أخبار دولية
رغم تحريضه أنصاره على اقتحام الكونجرس.. تقدير موقف للمركز العربي:

استبعاد عزل ترامب قبل نهاية ولايته

3 سيناريوهات غير مرجحة لإقالة الرئيس الأمريكي أو استقالته طوعًا

آراء تؤيد سيطرة ترامب على الحزب الجمهوري بعد خروجه من الرئاسة

انقسام داخل الحزب الجمهوري حول شعبية ترامب وجدوى الابتعاد عنه

بايدن لا يريد تعميق الانقسام داخل المجتمع الأمريكي بعزل ترامب

الدوحة – الراية:

خلص «تقدير موقف» صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، إلى أنه رغم حالة الغضب العارم التي تسبَّب بها تحريض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأنصاره على اقتحام مبنى الكونجرس، بما في ذلك في صفوف المسؤولين الجمهوريين، فإن مسألة إقالته أو تنحيته عن الحكم قبل نهاية ولايته تبدو أمرًا مستبعدًا.

وأوضح أنه في كل الأحوال، فإن اقتحام جماعات متطرفة الكونجرس بالقوة، بتحريض من الرئيس الأمريكي نفسه، خلّف وصمة في تاريخ الولايات المتحدة، إما أن تنجح في تجاوزها وإيجاد سبل للحوار الداخلي، وشرط ذلك تهميش ظاهرة ترامب ونزع الشرعية عن الشخص ذاته، وإما ستمضي أبعد في تمزق نسيجها الاجتماعي والسياسي. وهكذا، سيجد بايدن نفسه في 20 ‏ يناير أمام أمريكا أخرى، غير تلك التي تركها حينما كان نائب الرئيس عام 2017؛ بلد مستقطب منقسم على ذاته، ضعيف اقتصاديًا بعد جائحة كورونا وغيرها، إضافة إلى تراجع هيبته عالميًا، بسبب السياسات والممارسات التي ارتكبها ترامب وأنصاره.

3 سيناريوهات

واستعرض تقدير الموقف ثلاثة سيناريوهات رئيسة لإنهاء رئاسة ترامب قبل 20 يناير، وهي، العزل والإقالة من خلال الكونجرس، وتفعيل التعديل الدستوري الخامس والعشرين وتنحيته من خلال وزراء حكومته ومسؤوليها الكبار، والضغط عليه للاستقالة طوعًا.

ونوّه إلى أن المشكلة ستكون في مجلس الشيوخ، إذ إنه رغم إعلان عدد من أعضائه الجمهوريين تأييدهم إقالة ترامب بعد اقتحام الكونجرس بتحريض منه، فإن الديمقراطيين لن يتمكنوا على الأرجح من تأمين 17 صوتًا بين الجمهوريين لتحصيل أغلبية الثلثين. وربما كان هذا أصلًا هدف الديمقراطيين، وهو تصعيد أزمة الحزب الجمهوري بإحراجه في التصويت على عزل ترامب بعد ما فعَله.

وفضلًا عن ذلك، فإن مجلس الشيوخ لن يجتمع فعليًا إلا في 19 يناير، أي قبل يوم واحد من انتهاء رئاسة ترامب للنظر في إقالته، رغم أن بعض الديمقراطيين والجمهوريين على السواء يشددون على ضرورة القيام بالتصويت على إقالة ترامب، حتى لو بعد مغادرته منصبه، من أجل منعه من الترشح لأي منصب عام بعد ذلك.

وذكر أنه من غير المرجح أن تنجح هذه المحاولات في مجلس الشيوخ في ظل معارضة كثير من الجمهوريين، كما أن بايدن نفسه لا يبدو متحمسًا لها، لما قد يسببه ذلك من صرف الانتباه عن أجندته للمئة يوم الأولى، وتعميق الانقسام القائم أصلًا داخل المجتمع الأمريكي.

تفعيل المادة 25

وحول تفعيل التعديل الدستوري الخامس والعشرين بعزل الرئيس من طرف نائبه، بتأييد أغلبية أعضاء الحكومة، أوضح تقدير المركز العربي أنه رغم الضغوط الكبيرة التي مورست على نائب الرئيس مايك بنس لتفعيل هذا النص، فإنه ما زال مترددًا في ذلك.

