الراية الإقتصادية
المهندس سعد بن شريده الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة :

إطلاق مشروع حقل الشمال الجنوبي العام القادم

المشروع يرتفع بإنتاجنا من الغاز إلى 126 مليون طن سنويًا

إطلاق مشروع حقل الشمال الجنوبي العام القادم

28.7 مليار دولار تكلفة مشروع حقل الشمال الشرقي

كتب عاطف الجبالي:
كشف سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، عن بدء مشروع حقل الشمال الجنوبي مطلع العام المقبل، مشيرًا إلى أن هذا المشروع سيرفع إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال إلى 126 مليون طن سنويًا.
وقال سعادته خلال لقاء خاص مع تلفزيون بلومبرج: تبلغ التكلفة الكلية لمشروع حقل الشمال الشرقي 28.7 مليار دولار، لإنتاج 32 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال بحلول 2025، هذا أحد أكثر المشاريع تنافسية في العالم.
وأكد الكعبي على مواصلة العمل على تنفيذ مشاريع إستراتيجية وقوية نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية بعيدة الأمد للوصول إلى 126 مليون طن سنويًا.
وأشار إلى أنه تم الإعلان مؤخرًا عن مشروع القطاع الشرقي لحقل الشمال وذلك لزيادة الإنتاج من 77 مليون طن إلى 110 ملايين طن سنويًا. وأكد سعادته أن قطر للبترول ترحب بالتعاون والأعمال المشتركة، حيث لديها شركات عالمية لتطوير هذه المشاريع، داعيًا الشركات العالمية للانضمام إلى هذه المشاريع الإستراتيجية.
وردًا على سؤال حول إمكانية تقديم عروض خاصة لشراء الغاز من قِبل الشركات التي ستساهم في مشاريع التوسعة، قال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي: هذا الأمر يجب عليهم القيام به وليس نحن، أعتقد أنه يجب أن يقدموا لنا أفضل العروض كشركاء في مشروع التطوير. وأضاف: مشروعنا قوي للغاية والأفضل من ناحية الأسعار، وسيكون مجديًا للغاية.
هنا تفاصيل اللقاء:

هناك أزمة في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، حيث توقفت الطاقة في تكساس وتتالى انقطاع التيار الكهربائي .. ما رأيك في كل هذا؟
– من الواضح أن هذه الأزمة ودرجات الحرارة المنخفضة التي نراها في تكساس هي شيء لم نشهده من قبل. الثلج والجليد هما شيء غير مألوف هناك، وهو حدث يأتي لمرة واحدة في عدة عقود. لم نرَ شيئًا مثل هذا من قبل. لقد عشت في تكساس لبعض الوقت، وأعلم أنهم لم يعتادوا على الثلج. وبالطبع كل المرافق المتعلقة بالنفط والغاز، وكل البنية التحتية لم يتم إعدادها لهذه الأحوال في تلك المنطقة. ربما هو شيء موجود في الشمال، لكن ليس في الجنوب.
هذه ظروف مؤقتة، ونأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها قريبًا. لكنها تركت أثرًا على سوق النفط، خاصة في تلك المنطقة.
هل تعتقد أنها ستزول؟
– نعم. أنا واثق من ذلك. إنهم مرنون للغاية. صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة مرنة للغاية وأنا متأكد من أنهم سيتغلبون عليها قريبًا.

توسعة حقل الشمال

 

– بصفتك رئيسًا لقطر للبترول ووزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر .. أنت على وشك القيام بتوسع هائل في قدرة إنتاج الغاز الطبيعي المسال في البلاد. لقد كان هذا مخططًا لفترة طويلة، لكنه تأخر قليلًا بسبب فيروس كورونا.. لماذا الآن؟ كيف يعمل هذا كاستثمار وكسوق؟
– بالنسبة لمشاريع توسعة حقل الشمال، لدينا مشروعان: حقل الشمال الشرقي، الذي أعلنا إطلاقه مؤخرًا، وحقل الشمال الجنوبي.
حقل الشمال الشرقي سينقل انتاجنا من 77 مليون طن سنويًا إلى 110 ملايين طن سنويًا، وسيأخذنا حقل الشمال الجنوبي، الذي سنعلنه في أوائل العام القادم، إلى 126 مليون طن سنويًا. لقد أعلنا عن إستراتيجيتنا، وهي إستراتيجية واضحة جدًا ومحددة. وهذه مشاريع قوية ونشطة للغاية. لقد أعلنّا الأسبوع الماضي أن التكلفة الإجمالية لمشروع حقل الشمال الشرقي تبلغ 28.75 مليار دولار أمريكي لإنتاج 32 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2025. ويعد هذا أحد أكثر المشاريع تنافسية – إن لم يكن الأكثر تنافسية – على هذا الكوكب اليوم، ونحن فخورون جدًا بذلك. نحن نمضي قدمًا في تحقيق رؤيتنا طويلة المدى للوصول إلى 126 مليون طن سنويًا وربما أكثر.

