الكشف المبكر عامل رئيسي للتغلب على السرطان
على المرضى ممارسة حياتهم الطبيعية والابتعاد عن الاكتئاب
شيماء وجيه: رعاية طبية خاصة ودعم مادي ومعنوي للمصابين
لمى الصفدي: تعزيز الوعي بأهمية الفحص الذاتي لاكتشاف المرض مبكرًا
الدوحة – الراية:
أكّدت متعافيات من مرض السرطان أن الكشف المبكر والاستفادة من الخدمات الطبية المتميزة التي توفرها الدولة في هذا الصدد من الأسباب الرئيسية للتغلب على المرض. ودعت المتعافيات، في تصريحات لـ الراية المصابين بالمرض إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وعدم الدخول في حالة اكتئاب والحرص على الاختلاط بالأشخاص الإيجابيين وحسن الظن بالله والثقة في الله وقدرته على الشفاء. فمن جانبها، قالت السيدة شيماء وجيه: إنها اكتشفت المرض قبل 3 سنوات حينما لاحظت بعض التغيرات في الجسم وعاداتها اليومية ومن ثم قامت بإجراء الفحص الطبي بأحد المراكز الصحية والذي قام بدوره بتحويلها مباشرة لمؤسسة حمد الطبية حيث تم إجراء مزيد من الفحوصات التي أكدت وجود ورم في القولون.
وتابعت: إنّ السرعة والتميز في الخدمة كانا السمة السائدة في التعامل مع مرضها، حيثُ لمست اهتمامًا كبيرًا من قبل الكوادر الطبية والتمريضية بمؤسسة حمد الطبية وتم البدء بالخطة العلاجية خلال أقل من شهر من اكتشاف المرض وتم إجراء الفحوصات التشخيصية بشكل سريع، ما يؤكد مدى الاهتمام والتركيز على التعامل السريع مع الحالات المصابة بهذا المرض.
وأضافت أنه تم إجراء العلاج الكيماوي والإشعاعي في وقت قياسي، ومن ثم إجراء الجراحة لاستئصال الورم وبعد إجراء الجراحة خضعت لبعض الجلسات العلاجية الكيماوية للوقاية، وعلى الرغم من تعافيها من المرض قبل عامين، إلا أنه تتم متابعتها كل 3 أشهر وتتلقى اتصالات ورسائل تذكيرية بمواعيد المتابعة للتأكد من عدم عودة المرض مرة أخرى.
وأشادت بدور الجمعية القطرية للسرطان الفاعل في تقديم الدعم للمتعايشين مع المرض سواء من خلال تحمل تكاليف العلاج للمرضى غير القادرين أو في مجال الدعم النفسي من خلال تقديم العديد من البرامج النوعية التي تُعنى بالصحة النفسية للمرضى والناجين وذويهم من مقدمي الرعاية لهم.
ونوّهت بأهمية دور الأسرة الداعم خلال فترة المرض، قائلة إنه كان أمرًا رئيسيًا في مواجهة المرض والتغلب عليه.. داعية الأسر أو من لديه مصاب بالسرطان إلى الحرص على توفير الاهتمام والدعم المعنوي اللازم لتخطي هذه المرحلة. وأكّدت أن للحالة النفسية للمريض دورًا كبيرًا في مواجهة المرض، وأنه يجب على الأهالي عدم إشعار المريض بأنه في حالة سيئة أو أنه لا يستطيع الحياة بشكل طبيعي بل على العكس يجب أن يكون هناك دعم معنوي للمريض بأنه إنسان عادي يمكنه التغلب على المرض حتى يصل لمرحلة الشفاء.
من جانبها، قالت السيدة لمى الصفدي إن الفحص الذاتي الذي كانت تقوم به ساعد في اكتشافها المبكر للمرض، موضحة أهمية توعية الجميع بكيفية إجراء الفحص الذاتي حتى يمكن اكتشاف المرض مبكرًا والتدخل الطبي في وقت مبكر حال كان هناك ورم سرطاني.
وتابعت: إنّ الأمر الأساسي في مواجهة المرض هو تقبل الأمر الواقع والثقة في قدرة الله على الشفاء والتعافي، حيث إن هذا الأمر يصب في تقوية الحالة النفسية للمريض ومن ثم يمكنه مواصلة الطريق في العلاج.
وأضافت أنها توجّهت للطبيب بالمركز الصحي لإجراء الفحص الطبي بعد أن شعرت بأن هناك أشياء غريبة تظهر في جسمها ومن ثم إجراء الماموجرام من خلال الأطباء الذين اكتشفوا إصابتها بسرطان الثدي، وفور التأكد من التشخيص تم وضع الخطة العلاجية بشكل سريع من قبل مؤسسة حمد الطبية، حيث خضعت لفترة 6 أشهر من العلاج الكيماوي قبل إجراء الجراحة، وذلك بهدف تحجيم الورم ومنع انتشاره أولًا ومن ثم إجراء الجراحة بعد ذلك لإزالة الورم. وقالت إنه بعد إجراء الجراحة خضعت لجلسات علاج طبيعي ثم جلسات علاج إشعاعي، موضحة أن رحلتها مع السرطان امتدت حوالي 10 أشهر منذ اكتشاف المرض وحتى الشفاء.
ودعت الجميع للاستفادة من البرامج والحملات التي تقدمها الجمعية القطرية للسرطان لجميع فئات المجتمع سواء في مجال رفع الوعي بالمرض وتعزيز ثقافة الكشف المبكر عنه أو في مجال دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع السرطان، فضلًا عن دور الجمعية الكبير في تحمل التكاليف العلاجية للمرضى غير القادرين وتخفيف الأعباء المادية عنهم والتي ربما تؤثر على الحالة النفسية للمريض وسرعة استجابته للعلاج، ونوّهت في هذا الصدد ببرامج الدعم النفسي التي تقدمها الجمعية لهذه الفئة التي تحتاج للدعم من مرحلة التشخيص وحتى مرحلة التعافي.
وناشدت جميع أفراد المجتمع الاهتمام بإجراء الفحص الذاتي واتباع نمط حياة صحي قائم على تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني، كما نصحت المصابين بممارسة حياتهم الطبيعية وعدم القلق والحرص على الاختلاط بالأشخاص الإيجابيين.