الاستقالة طوعًا

وفيما يتعلق بالاستقالة طوعًا، على أن يُكمل بنس مدته الدستورية حتى 20‏ يناير، ويقوم خلالها بمنح ترامب عفوًا عامًا، أشار التقرير أن ترامب لن يقبل ذلك على الأرجح، خصوصًا أن علاقته بنائبه وصلت إلى مستوى عالٍ من التوتر وعدم الثقة.

ترامب والجمهوريون

وحول مستقبل ترامب والحزب الجمهوري، أشار تقدير المركز العربي إلى أن اقتحام الكونجرس بتحريض مباشر من ترامب وضع الحزب الجمهوري أمام معضلة حقيقية تهدد بانقسامه تيارين؛ ينادي الأول بضرورة الابتعاد عن ترامب ووضع آليات لا تسمح له بالعودة إلى قيادة الحزب، أما الثاني فيشدد على أن ترامب هو من أوراق الحزب الرابحة، وبناء عليه لا ينبغي التمرد عليه أو التخلي عنه. وثمة رأي ثالث يقول إن ترامب بات فعليًا يسيطر على الحزب الجمهوري، وإن أي محاولة للتخلص منه ما عادت تُجدي نفعًا.

ويرى أصحاب الرأي الأول أن اقتحام الكونجرس أضرّ على نحو كبير بصورة الحزب الجمهوري وأنه أصبح «يواجه تهديدًا وجوديًا» إذا لم يتمايز في موقفه ويبتعد عن رئيس منفلت تتحكم فيه نزوات سلطوية جامحة. ويحذر أصحاب هذا الموقف من أن البقاء تحت عباءة ترامب سيحدّ من قدرة الحزب على الفوز في أي انتخابات عامة قادمة، وجمع الأموال، فضلًا عن إيجاد مرشحين أقوياء. ويؤيد هؤلاء فكرة التصويت على إقالة ترامب في مجلس الشيوخ، بعد عزله في مجلس النواب، والتصويت تاليًا على منعه من تبوُّؤ أي منصب عام في المستقبل. ويخشى هؤلاء الجمهوريون من عودة ترامب إلى الترشح للرئاسة بعد أربع سنوات، خصوصًا أن استطلاع رأي أُجري في ديسمبر 2020 يشير إلى أن ترامب يتمتع بتأييد 87 في المئة بين الجمهوريين، رغم أنه لا يحظى بشعبية كبيرة على المستوى الوطني.

الدعم الانتخابي

أما أصحاب الرأي الداعي إلى التمسك بترامب فحجتهم أنه حصل على أكثر من 74 مليون صوت، أي ما نسبته 46.9 في المئة من مجموع الناخبين الأمريكيين. ويقولون إن الحزب الجمهوري استطاع أن يقلص الفارق مع الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب بفضل وجود مرشحيه على القائمة الانتخابية نفسها لترامب، كما أنهم يرون أن ترامب ساهم في الحفاظ على العديد من المقاعد الجمهورية في مجلس الشيوخ. وبحسب العديد من الاستراتيجيين الجمهوريين، فإن ترامب عزز وضع الحزب بين ناخبي الطبقات العاملة عبر ترويجه أجندة قوامها توفير الوظائف وتخفيض الضرائب. بل يرى هؤلاء أن أجندة ترامب وسياساته المتعلقة بالضرائب والهجرة يمكن أن تساعد الحزب الجمهوري على استعادة الدعم بين ناخبي الضواحي الذين انفضوا عنه بسبب أسلوبه الشخصي، وليس بسبب سياساته، ويسوقون دليلًا على ذلك فوز العديد من المرشحين الجمهوريين في مجلس النواب عن تلك المناطق.

حزب ترامب

في حين يعتقد أصحاب الرأي الثالث أن سيطرة ترامب على الحزب ستستمر بعد خروجه من الرئاسة، بل إن نجله، دونالد ترامب جونيور، لم يتردد قبل اقتحام الكونجرس بساعات قليلة في تهديد الأعضاء الجمهوريين الذين أعلنوا نيتهم التصديق على فوز بايدن بأنهم سيواجهون العواقب، على أساس أن «هذا لم يعد حزبهم الجمهوري. بل بات حزب دونالد ترامب الجمهوري».

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X