الأسواق الإلكترونية تنافس التقليدية في مبيعات القرنقعوه
توزيعات بتصميمات مبتكرة لجذب الزبائن والتوصيل دليفري
المحلات تطلق عروضًا ترويجية على المكسرات والحلويات
الدوحة – حسين أبوندا:
تُنافس مواقعُ التواصل الاجتماعي الأسواق التقليدية في تقديم العروض والتوزيعات المميزة التي يُهديها الكبار للأطفال في ليلة القرنقعوه، حيث رصدت عدسة الراية العديد من المحلات والشركات التي قامت بالإعلان عن توفر توزيعات وأزياء القرنقعوه بأسعار مُنافسة في وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضت أيضًا توصيلها لمنازل الزبائن وسط إجراءات احترازية مُشدّدة، وفي مقدمتها تعقيم تلك التوزيعات قبل تسليمها، بالإضافة إلى التأكيد على التزام مندوبي التوصيل بارتداء الكمامة والتسليم الآمن.
وتميزت التوزيعات التي يعرضها التجار في صفحات التواصل الاجتماعي بأشكال تعبّر عن التراث القطري الأصيل، حيث يقوم هؤلاء بوضعها في صناديق مُزخرفة وسلال مصنوعة من سعف النخيل وإرفاقها بعبارات من الأغاني التي يُردّدها الأطفال في هذه الليلة كما يقومون بعمل تصميمات مُبتكرة لجذب الزبائن تحتوي على نوعيات مُختلفة من الحلويات والمكسرات والهدايا بطريقة تجذب الأطفال وتُدخل الفرحة على قلوبهم.
وأكد عدد من أصحاب تلك الصفحات لـ الراية أن نسبة الإقبال على شراء توزيعات القرنقعوه كبيرة من المُواطنين، فضلًا عن قيام بعض الزبائن بطلب توزيعات لإيصالها مُباشرة إلى منازل أقاربهم وعائلاتهم وأصدقائهم لا سيما أن الكثيرين حريصون على الاحتفال بهذه المناسبة وفق الإجراءات المُتبعة المتعلقة بالتباعد الاجتماعي وتجنب القيام بتجمعات داخل المنازل.
وفي المقابل تشهد محلات بيع المكسرات في الأسواق إقبالًا ملحوظًا من المواطنين لشراء المكسرات والحلويات والهدايا التذكارية التي يتم توزيعها على الأطفال حيث تزيّنت واجهات المحلات المُنتشرة في السوق بأكياس القرنقعوه والتوزيعات والعروض الترويجية على المكسرات والحلويات وباقي مُستلزمات هذه الليلة التي تعتبر من العادات التراثية المُحبّبة للمجتمع القطري.
الراية رصدت الاستعدادات النهائية في الأسواق المُميزة التي تبيع كل ما يتعلق باحتفالية القرنقعوه من مكسرات وهدايا وحلويات وتوزيعات جاهزة حرصت المحلات على عرضها أمام الزبائن الذين توافدوا على شرائها بهدف إحياء هذه الليلة مع أفراد أسرهم رغم الظروف التي تمر بها البلاد بسبب انتشار وباء فيروس كورونا «كوفيد-19».
وأكد التجار أن الأسعار لم تشهد زيادة منذ عدة سنوات على الأنواع المعروضة، مشيرين إلى أن الإقبال من المُواطنين يتركز على شراء العبوات الجاهزة التي تحتوي على أصناف مُختلفة من المكسرات والحلويات تزن 5 كجم و10 كجم، وتبدأ أسعار العبوات التي تزن 5 كجم من 75 ريالًا وتصل إلى 200 ريال للعبوات التي تضم نوعيات فاخرة زنة 10 كجم.
وتعد ليلة القرنقعوه من أهم الليالي الرمضانية التي يحرص فيها أبناء قطر وباقي أبناء الخليج على الاحتفال بها في ليلة الخامس عشر من رمضان، ورغم التطور الذي شهدته الدولة في مُختلف المجالات إلا أنها ظلت مُحافظة على هذه العادة وتحرص على إحيائها للحفاظ على التراث الأصيل رغم أن طريقة الاحتفال بها أصبحت مختلفة عن الماضي كما أنها مناسبة يعكس فيها القطريون خصالهم الحميدة في الكرم والجود والحرص على إدخال البهجة والسرور في قلوب الأطفال من خلال توزيع الحلويات والمكسرات عليهم.
ونظرًا للإجراءات الوقائية فإن الاحتفال بهذه المناسبة سيكون محدودًا على الأسر الذين يحرصون من خلال إحيائها بإدخال الفرحة على قلوب الأطفال والحفاظ على هذا الموروث الثقافي، حيث يحرص الآباء على تعريف الأطفال بتراث آبائهم وأجدادهم والبيئة التي كانوا يعيشونها وفي الوقت الحالي ينتظر الأطفال هذه الليلة منذ بداية الشهر الكريم ويتجهزون لها بالملابس التراثية وحفظ الأغاني التراثية القديمة.
والاحتفال بالقرنقعوه في الماضي كان يُحييه الأطفال بعد الإفطار حيث كانوا يخرجون في مجموعات للحصول على المكسرات والحلويات من الجيران ومن المنازل الواقعة في الفرجان المُجاورة لهم وهم يُرددون عبارات «قرنقعوه قرقاعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يالمعمورة .. يا أم السلاسل والذهب يا نورة .. عطونا من مال الله .. يسلم لكم عبد الله».