أخبار دولية
الرئيس السادس والأربعون الأكبر سنًا في تاريخ البلاد

بايدن بعد توليه رئاسة أمريكا: الديموقراطية انتصرت

شخصيات سياسية بارزة من الحزب الجمهوري حضرت مراسم التنصيب

بايدن تبنى صيغة تصالحية وطالب الأمريكيين بالوحدة

كامالا هاريس المنحدرة من أسرة مهاجرة أول نائبة للرئيس في تاريخ أمريكا

الرئيس يتعهد بأن يكرس كل موارد الحكومة الاتحادية لمواجهة أزمة كورونا

واشنطن – وكالات:

أدى السياسي الديمقراطي جو بايدن اليمين رئيسًا للولايات المتحدة، أمس، متعهدًا بإنهاء «حرب غير متحضرة» ليتولى السلطة في بلد يعاني من انقسامات سياسية عميقة واقتصاد في أزمة وجائحة فيروس كورونا التي أودت بحياة 400 ألف في أمريكا.

وأدى بايدن القسم الرئاسي أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس وتعهد «بالحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته».

وقال بايدن في الخطاب بمناسبة تنصيبه رئيسًا «تعرضت أمريكا لاختبارات قاسية عبر العصور مرة تلو الأخرى وكانت أمريكا على قدر التحدي.. في هذه الساعة أصدقائي، الديمقراطية انتصرت.. اليوم نحتفل بالنصر، ليس نصر مرشح وإنما انتصار قضية، قضية الديمقراطية».

وانتقلت الرئاسة إلى بايدن (78 عامًا)، الذي أصبح أكبر الرؤساء الأمريكيين سنًا في التاريخ، خلال مراسم مصغرة في واشنطن لم تشهد القدر المعتاد من الأبهة والأجواء الاحتفالية بسبب الجائحة والمخاوف الأمنية بعد الهجوم الذي شنه أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على مبنى الكونجرس (الكبيتول) في السادس من يناير.

وخالف ترامب تقليدًا آخر قبل أن يترك السلطة، إذ يعتبر رفضه حضور حفل التنصيب لمن سيخلفه منافيًا لتقليد سياسي يعود إلى أكثر من 150 عامًا، رافضًا بذلك التأكيد على الانتقال السلمي للسلطة.

وحضرت شخصيات سياسية بارزة من الحزب الجمهوري مراسم التنصيب منهم مايك بنس نائب الرئيس السابق ترامب وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي، إضافة إلى الرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش.

وأصبحت كامالا هاريس، وهي ابنة لمهاجرين من جاميكا والهند، أول شخص من أصحاب البشرة الداكنة وأول امرأة وأول أمريكية من أصل آسيوي تتولى منصب نائب الرئيس بعد أن أدت اليمين الدستورية أمام القاضية بالمحكمة العليا سونيا سوتومايور، وهي أول عضو من أصل لاتيني بالمحكمة.

وتولى بايدن المنصب في وقت مضطرب إذ تواجه بلاده ما وصفه مستشاروه بأربع أزمات مجتمعة وهي الجائحة والتراجع الاقتصادي والتغير المناخي والعنصرية. وتعهد بالتحرك على الفور لمواجهة تلك المشكلات باتخاذ سلسلة من القرارات التنفيذية في أول يوم له في الرئاسة.

وبعد حملة انتخابية مريرة شابتها مزاعم لا أساس لها من ترامب بتزوير الانتخابات، تبنى بايدن صيغة تصالحية وطلب من الأمريكيين الذين لم يصوتوا له بمنحه فرصة ليكون رئيسًا للجميع.

وقال بايدن «الأمر يتطلب ما هو أكثر بكثير من الكلمات لنتغلب على تلك التحديات ولنستعيد الروح ونؤمّن مستقبل أمريكا. يتطلب الأمر تحقيق هدف هو الأكثر صعوبة في نظام ديمقراطي ألا وهو الوحدة.. يجب علينا أن ننهي تلك الحرب غير المتحضرة التي تضع الأحمر في مواجهة الأزرق والريفي في مواجهة المدني والمحافظ في مواجهة الليبرالي. يمكننا أن نفعل ذلك إذا فتحنا قلوبنا وأرواحنا بدلًا من القسوة».

وأقيمت المراسم أمس أمام مبنى الكونجرس (الكبيتول) الذي جرى تشديد إجراءات الأمن حوله في أعقاب هجوم أنصار ترامب عليه واقتحامه قبل أسبوعين، بسبب مزاعم باطلة بأن الانتخابات سرقت بملايين الأصوات المزورة.

وقال بايدن «نقف هنا.. بعد أن ظن حشد من الغوغاء قبل أيام أنهم قادرون على استخدام العنف لإسكات إرادة الشعب وتعطيل ديموقراطيتنا وإبعادنا عن هذا المكان المقدس.. لم يحدث ذلك.. ولن يحدث أبدًا. لا اليوم ولا غدًا ولا في أي يوم من الأيام».

توّج تنصيب بايدن مسيرة بدأها قبل خمسة عقود وشملت أكثر من 30 عامًا في مجلس الشيوخ الأمريكي وفترتين في منصب نائب الرئيس في إدارة أوباما.

لكنه يواجه سلسلة من الأزمات المتداخلة التي تمثل تحديًا حتى لشخصية مثله تتمتع بالخبرة السياسية.

ومن بين هذه الأزمات جائحة فيروس كورونا التي وصلت إلى مرحلة قاتمة الثلاثاء، آخر أيام ترامب في السلطة، حيث وصل عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في الولايات المتحدة إلى 400 ألف وفاة كما سجلت الإصابات 24 مليونًا وهو أعلى عدد لحالات الإصابة على مستوى العالم. كما فقد ملايين الأمريكيين وظائفهم بسبب تبعات الجائحة والقيود التي فرضت لمكافحتها.

تعهد بايدن بأن يكرس كل موارد الحكومة الاتحادية لمواجهة الأزمة. ومن أولوياته القصوى خطة قيمتها 1.9 مليار دولار لتحسين مخصصات العاطلين عن العمل وتوفير دفعات مالية مباشرة لمساعدة الأسر.

لكن الخطوة ستتطلب موافقة من الكونجرس المنقسم بشدة الذي لا يحظى فيه الديمقراطيون سوى بأغلبية بسيطة في مجلسي النواب والشيوخ.

هذا وأدى ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجدد من الحزب الديمقراطي اليمين أمام هاريس وينقسم بذلك المجلس إلى نصف جمهوري وآخر ديموقراطي ويكون لهاريس الصوت المرجح.

وأشار مستشارون لبايدن إلى أنه لن يضيع أي وقت في طي صفحة عهد ترامب، حيث وقع نحو 15 أمرًا تنفيذيا في يومه الأول في السلطة بشأن ملفات متعددة من بينها الجائحة والأوضاع الاقتصادية والتغير المناخي.

وقالوا إن تلك الأوامر شملت الإلزام باستخدام الكمامات في البنايات والمنشآت الاتحادية والعودة لاتفاقية باريس للمناخ وإنهاء حظر فرضه ترامب على دخول القادمين من عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة.

وعلى الرغم من أن بايدن كشف عن جدول أعمال للمئة يوم الأولى من ولايته بما يشمل تطعيم 100 مليون شخص من كوفيد-19، إلا أن مجلس الشيوخ قد ينشغل عن ذلك بمحاكمة ترامب المحتملة في إطار مساءلته التي ستمضي قدمًا رغم انتهاء ولايته الرئاسية.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X