تقييم العطاءات

 

• سؤال آخر حول التوسعة .. لقد دعوتم شركات النفط العالمية لتقديم عطاءات تصل إلى نسبة 30٪ من هذا المشروع .. ما الذي تتطلعون إليه عند تقييمكم لهذه العطاءات؟ ما هو المثير بالنسبة لكم؟
– ما قمنا به في قطر هو شيء فريد جدًا هذه المرة. لم نقم في السابق بإنشاء مشروع مملوك لقطر للبترول بنسبة 100%. والآن نمضي بهذا المشروع باعتباره مملوكًا بالكامل لقطر للبترول. لكننا نحب نموذج المشاريع المشتركة ولدينا شركات عالمية تنضم إلينا في تطوير هذه المشاريع. لكننا نعمل بالفعل على ملكية 100٪. لقد دعوناهم (الشركات العالمية) قبل فترة للمشاركة في هذا المشروع. لكن ما حدث في النهاية هو أن كان لدى الجميع افتراضات مختلفة لتكلفة رأس المال، وأردنا أن نكون على يقين من أن شركاءنا سيأتون وأنهم على يقين من الاستثمار الذي يأتون بسببه، وأن يكونوا على علم بتكلفة رأس المال حتى يتمكنوا من الدخول والتنافس لتقديم أفضل عرض.

 

 

  • مقدار زيادة الإنتاج 32 مليون طن بحلول 2025

  • تنفيذ مشاريع إستراتيجية تحقق رؤية قطر الوطنية

  • مشروعنا قوي للغاية والأفضل من ناحية الأسعار

 

عروض المشترين

 

• هل ستعرضون عليهم شروطًا أفضل كمشترين للغاز الطبيعي المسال إذا جاءوا كجزء من المشروع؟
– سيكون عليهم أن يعرضوا علينا .. أعني، كمشترين، سيكون عليهم أن يقدموا لنا عرضًا أفضل للحصول على جزء من مشروعنا. مشروعنا قوي ونشط جدًا، وهو أحد أقوى المشاريع بأي سعر نفط ممكن رؤيته. حتى إذا تم اختبار تنافسيته بسعر 20 دولارًا (لبرميل النفط) فسيكون مشروعًا قابلًا للتطبيق.
عقود المدى الطويل
– دعنا نتحدث عن بعض عقودكم .. يوجد لديكم الكثير من المعروض الجديد الذي تريدون بيعه في السوق .. أنت من مؤيدي العقود طويلة الأجل المرتبطة عادة بالنفط. عندما تنظر إلى كل الغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه في السوق، ما النسبة المئوية التي تريدها على المدى الطويل؟ وما النسبة المئوية التي تريدها على المدى القصير والمرتبطة بالسوق الفوري؟ وهل هناك طريق ثالث؟
– أعتقد أن المدى الطويل هو النهج الأفضل. إنها أفضل طريقة لكلا الجانبين. هي أفضل طريقة للمشتري وأفضل طريقة للبائع وتتمتع بدرجة من اليقين من الطلب المطلوب. ويكون هناك فهم لما هو مطلوب من قِبل كل بلد على المدى الطويل. متطلبات الشتاء تختلف عن متطلبات الصيف. وكذلك تختلف متطلبات التخزين.. وهلم جرا. لذلك، عندما توقع عقدًا مع موّرد قوي مثل قطر، يتمتع بسجل حافل لأكثر من 20 عامًا لم تتخلف خلالها عن أي شحنة لأي عميل، فإنه يكون لديك يقين من التوريد. وطبعًا هذه الشحنات، أو غالبيتها العظمى، هي عادة ما تكون مرتبطة بمشاريع أساسية جدًا للطاقة الكهربائية وتشكل عنصر أمن قومي للإمدادات بالنسبة لهذه الدول. وأعتقد أن الكثير من الدول تنظر إلى الاستقرار طويل الأمد ببالغ الأهمية. هناك مغالطة مفادها أن الغاز الطبيعي المسال يتم تداوله كسلعة يمكنك الحصول عليها في السوق الفوري – سوق فوري لا نهاية له. هذا ليس صحيحًا. وقد تم إثبات ذلك من خلال توقف محطتي إنتاج فقط بسبب أعمال فنية طبيعية واعتيادية تحصل في أي مصنع، حيث ارتفعت الأسعار إلى أكثر من 30 دولارًا. وكذلك، اقتربت أسعار الغاز من دولارين العام الماضي بسبب الجائحة واقتربت أسعار الغاز هذا العام من أكثر من 30 دولارًا. عدم الاستقرار في السوق وقفزات الأسعار الكبيرة ليست جيدة لكل من المشتري والبائع. لذلك، وللإجابة عن سؤالك، أعتقد أن نسبة 10% من إنتاجنا أو ما يقارب من ذلك سيكون في السوق الفوري سيكون شيئًا معقولًا. ونحن قادرون على فعل أي منهما.

