تعزيز الاستدامة في مجال الضيافة بالمونديال
بدور المير: هدفنا بناء إرث مُستدام للبطولة والحفاظ على البيئة للأجيال المقبلة
مشعل الشمري: جهودنا لن تتوقف على صعيد الاستدامة في قطر بعد المونديال

الدوحة – الراية:
تتواصل جهود اللجنة العليا للمشاريع والإرث ومجلس قطر للمباني الخضراء، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لدعم المُمارسات المُستدامة في الفنادق على طريق استعدادات قطر لاستضافة النسخة الأكثر استدامة في تاريخ المونديال العام المقبل.
ويهدف التعاون بين الجانبين إلى تحقيق تحوّل دائم وملموس في قطاع الضيافة، عبر مُساعدة الفنادق على اتباع أفضل المُمارسات المُستدامة.
وتتعاون اللجنة العليا مع مجلس قطر للمباني الخضراء في تقديم سلسلة من ورش العمل بمشاركة مديري الفنادق، ومُسؤولي الخدمات الهندسية والتنظيفات، والعاملين في مجال المأكولات والمشروبات، وغيرهم، لمُناقشة التحديات التشغيلية الحالية، وسبل التغلب عليها، وإبراز أفضل المُمارسات المُستدامة في الفنادق وطرق تطويرها.
وأكدت المُهندسة بدور المير، مُديرة الاستدامة باللجنة العليا للمشاريع والإرث أهمية التعاون مع مجلس قطر للمباني الخضراء، بهدف تشجيع المُمارسات الخضراء في قطاع الفنادق، مُشيرة إلى أن القطاع سيلعب دورًا فاعلًا في الاستضافة الناجحة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.
وأضافت: «من المعلوم أن المُشجّعين والإداريين واللاعبين وأعضاء وفود المُنتخبات المشاركة في منافسات المونديال من بين المُساهمين الرئيسيين في انبعاثات الكربون التي ستنتج عن عمليات البطولة، وذلك باعتبارهم الضيوف الذين سترحّب بهم مرافق الضيافة خلال المونديال».
وأشارت المير إلى أهمية تضافر جهود كافة الجهات المعنية للحد من الانبعاثات المُرتبطة بالبطولة، بهدف اتباع أفضل المُمارسات في هذا المجال، لتستمر الفنادق في استقبال ضيوف قطر بعد إسدال الستار على المونديال، مع مُواصلة التزامها بأفضل المُمارسات الخضراء، لتسهم هذه الجهود في بناء إرث مُستدام لبطولة كأس العالم على صعيد الاستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال المُقبلة.
من جانبه قال المهندس مشعل الشمري، مدير مجلس قطر للمباني الخضراء: «ترتكز شراكتنا مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث على هدفنا المشترك لبناء مُمارسات من شأنها دعم الاستدامة في قطاع الضيافة. وعندما تطلعنا إلى استراتيجية الاستدامة لمونديال قطر 2022، تعزز لدينا الالتزام بتبني أفضل الممارسات وتوفيقها بما يُلائم دولة قطر، والعمل على توسيع نطاقها لتشمل بلدانًا أخرى». وأضاف: «نتطلع إلى قياس فاعلية التعاون بين الجانبين في المستقبل، مع حرصنا على مُواصلة العمل معًا بعد إطلاق صافرة انتهاء منافسات مونديال 2022 لا شك أننا ما زلنا نتعلم لأن هذه تجربة جديدة بالنسبة للجميع ومن المهم في هذه المرحلة التعرف على التحديات واستكشاف الحلول، بالإضافة إلى إعلام وتثقيف القطاع من خلال أفضل الممارسات المحلية والعالمية».
وتابع الشمري: «ومن هنا تأتي أهمية توثيق ما نقوم به من عمل في هذه الفترة وخلال المونديال، ليشكّل مرجعًا مهمًا للخبرات المكتسبة من رحلة استضافة البطولة، والتي يمكن مُشاركتها في الأحداث المُماثلة في قطر وعلى المستوى العالم، وذلك في تناغم مع العمل المتواصل لبناء إرث مُستدام لأول نسخة من البطولة في العالم العربي».
وأشاد مدير مجلس قطر للمباني الخضراء بما تمتلكه اللجنة العليا للمشاريع والإرث من خبرات واسعة في مجال الاستدامة، وبفريقها الذي يضم نخبة من المتخصصين، والذي يواصل الاستفادة من كافة الخبرات في مجال الاستدامة وأفضل المُمارسات من جميع أنحاء العالم. واختتم الشمري: «لن تتوقف جهودنا على صعيد الاستدامة في قطر مع نهاية المونديال، بل سنواصل رحلتنا التي سنتمكن خلالها من تعديل أنظمتنا وخططنا وفق نتائج عملياتنا في هذا المجال، التي ستقود عملية صنع القرار والسياسات الوطنية نحو تحول نموذج الاستدامة في قطاع الضيافة داخل قطر وعلى المستوى الدولي أيضًا، ما سيترك إرثًا عظيمًا يمكننا مُشاركته مع العالم».
ورغم ما تحمله استضافة الأحداث الرياضية الكبرى مثل بطولة كأس العالم من فوائد اقتصادية واجتماعية، إلا أنها عادة ما ينتج عنها نفايات وانبعاثات كربونية، وهي تحديات دفعت دولة قطر إلى الالتزام بتنظيم نسخة خالية الكربون من بطولة كأس العالم في 2022.
وتواصل قطر جهودها في سبيل تحقيق هذا الهدف من خلال تقدير انبعاثات الكربون الناتجة عن مشاريع وعمليات البطولة، والحد منها قدر الإمكان، ثم تعويض الانبعاثات المُتبقية عبر العديد من المبادرات التي تعزّز المُمارسات المُستدامة للحفاظ على البيئة وتتطلّب استضافة أول نسخة مُحايدة الكربون في تاريخ المونديال جهودًا ضخمة وعلاقات شراكة تقود إلى إنجاز هذا الهدف، ومن بينها التعاون مع مجلس قطر للمباني الخضراء.
يُشار إلى أن مجلس قطر للمباني الخضراء مُؤسسة غير هادفة للربح تأسست في العام 2009، وتسعى إلى توفير الخبرات وتشجيع التعاون في اتباع مُمارسات مُستدامة لتصميم وتشييد مبانٍ خضراء في دولة قطر.
ويضطلع المجلس بدور فاعل في تنظيم العديد من ورش العمل، وتنظيم حملات التوعية، وندوات تعريفية وتدريبية، وعقد مُنتديات وجلسات، بهدف بناء شبكة نشطة من الشركاء تدعم جهود الاستدامة في الدولة.
ومن بين إنجازات مجلس قطر للمباني الخضراء مُساعدة الفنادق المحلية في الحصول على شهادات الاعتماد في المُمارسات المُستدامة، عبر مُبادرات مثل جائزة المفتاح الأخضر، وهو معيار دولي رائد للتميز في مجال المسؤولية البيئية والتشغيل المُستدام في صناعة السياحة، وقد اعتمدت مُبادرة المفتاح الأخضر 11 فندقًا في قطر منذ العام 2006.