عون يبحث مع ماكرون المبادرة الفرنسية

بيروت – وكالات:
أكد الجيش اللبناني استعداده لحماية السلم في مدينة طرابلس، التي تشهد احتجاجات وأعمال شغب، في حين أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالًا هاتفيًا بنظيره اللبناني ميشال عون، بحثا خلاله المبادرة الفرنسية الرامية إلى خروج لبنان من الأزمة السياسية. وأبدى الجيش اللبناني استعداده لدعم المؤسسات الأمنية للمساهمة في «حماية السلم الأهلي في طرابلس ومنع أعمال الشغب». جاء ذلك في حديث لمدير العمليات في الجيش العميد الركن جان الشدياق خلال اجتماع في قيادة لواء المشاة 12 في طرابلس. وقال الشدياق «الجيش اللبناني مستعدّ لتقديم المؤازرة الفورية للمؤسسات الأمنية عند الضرورة، بهدف حماية السلم الأهلي في طرابلس ومنع أعمال الشغب». وتم إطلاع مدير عمليات الجيش خلال الاجتماع على التدابير المتخذة لحفظ الأمن في المدينة. وكان رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري تساءل في وقت سابق عن سبب عدم تدخل وحدات الجيش اللبناني أثناء الاعتداء على مبنى بلدية المدينة والسرايا الحكومي. وتشهد طرابلس احتجاجات غاضبة جراء قرار الإغلاق العام الصارم، الذي ترك كثيرين بلا سبيل لكسب العيش، في وضع يشهد انهيارًا اقتصاديًا. والخميس الماضي، شهدت المدينة مقتل رجل خلال اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، وذكرت وسائل إعلام محلية وشهود أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت أعيرة نارية أثناء محاولة المحتجين اقتحام مبنى حكومي في طرابلس، وأصيب عشرات في الواقعة. وقالت قوات الأمن – في بيان – إنها أطلقت أعيرة نارية لتفريق مشاغبين أضرموا النار في غرفة الحراسة الخاصة بالمبنى، واقتلعوا بوابة، مشيرة إلى أن العنف «أسفر عن سقوط ضحية».
اتصال فرنسي
في سياق آخر، أجرى الرئيس الفرنسي السبت الماضي اتصالًا هاتفيًا بنظيره اللبناني، حيث بحثا عدة موضوعات بينها المبادرة الفرنسية التي لم تنجح في تشكيل حكومة لبنانية حتى اليوم، رغم مرور شهور على إطلاقها. وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى وتشريد مئات الآلاف من السكان. وخلال زيارته لبيروت بعد هذا الانفجار بيومين، التقى ماكرون رؤساء الأحزاب الكبيرة، وأطلق مبادرة تشمل تشكيل حكومة جديدة. لكن ماكرون تحدث بلهجة تهديد، وبدا كأنه يوجّه تعليمات للبنانيين، ما جعل قوى سياسيّة تعتبر مُبادرته تدخلًا في شؤون بلدهم.