قطر تسبق الزمن إلى 2022

الدوحة  الراية:

في سباق مع الزمن، يتواصل العمل في بناء استادات ومشاريع البنية التحتية المُرتبطة بكأس العالم FIFA قطر 2022™ مُتجاوزًا الجداول الزمنية المُقررة، في الوقت الذي تفصلنا فيه 600 يوم عن ركلة بداية النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.

وبعد أن أعلنت قطر عن جاهزية أربعة استادات من أصل ثمانية، تستعد اللجنة العُليا للمشاريع والإرث لافتتاح ثلاثة استادات أخرى قبل نهاية العام الجاري، هي البيت والثمامة وراس أبو عبود، بينما تستعد لتدشين استاد لوسيل مطلع العام المقبل. وستنطلق صافرة أولى مباريات المونديال في 21 نوفمبر 2022، لتتواصل منافساته على مدى 28 يومًا، وتختتم بالمباراة النهائية في 18 ديسمبر، تزامنًا مع اليوم الوطني لدولة قطر، وسيشهد استاد البيت المُباراة الافتتاحية للمونديال، بينما يحتضن استاد لوسيل المباراة النهائية.

ونستعرض في السطور التالية لمحة عن الاستادات الثمانية للبطولة التي لم يعد يفصلنا عن أولى مبارياتها سوى 600 يوم.

استاد البيت

سيستضيف استاد البيت مباراة الافتتاح وسيُطلع المشجعين والزوار من مختلف أنحاء العالم على ثقافة قطر وعاداتها وتقاليدها الأصيلة. يُحاكي استاد البيت في تصميمه بيت الشعر أو الخيمة التي سكنها البدو قديمًا، وهو في ذلك يُجسد العراقة والضيافة التي اشتهر بها العرب منذ القدم.

لعل أهم ما يُميز استاد البيت هو سقفه القابل للطيّ بالكامل، كما تضم المنطقة المُحيطة بالاستاد 400 ألف متر مربع من المساحات الخضراء التي ستعود بالنفع على أفراد مُجتمع مدينة الخور. ويستضيف خلال المونديال 9 مباريات من دور المجموعات حتى نصف النهائي. استُكمل بناء هيكل الاستاد، بالإضافة إلى مدّ أرضية الاستاد بالعشب في زمن قياسي. وقد حقق مطلع العام الجاري إنجازًا بارزًا على صعيد الاستدامة بعد أن نال شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة «جي ساس» من فئة الخمس نجوم.

افتتحت الحديقة العامة المُحيطة باستاد البيت في فبراير 2020 تزامنًا مع اليوم الرياضي لدولة قطر.

استاد الثمامة

استكملت أعمال السقف، والواجهة الخارجية، وتركيب المُدرجات، بالإضافة إلى مدّ أرضية استاد الثمامة بالعشب وزراعة الأشجار في المنطقة المُحيطة.

وتوشك أعمال تركيب المقاعد، وبعض أعمال السباكة والتشطيب والأعمال الميكانيكية والكهربائية على الانتهاء. وبتصميمه الفريد المُستوحى من «القحفية»، وهي القبعة التقليدية التي يرتديها الرجال في الوطن العربي، يحتفي استاد الثمامة بثقافة المنطقة العربية وتقاليدها الأصيلة.

أبدع تصميم هذه الأيقونة المونديالية المعماري القطري المهندس إبراهيم الجيدة، ليصبح أول استاد مونديالي بتصميم قطري، سيستضيف خلال المونديال 8 مباريات من دور المجموعات حتى الدور ربع النهائي.

استاد راس أبو عبود

يُشيّد الاستاد باستخدام حاويات شحن بحري ووحدات بناء أخرى قابلة للتفكيك بعد إسدال الستار على المونديال. يطل استاد راس أبو عبود على ناطحات السحاب بمنطقة الخليج الغربي في الجهة المُقابلة من كورنيش الدوحة.

وخلال مونديال 2022، سيستضيف الاستاد سبع مباريات من مرحلة المجموعات حتى الدور ال 16. يجري تشييد استاد راس أبو عبود باستخدام 974 حاوية شحن بحري، وقد تم تسلم وتركيب كافة الحاويات بما في ذلك الحاويات الخاصة بمحطة الطاقة، بالإضافة إلى ذلك، جرى تسلم وتركيب كافة الوحدات الفولاذية الخاصّة بهيكل الاستاد بما في ذلك قضبان الشد، مع اقتراب انتهاء أعمال تركيب كافة المقاعد في الاستاد وأعمال السباكة والتشطيب وبعض الأعمال الميكانيكية والهندسية.