الطلب على الغاز

 

• يعتقد بعض المحللين أن الطلب على الغاز الطبيعي سيبلغ ذروته في مكان ما حول 20-35 دولارًا .. ولا أعتقد أن هذا رأيك.
– تمت مناقشة ذروة النفط قبل 20 أو 30 عامًا، حيث اعتقدوا أن ذروة النفط قادمة أسرع بكثير .. أعتقد أنها مرّت بالفعل. وقد اعتقد بعض المحللين قبل 20 عامًا أننا قد بلغنا الذروة وأننا نحو النزول، وهو ما لم يحدث.
أعتقد أن هناك مطلبًا مستقبليًا حتميًا للانتقال إلى وقود أنظف. هناك تحول يحدث، وأعتقد أن مصادر الطاقة المتجددة ستكون جزءًا كبيرًا من المستقبل. ولا شك هناك في ذلك على الإطلاق. أعتقد أننا جميعًا مدينون للعالم ولأطفالنا بأن نكون أكثر مسؤولية فيما نفعله وفي الطريقة التي نقوم بها في المستقبل. لذلك، هذا بالتأكيد شيء أؤمن به بشدة. وأعتقد أن ما هو مطلوب للانتقال إلى شيء غير معروف حقًا وإلى مصادر طاقة متجددة بالكامل يكاد يكون مستحيلًا، بسبب تقطّع مصادر الطاقة المتجددة.
عندما نتحدث عن الرياح، فهي لن تكون موجودة طوال الوقت، ولن تكون موجودة في كل بلد. وإذا تحدثنا عن الشمس، فالشمس متاحة في قطر لمدة 365 يومًا في العام، ولكنها ليست كذلك في أي مكان آخر. لذلك، فإن الطاقة المتجددة هي شيء سيحدث بالتأكيد، ونحن نقوم بالكثير من مشاريع الطاقة المتجددة. لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى الغاز ليكون مكمّلًا للطاقة المتجددة. أعتقد أن علاقة الغاز بالطاقة المتجددة هي مثل الارتباط في الزواج. سيحتاجان إلى البقاء معًا لفترة طويلة جدًا حتى نتمكن من تحقيقه بنجاح.
وإذا نظرنا إلى ما لا يتحدث عنه الناس اليوم، فإن حوالي 30% من الطاقة الكهربائية في العالم يتم توليدها باستخدام الفحم. وإذا أخذنا مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي الذي وافقنا عليه الأسبوع الماضي – حقل الشمال الشرقي وحده، بدون حقل الشمال الجنوبي – وقمنا باستبدال الفحم بهذه الكمية من الغاز لتوليد الكهرباء، فإنه سيكون ممكنًا في الواقع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم بمقدار 125 مليون طن سنويًا، أي ما يعادل انبعاثات 25 مليون سيارةٍ في السنة.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X