هنية: نتطلع لإنجاز سريع للمصالحة واتفاق وطني ينهي الانقسام
غزة – وكالات:
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء الأحد الماضي، أنهم يتطلعون إلى إنجاز حقيقي سريع لتطورات ملف المصالحة الفلسطينية، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات. وقال هنية في كلمة له وجهها حول مسار المصالحة الفلسطينية: نتطلع إلى إنجاز حقيقي وسريع وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني. وأشار إلى أنهم ينتظرون لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام. وشدد هنية على أن مواجهة صفقة القرن، وخطط الضم، والاستيلاء على الأقصى والقدس، ومحاولات شطب حق العودة لا يمكن أن تتم إلا بشعب فلسطيني موحد، وبإرادة صلبة، وبمرجعيات جامعة، وبرؤية موحدة متوافق عليها لكي ننهي هذه الحقبة المؤلمة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية.
وأوضح أن حركته تجاوبت مع كل المحاولات السابقة لإنهاء الانقسام؛ إيمانًا منها بضرورة تحقيق الوحدة ومواجهة الاحتلال ومشاريعه بصف فلسطيني موحد. وبيّن هنية أن حماس «لم تترك فرصة من الفرص يمكن أن تحقق وأن تنجز المصالحة إلا وسَعَت إليها بجد وبمصداقية وبمسؤولية وبرغبة حقيقية من أجل إنجازها». وذكر رئيس المكتب السياسي لحماس أن مسار المصالحة «الذي بدأناه في شهر يوليو الماضي حينما توجهنا لإخوتنا في فتح، وعرضنا عليهم أن نتعاون في مواجهة خطة الضم وصفقة القرن». وأضاف «انطلق حوار فلسطيني مع فتح وبقية الفصائل، وباحتضان دول شقيقة وصديقة، وأضاف «تمسكنا وتمسكت العديد من الفصائل بتزامن الانتخابات لحرصنا ورغبتنا على إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني كله على مبدأ الشراكة، سواء كان منظمة التحرير أو مؤسسات السلطة». وتابع هنية «لم يغلق الباب ولم ينتهِ الموضوع، بل استمرت الاتصالات ومحاولات التحريك لكي نقطع المسافة القصيرة المتبقية من هذا المسار الذي بدأناه».
اتصالات ورسائل
وبيّن أن اتصالات جرت من عديد الدول مع حماس وفتح من أجل استئناف مسار الحوار الوطني. وأكد هنية أنهم تعاطوا بشكل إيجابي ومسؤول وسريع مع التحركات كافة، وتفهمنا ضرورة استئناف مسيرة الحوار الفلسطيني الداخلي. وذكر هنية أنه أكد استعداد حماس لاستئناف الحوار الفلسطيني، ولإنجاز اتفاق وتفاهم فلسطيني لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوالي والترابط. وأكد على وجوب أن تنتهي العملية الانتخابية الديمقراطية والحرة والنزيهة في غضون ستة أشهر، وبضمانة الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها. وأكد أننا «أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني». وبيّن هنية أنه تم توجيه رسائل لجميع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، مضيفًا «تلقينا إجابات ومواقف إيجابية (من الفصائل)».
وقال إننا «نريد أن ندخل الحوار بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وبكل الوسائل». وأضاف «نريد الحوار على أساس التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني للدفاع عن حقنا، ولانتزاع حقنا الفلسطيني، ولطرد المحتل».
إستراتيجية نضالية
وأوضح هنية أنهم يريدون من الحوار الوطني الفلسطيني، أولًا إعادة بناء المرجعيات القيادية الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير، وإنهاء الانقسام متمثلًا بمجلس تشريعي موحد، وحكومة وطنية موحدة، ومن ثم الاتفاق على برنامج وطني سياسي يشكل القاسم المشترك لنعبر فيه هذه المرحلة.
وبيّن أنهم يريدون الاتفاق على الإستراتيجية النضالية سواء المقاومة الشعبية وصولًا إلى انتفاضة شعبية وكل أشكال المقاومة المتاحة لشعبنا، والتي نتمسك بها في مواجهة الاحتلال.
رضا بإرادة الشعب
وأكد التمسك والحرص على إجراء الانتخابات الشاملة، مضيفًا «نرى أنها أرقى وسيلة تلجأ لها الشعوب لتحدد خياراتها، وتعبر عن إرادتها، وتدير خلافاتها، وتخرج من ذلك بسلام». كما أكد أن حماس راضية بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة والآمنة
المرحلة المقبلة
وشدد هنية على الاستعداد لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة. ونبّه إلى أن الفلسطينيين أمام استحقاقات ليست سهلة على الصعيد الداخلي، وذلك على صعيد ترتيب البيت الفلسطيني، وعلى صعيد مواجهة الاحتلال، وعلى صعيد واقع المنطقة والواقع الإقليمي المتشابك والمعقد.
وأردف «ليس أمامنا من خيار إلا أن ننجز وحدتنا الوطنية الفلسطينية، لأن سر قوتنا في وحدتنا». وأوضح أن حماس انطلقت دائمًا في كل مواقفها وفي كل قراراتها من شعار واضح أن المصلحة الوطنية أولًا، فهي اليوم تتجه وتبادر وتسعى وتحقق هذا الحراك الجدي. وشدد على أن المصلحة الوطنية مقدمة على المصالح الخاصة والحزبية والحركية والتنظيمية. ولفت إلى أنهم يجرون اتصالات مباشرة ولقاءات وحوارات مباشرة مع جميع الفصائل والمجموع الوطني، مثله مثل فتح وحماس حريصة على الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام.
ومن جانبه رحّب مجلس الوزراء الفلسطيني، ب «التطورات الإيجابية» التي شهدها ملف المصالحة الداخلية، مؤكدًا جاهزيته في ذات الوقت، للتحضير للعملية الانتخابية.
جاء ذلك في كلمة لرئيس الوزراء محمد اشتية، بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء بمدينة رام الله.
وقال اشتية «يرحّب مجلس الوزراء بالتطورات الإيجابية على صعيد الانتخابات والمصالحة الوطنية، المتمثلة بقبول حركة حماس بإجراء الانتخابات بشكل متتالٍ، عبر رسالة أرسلتها للسيد الرئيس، الذي أعلن بدء الترتيبات لهذه الانتخابات».
وأضاف أن الحكومة «جاهزة لوضع كامل إمكاناتها وجهودها خلال الفترة القادمة للتحضير لعملية انتخابية طال انتظارها».
وتابع: «نريد منها (الانتخابات) أن تكون خاتمة لفصل الانقسام من تاريخ شعبنا، وبداية ديمقراطية تمنح دفعة لمؤسساتنا ولقضيتنا».