اخر الاخبار
في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب

الشيخ محمد محمود المحمود :”وقولوا للناس حُسناً”

الدوحة – الراية :

أكد فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن الله تبارك وتعالى أمرنا بأن نقول أحسن الحديث، وبين أن أحسن الكلام وأطيب الحديث ما قربك من الله عز وجل ورأس الكلام هو أن  تدعو إلى الله تبارك وتعالى، والقول الحسن هو ذلك القول الذي اجتمع فيه حسن اللفظ وحسن المعنى، والقول الحسن هو أن يكون بلين، وينبغي أن ننتقي الكلام انتقاء ونعتني به لأن القول الحسن هو هداية وتوفيق من الله، والكلمة إما أن ترفعك في الجنة درجات وإما أن تهوي بقائلها في النار دركات، فالقول الحسن وقاية للإنسان من النار.


وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى، يقول الله عز وجل (يا  أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
وأوضح الخطيب أن الكلمة أمرها عظيم وخطرها جليل وشأنها عند الله تبارك وتعالى عظيم، وأن الكلمة إما أن ترفعك في الجنة درجات وإما أن تهوي بقائلها في النار دركات، أخرج البخاري في صحيحه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا ترفعه في الجنة درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم). وفي رواية: (إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يتبين فيها، يزل في نار جهنم أبعد ما بين المشرق والمغرب)، وفي رواية: (إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في نار جهنم).


 وأضاف الشيخ محمد المحمود أن الكلمة أمرها خطير كل ما يخرج من فيك فأنت مسؤول عنه أمام الله تبارك وتعالى إن كان خيرا فخير وإن كان شرا والعياذ بالله حوسبت عليه  (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)،  بهذا أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نقول أحسن الحديث فقال عز وجل(وقولوا للناس حسنا) أحسن الحديث، ينبغي أن ننتقي الكلام انتقاء ونعتني به لأن القول الحسن هو هداية وتوفيق من الله تبارك وتعالى: (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) فمن وفقه الله عز وجل للمنطق الحسن والكلام الحسن فقد هدي من الله تبارك وتعالى


ولفت الشيخ المحمود إلى أن القول الحسن وقاية للعبد من النار، جاء في صحيح الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(اتقوا النار ولو بشق تمرة)  ولو بكلمة طيبة تتقي بها نار جهنم، لما للكلمة من أثر عظيم، القول الحسن هو أن يكون بلين أن يكون كلاما لينا يستميل القلوب ويحببها لا أن ينفرها ويبغضها منك، جاء في سنن الإمام الترمذي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله ؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله باليل والناس نيام) الذين يطيبون حديثهم يتحدثون بكلام لين يستميل القلوب ويحببها أولئك القوم قريبون من الله تبارك وتعالى يحبهم الله عز وجل يرفع درجاتهم عنده يجعلهم من المقربين من أصحاب الدرجات العليا من أصحاب النعيم.  
وتابع الخطيب: القول الحسن هو ذلك القول الذي اجتمع فيه حسن اللفظ وحسن المعنى أن يكون حسنا في لفظه وأن يكون حسنا في معناه بأن تنتقي أفضل الكلام كما ينتقي آكل الثمر أحسنه، فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( عن يمين الرحمن تعالى – وكلتا يديه يمين – رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه)، فالذي يأكل الطعام ينتقي أطيب الطعام هكذا الذي يتحدث ينبغي أن ينتقي أطايب الحديث فلا يخرج أي كلمة خطرت في باله أو مرت على ذهنه بل ينبغي أن يحسب للكلمة حسابها وأن لا يقول إلا أحسن القول.
 قال الله تبارك وتعالى:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
وأوضح الشيخ محمد المحمود بأن أحسن الكلام وأطيب الحديث ما قربك من الله تبارك وتعالى كل كلام يقربك من الله عز وجل ورأس الكلام هو أن  تدعو إلى الله تبارك وتعالى، أن تُعرّف الخلق  بالله عز وجل، أن ترشد الناس إلى الله تبارك وتعالى، (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) الذي يدعو إلى الله منطقه أحسن المنطق وحديثه أحسن الحديث وكلامه أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى هو حبيب الله عز وجل هو الذي اختاره الله عز وجل ليعرف الخلق عليه إنه اجتباء من الله إنه اختيار من الله عز وجل أن سمح لك بأن تعرف الخلق به تبارك وتعالى.
ونوه الخطيب بأنه ينبغي على العبد وهو يخاطب الناس سواء كان في مجلس جلسه أو في منصة ارتقاها أو في طريق عابر لقي فيه الناس أن يتجنب عيوب الحديث وعيوب القول وهي كثيرة جدا يعرفها الناس إلا أن أعظمها ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله قال: قال صلى الله عليه وسلم:( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون». قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون الثرثارون الذين يكثرون الحديث بما لا فائدة فيه يزعجون من حولهم بكثرة الكلام الذي لا داعي له ولا فائدة منه ولا من ورائه طائل ولا من ورائه فائدة لا دنيا ولا دين هؤلاء الثرثارون مبعدون عن النبي صلى الله عليه وسلم. هؤلاء غير محبوبين من النبي عليه الصلاة والسلام

وأضاف أن الأمر الآخر والصفة الأخرى هم المتشدقون، والمتشدقون هم الذين يتفاصحون في حديثهم يفخمون كلامهم كأن الواحد منهم يخرج كلماته من شدقيه تعاظما وتفاخرا على الناس ولا يبعد أن يدخل في ذلك من يتحدث إلى قوم هم يتحدثون بالعربية فيأتي رجل ليظهر فصاحته وتفاخره وعلوه عليهم فيدخل بين كلماته كلمات أجنبية بلغة لا يفهمها أكثر الناس يريد من ذلك التعاظم عليهم إظهار الفهم والعلم هذا مبعد من الله تبارك وتعالى غير محبوب من النبي عليه الصلاة والسلام.

والآخرون هم المتفيهقون وقد بينهم النبي عليه الصلاة والسلام بقوله هم المتكبرون ذلك الرجل الذي لا يرى شيئا لمن أمامه يتعاظم على الناس يرى أنه أفضل منهم أو أنه من منزلة أعظم منهم فيتحدث إليهم حديث فيه كبر والعياذ بالله تبارك وتعالى
عيوب حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام وبين عقوبة من يتصف بصفة منها.  

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X