الدوحة- قنا:

أصدرت دار /كتارا/ للنشر، كتاباً بعنوان /الدبلوماسية وثقافة العمل الإنساني/ لمؤلفه السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، وذلك ضمن إصداراتها للعام الحالي 2021.
واشتمل الكتاب على ثلاث مقدمات، إلى جانب مقدمة المؤلف، حيث كتب المقدمة الأولى السيد فرانشيسكو روكا رئيس الصليب الأحمر الإيطالي ورئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، فيما كتب المقدمة الثانية السيد الحاج آس سي الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر سابقا، رئيس مؤسسة كوفي عنان للأعمال الخيرية، بينما كتب الثالثة السفير علي محمود أبو هدمه رئيس اللجنة الإسلامية للهلال الأحمر الدولي.
والكتاب هو محاولة لتقريب وجهات النظر بين العاملين في الحقل الدبلوماسي والعاملين في الحقل الإنساني، باعتبار أن كل فريق يكمل دور الفريق الآخر، ويكون ذلك التكامل في أوقات لا تستطيع الدبلوماسية فيها تجاوز الحدود التي يمكن أن تتخطاها الراية البيضاء لتقدم العون والمساعدة لمن يحتاجها.
وقد اشتمل الكتاب على ستة فصول، تطرقت إلى ما هي الدبلوماسية في معناها العام والمفاهيم والقواعد والإجراءات والمراسم والمؤسسات والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية والممثلين الدبلوماسيين ورسالة الدبلوماسية.
وناقش كذلك التحديات التي تواجه الدبلوماسية التقليدية ومقدرتها على التواصل بين الشعوب، كما أشار إلى السبق التاريخي للمسلمين في تأصيل قواعد العلاقات الدولية، وأوضح مستقبل العلاقات الدولية في ظل الدبلوماسية الحديثة.
وتناول الكتاب مفهوم “الدبلوماسية الإنسانية” وآليات العمل الإنساني كونها إحدى آليات العمل الدبلوماسي، وباعتبارها إحدى الأدوات المكملة للدبلوماسية السياسية إذ يمكن النظر إليها باعتبارها إحدى أدوات القوة الناعمة، واعتبر أن العمل الإنساني هو البديل في غياب الدبلوماسية التقليدية.
كما تناول التطور التاريخي للدبلوماسية القطرية، الأمر الذي جعلها تلعب دورا على المستويين الإقليمي والدولي، والأسس التي تقوم عليها تلك الدبلوماسية.
وتطرق الكتاب إلى “الدبلوماسية الإنسانية” من واقع تجربة قطر، وقناعتها الراسخة بإعلاء كرامة الإنسان، باعتباره نواة المجتمع ولبنته الأساسية في مسيرة البناء، دون أي اعتبار للحدود الجغرافية بقدر اعترافها بكرامة الإنسان أينما وجد.
كما تطرق إلى دور المنظمات العاملة في تعزيز وترقية الدبلوماسية الإنسانية على المستويين الدولي والإقليمي، ووقف على عدة تجارب لعدد من منظمات العمل الإنساني، متخذا من الهلال الأحمر القطري نموذجاً للمنظمات التطوعية العاملة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
واستعرض الكتاب القانون الدولي الإنساني بين القوانين الوضعية والشريعة الإسلامية، وبحث في أسس ومعالم القانون الدولي الإنساني ونشأته وتطوره، ودور الشريعة الإسلامية في وضع الأسس للقانون الدولي الإنساني والبروتوكولات والمواثيق والمعاهدات المتعلقة بالعمل الإنساني.
وختم الكتاب بالتأكيد على أن الفهم العميق لدور منظمات المجتمع المدني يعين العاملين في الحقل الدبلوماسي على فهم السبل الكفيلة بتقديم العون والمساعدة للمجتمع الإنساني في أوقات الكوارث، كما يجعل الثقة متوافرة بين الأطراف المتنافرة.