كما تتواصل الأعمال الخارجية في المنطقة المُحيطة بالاستاد.

استاد لوسيل

يُجسد استاد لوسيل، أكبر استادات مونديال 2022، طموح دولة قطر وتطلعها لتعريف العالم أجمع بالثقافة العربية الأصيلة وعراقة تراث المنطقة.

وتم الانتهاء من الأعمال الخرسانية والفولاذية، وإتمام رفع هيكل السقف، كما بدأت عملية تركيب الجسور والأنظمة والخدمات المُعلقة من السقف، وسوف يبدأ قريبًا تركيب نسيج السقف من الأعلى.

كما تم الانتهاء من إغلاق المبنى بالكامل عبر تركيب الأبواب والواجهات الزجاجية في أجنحة وصالات الضيافة وكبار الشخصيات وتشغيل أنظمة الطاقة والتكييف.

كما أن الواجهات المعمارية المعدنية على وشك الانتهاء خلال بضعة أيام لتعطي الملعب شكله الخارجي المُميز، فضلًا عن ذلك، توشك الأعمال الميكانيكية وأعمال السباكة والتشطيب الداخلية على الانتهاء، لتبدأ بعد ذلك عملية تشغيل وتجربة جميع أنظمة المبنى والتأكّد من تكاملها وأدائها بالشكل المطلوب.

استاد الجنوب جاهز

أول استاد يجري تشييده بالكامل لاستضافة مُنافسات بطولة قطر 2022، وأُعلن عن جاهزيته للمونديال في 16 مايو 2019 خلال نهائي كأس سمو الأمير، واستوحي تصميمه من أشرعة المراكب التقليدية ليعكس تاريخ مدينة الوكرة الذي ارتبط بالبحر. ومن المُقرر أن يستضيف الاستاد 7 مباريات في المونديال من مرحلة المجموعات حتى دور ال 16. وتضمن تقنية التبريد المُبتكرة والسقف القابل للطيّ، للاستفادة من الاستاد طَوال أشهر العام.

استاد أحمد بن علي الأحدث

يعتبر استاد أحمد بن علي أحدث الاستادات المونديالية التي كُشف النقاب عنها، إذ أُعلن عن جاهزيته عندما استضاف في 18 ديسمبر 2020 نهائي كأس سمو الأمير. ويقع استاد أحمد بن علي بالقرب من مجمع قطر مول التجاري، ويبعد بضعة أمتار عن محطة الرفاع على الخط الأخضر في مترو الدوحة، ويتميز بواجهة خارجية تتضمن رموزًا وأشكالًا وعناصر تعكس بعض جوانب الحياة والثقافة في قطر، مثل الترابط الأُسري، وجمال الحياة الصحراوية، والحياة البرية، والتجارة المحلية والدوليّة.

استاد المدينة التعليمية جاهز

أُعلن عن جاهزية الاستاد، المعروف ب «جوهرة الصحراء»، في 15 يونيو 2020 خلال فعالية رقمية تكريمًا للعاملين في الصفوف الأمامية لمُكافحة انتشار «كوفيد – 19» حول العالم. يقع الاستاد في المدينة التعليمية، التي تحتضن مقر مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المُجتمع، وتعد وجهة المعرفة والابتكار في قطر، وتضم مرافق تعليمية وبحثية رائدة. ومن المُقرر أن يستضيف 8 مباريات في المونديال من دور المجموعات حتى ربع النهائي.

استاد خليفة الدولي جاهز

أصبح استاد خليفة الدولي أول الاستادات جاهزية، خلال استضافته نهائي كأس سمو الأمير في 2017، وذلك بعد عملية تطوير شاملة. وسيستضيف الاستاد ثماني مباريات في المونديال من مرحلة المجموعات حتى دور ال 16 ومباراة المركز الثالث. يحظى الاستاد بتاريخ عريق، فقد استضاف فعاليات رياضية كبرى مثل دورة الألعاب الآسيوية، وكأس آسيا، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، وخليجي 24، ومونديال الأندية 2019، كما شهد الاستاد في 2020 مباريات ضمن منافسات دوري أبطال آسيا لأندية غرب وشرق القارة.