم انطلقت المنافسات أن يكون لي دور إيجابي ورسمي واضح في تغطية هذه المنافسات ليكون اسمي ضمن لائحة شرف من ساهم في نجاحها، ولكن للأسف كان للظلم دور في غيابي عن هذا الشرف رغم عدم توقفي عن تغطية أحداثها بلا تكليف رسمي كنت قادرًا على الحصول عليه لتقدير واحترام كل القائمين على التنظيم لي.
لن أبكي على الماضي لأن ما حصل هو إرادة سماوية والله سبحانه قدر وشاءت مشيئته أن يفعل لن أبكي ودليل ذلك إمساكي لقلمي بعد هذا الانتصار لأرفع التهنئة لقيادتنا الرشيدة ورياضيينا وشعبنا على هذا الانتصار مع الدعاء لله أن يتكرر هذا النجاح وبالأفضل.