تقارير
بسبب تجمد البحيرة إلى سُمك متر

«آغري» التركية.. صيد السمك على طريقة «الإسكيمو»

غيراسون قِبلة الباحثين عن السياحة الشتوية في البحر الأسود

أنقرة – الأناضول:

يتبع صيّادو قضاء طاشليجه بولاية آغري التركية، طريقة سكان «الإسكيمو» في صيد الأسماك، بسبب تجمد بحيرتهم على ارتفاع 2241 مترًا عن سطح البحر. وتقع «بحيرة السمك»، على سفوح جبل آغري جنوب شرقي تركيا، التي تُعد سقفًا لهضبة الأناضول. ويفتح صيادو السمك حفرة في سطح البحيرة التي يصل سُمك الجليد فيها إلى متر واحد في بعض الأحيان، ثم يلقون بشباكهم داخلها، ويعودون إليها بعد أسبوع، في محاكاة لأسلوب سكان الإسكيمو الذين يعيشون بالمحيط المتجمد الشمالي. وفي مثل هذه الأجواء الباردة، يشكل صيد السمك لسكان القرى المجاورة مصدر رزقهم الوحيد. وفي حديث للأناضول، أكّد الصيّاد أحمد يلدز، أن صيد الأسماك مهنتهم الوحيدة في فصل الشتاء. وأوضح يلدز أنّهم يواجهون صعوبات هذا العام بسبب ارتفاع درجات الحرارة نسبيًا مقارنة بالأعوام السابقة. ولفت إلى أن ارتفاعًا طفيفًا بدرجات الحرارة وهبوب الرياح يتسبب بتكسير طبقات الثلوج وعدم قدرة الصيادين على الوصول لشباكهم. من جانب آخر تشتهر ولاية غيراسون التركية المطلة على البحر الأسود بطبيعتها الخلابة، وفنادقها التي تتكون من بيوت خشبية (بونغالو) متناثرة في أحضان الطبيعة، والتي تشكل بدورها نقطة جذب لعشاق الطبيعة والهدوء، خصوصًا مع تساقط الثلوج. وتعتبر هضاب البحر الأسود، من بين الخيارات الأولى للراغبين بالهدوء والاسترخاء ونسمات الهواء العليلة بين أحضان الطبيعة. وبعد فترة من ارتفاع معدلات حرارة الطقس في منطقة البحر الأسود، سيطرت الأجواء الباردة على المنطقة، رافقها تساقط الثلوج. وعقب تساقط الثلوج واكتساء هضاب منطقة البحر الأسود بحلة بيضاء، بدأ توافد السياح المحليين والأجانب إلى المنطقة لالتقاط صور تذكارية والاستمتاع بروعة تمازج الطبيعة مع بياض الثلج. ويقضي زوار المنطقة وقتهم في الهضاب المغطاة بالثلوج، مستمتعين بجمال الطبيعة والهواء النقي اللذين يُشكلان متنفسًا للزوار المحليين والأجانب هربًا من صخب المدينة وجائحة كورونا. وتعتبر هضبتا «كومبت» و»قولاق قايا» في الولاية من بين أهم الوجهات السياحية في منطقة البحر الأسود، حيث يفضل الزوار هذه الهضاب بشكل خاص لاحتوائها على بيوت خشبية (بونغالو) مخصصة لخدمة الزوار تمنحهم الشعور بالراحة بين أحضان الطبيعة المغطاة بالثلوج ناصعة البياض، وبعيدًا عن تأثيرات وباء كورونا. في حديث لوكالة الأناضول، قال كمال أوزقليج، مدير أحد فنادق البيوت الخشبية في منطقة «سوتلو» التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن هضبة «قولاق قايا»، إن الناس يفضلون المناطق الريفية للهروب من زحام المدينة وتأثيرات الجائحة. وأضاف أوزقليج أن الإقبال على هضاب البحر الأسود يتزايد يومًا بعد يوم، حيث يفضل الزوار الإقامة في البيوت الخشبية المنفصلة المعروفة باسم «بونغالو» لاسيما بعد انتشار جائحة كورونا حول العالم. وأشار أوزقليج أن عدد زوار المنطقة من الراغبين في الإقامة بالمنازل الخشبية شهد زيادة ملحوظة خلال العام الماضي أكثر من أي وقت مضى، لافتًا أن الزوار يستمتعون بالإقامة في أجواء من الدفء وبين أحضان الطبيعة داخل البيوت الخشبية لاسيما خلال فترات حظر التجول التي يجري تطبيقها عادة خلال عطلات نهاية الأسبوع. وقال: «يستمتع الزوار بالإقامة بين أحضان الطبيعة لمدة ثلاثة أيام أو أكثر.

أعتقد أن السياحة في الطبيعة قدمت خيارات ممتعة للسياحة التي أصيبت بتراجع ملحوظ خلال فترة الوباء. وأفكر في القيام باستثمارات جديدة وبناء منازل خشبية جديدة من طابق واحد بعد بضعة أشهر. بدوره، قال أورهان قلينج، مدير فندق للبيوت الخشبية في حديقة «قوج قاياسي» الطبيعية، التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن هضبة «كومبت»، أن العامل الأكثر أهمية لفنادق الهضاب هو منحها الزوار فرصة الاستمتاع بأجواء الشتاء والثلوج بين أحضان الطبيعة. وأكد قلينج أن أعداد زوار مناطق الهضاب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا مع تساقط الثلوج، وأن الزوار يفضلون زيارة هذه الهضاب من أجل التخلص من الشعور بالملل خلال فترات الحجر الصحي في المنزل والاستمتاع بالأجواء الشتوية بين أحضان الطبيعة.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X