300 عالم يُطالبون أوروبا بالاتحاد في المعركة ضد الوباء

برلين – وكالات:
قالت مجموعة من العلماء الدوليين في دعوة إلى العمل إن أوروبا بحاجة إلى إستراتيجية مُوحّدة لمكافحة فيروس كورونا.
وكتبت مجموعة العلماء بقيادة الباحثة فيولا بريزمان في دورية «ذا لانسيت» الطبية أنه بالنظر إلى الحدود المفتوحة داخل أوروبا، لا يمكن لدولة واحدة إبقاء عدد حالات الإصابة بكورونا مُنخفضًا، ما يعني أن العمل المُشترك والأهداف المشتركة ضرورية.
كما كتبوا: «إذا لم نتحرك الآن، فمن المتوقع حدوث موجات أخرى من العدوى، مع ما يترتب على ذلك من أضرار أخرى للصحة والمجتمع والوظائف والشركات». واقترح الباحثون اتخاذ تدابير أوروبية قوية ومُنسّقة للحد من عدد الإصابات اليومية الجديدة إلى ما لا يزيد عن 7 حالات بين كل 100 ألف شخص من السكان في الأسبوع في كل بلد في جميع أنحاء أوروبا.
وقالت بريزمان، الباحثة في معهد ماكس بلانك للديناميكيات والتنظيم الذاتي في مدينة جوتينجن وسط ألمانيا: إن هذا الهدف يمكن تحقيقه بحلول الربيع. وكتب الخبراء: إنه «يجب أن يكون خفض الإصابات مُتزامنًا على مستوى جميع الدول الأوروبية وأن يبدأ في أسرع وقت ممكن. وسوف يسمح هذا التزامن للحدود الأوروبية بالبقاء مفتوحة».
وأضافوا أنه بمجرد انخفاض عدد الحالات، يمكن تقليل القيود، ولكن يجب مُراقبة ذلك بعناية، ويجب مُواصلة وتحسين تدابير تخفيف القيود، مثل ارتداء الكمامات والنظافة والتباعد الاجتماعي. كما قالوا إن الفحوص المُستمرة ضرورية لضمان الكشف عن أي زيادة في أعداد الحالات في أسرع وقت ممكن، في حين أن حالات التفشي المحلية تتطلب استجابة سريعة وقوية عبر قيود السفر والفحوص وربما الإغلاق الإقليمي.
ووقّع أكثر من 300 خبير من أنحاء العالم على المُبادرة حتى الآن.
وقال مسؤول طبي كبير: إن اللقاحات المُنتجة حديثًا للتعامل مع فيروس «كورونا» قادرة على قتل السلالة الجديدة من الفيروس، التي اكتشفت في بريطانيا الشهر الجاري وتسببت بزيادة كبيرة في عدد الإصابات بسبب سرعة نقلها للعدوى.
وأوضح كبير المستشارين الطبيين للحكومة البريطانية «باتريك فالانس» لصحيفة ”اندبندنت“، أمس، «أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تحتوي على 23 نوعًا من التغييرات الجينية مُعظمها متصل بالبروتينات داخل الفيروس المسؤولة عن الالتصاق بالخلايا البشرية».
وأضاف أن «تلك التغييرات تعتبر كبيرة جدًا نظرًا لأن أكثرية اللقاحات المُنتجة وتلك التي يجري تطويرها تستهدف تلك البروتينات»، لافتًا إلى أنه «في حال حدوث تغييرات أكبر وأصبح من غير الممكن التعرف عليها فإن اللقاحات لن يكون بمقدورها تحفيز النظام المناعي بالجسم».
وحول كيفية تغيّر سلالة الفيروس لفت «سايمون كلارك»، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الخلوية بجامعة ”ريدينج“ البريطانية، إلى أن الفيروسات تتغير باستمرار بشكل عام، وأن فيروس ”كورونا“ لا يختلف عن بقية الفيروسات، مضيفا ”لقد تطور وتغيّر فيروس كورونا عدة مرات خلال العام الماضي“.
ومن جانبه، أوضح ”جوناثان ستوي“، عالم الفيروسات في معهد فرانسيس كريك في لندن، أن التغييرات تنشأ عادة في الفيروسات ”نتيجة أخطاء في نسخ المادة الوراثية الفيروسية“، مشيرًا إلى أن ”هذا يؤدي إلى تغييرات طفيفة في بروتينات الفيروس، مثلما حدث في بريطانيا الآن“.