تقارير
تعرض لحملات كثيفة ومُخيفة

العنصرية تُجبر لاجئًا سوريًا على سحب ترشحه للبرلمان الألماني

برلين – وكالات:

سحب السوري «طارق العوس»، وهو أول لاجئ يترشح لمقعد في مجلس النواب الألماني، ترشيحه بسبب حملة عنصرية «كثيفة» و«مُخيفة» تعرّض لها. وقال حزب الخُضر الذي ينتمي إليه «العوس»، أمس: إنه تراجع عن مَسعاه للفوز بمقعد في البرلمان الألماني، بسبب مخاوف أمنية، بعد أن أثار ترشحه موجة من الإهانات العنصرية.

وقال «العوس»، وهو مُحامٍ (31 عامًا): إن «المُستوى المُرتفع من التهديد الموجّه لي وخصوصًا لأقربائي هو السبب الأهم لسحب ترشحي».

وأضاف: «لقد أثبت ترشحي أننا بحاجة في جميع الأحزاب، في السياسة والمُجتمع، إلى هيكليات قوية لمكافحة العنصرية البنيوية ومساعدة الأشخاص الذين تطالهم». ولم يعدل عن الترشح فحسب، بل قرّر الانسحاب بالكامل من الحياة العامة «لبعض الوقت». وترشح اللاجئ السوري، في 3 فبراير الماضي، لتمثيل مدينة أوبرهاوزن في ولاية فستفالن الألمانية، في الانتخابات الوطنية التي تجرى يوم 26 سبتمبر المقبل إذا تمّت المُوافقة على طلبه للحصول على الجنسية الألمانية بحلول ذلك الوقت.

وقال في تسجيل مُصور نشره آنذاك عبر حسابه في «تويتر»: «الآن أريد أن أكون أول شخص في (البوندستاج) هرب من سوريا، لإعطاء صوت سياسي لمئات الآلاف من الأشخاص الهاربين من أنظمة بلادهم والذين يعيشون معنا هنا في ألمانيا».

وفي وقت سابق، قال حزب الخُضر: إن «العوس» في حال فوزه كان سيُصبح أول لاجئ يتم انتخابه في البرلمان الاتحادي.

وتعرّض «العوس» لموجة من الهجمات عبر الإنترنت من اليمين المتطرف، خاصة بعد اقتراحه تغيير عبارة «إلى الشعب الألماني» على مبنى البرلمان، وكتابة «من أجل كل من يعيشون في ألمانيا» بدلًا منها.

وعلى «تويتر»، كتبت زعيمة حزب الخُضر في البرلمان «كاترين غورينغ»: «عدم تمكن طارق العوس من الترشح للبوندستاغ (البرلمان) بدون أن تتعرّض سلامته هو وأسرته للخطر شيء مُخزٍ للغاية لمُجتمعنا الديمقراطي». فيما عبّر وزير الخارجية الألماني «هايكو ماس»، عن أسفه لهذا القرار، وكتب على «تويتر»: «إنه أمر رهيب لديمقراطيتنا أن يفشل الترشيح في مُواجهة التهديدات والعنصرية»، مُعبّرًا عن تضامنه مع «العوس». درس «العوس» الحقوق في حلب ودمشق، ومع اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، شارك في مظاهرات سلمية، وقدّم مُساعدات إنسانية لمنظمة «الهلال الأحمر»، ووثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، حتى أصبح مُستهدفًا من قبل النظام السوري، واتخذ قراره بالهرب من سوريا في يوليو 2015، وَفق «دويتشه فيله». وسافر «العوس»، مع آلاف اللاجئين عبر طريق البلقان المعروف بصعوبته، عام 2015، برحلة شاقة استمرت لمدة شهرين، وانتهى به الأمر في نهاية المطاف إلى الإقامة في صالة للألعاب الرياضية بمدينة بوخوم. وقال لصحيفة «تاجشبيجل» الألمانية: «كل ما أردته هو حياة آمنة وكرامة»، لكنه صُدم بالظروف المعيشية التي يعيشها اللاجئون في ألمانيا، فشارك في غضون أشهر بتأسيس مُبادرة تدعو إلى زيادة المشاركة وتحسين الإسكان للمهاجرين.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X