اهتمام قطر بقضايا التغير المناخي يعزز مكانتها الدولية
قطر نموذج يُحتذى به في مواجهة تغير المناخ
إعلان قطر عن تنظيم أول كأس عالم مُحايدة للكربون جدير بالثناء
انضمام قطر إلى منتدى الحياد الصفري يؤكد جديتها في مواجهة القضايا المناخية
تعيين مبعوث قطري خاص لشؤون المناخ مثال آخر على التزام قطر
الدوحة – إبراهيم بدوي:
أكدت سعادة السيدة «ستيفاني مالكوم» سفيرة كندا لدى الدولة، أن اهتمام قطر بقضايا التغير المناخي يُعزز مكانتها الدوليّة، مُشدّدة على أهمية مُبادرة تأسيس منتدى الحياد الصفري لكبار مُنتجي النفط والغاز الذي يضم قطر والسعودية وكندا وأمريكا والنرويج، بهدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وقالت في حوار مع الراية: إن قطر مثال يُحتذى به في الاهتمام بقضايا التغير المناخي، وانضمامها لمنتدى الحياد الصفري يؤكد أنها جادة في مُعالجة تغير المناخ، الذي يُعد تهديدًا عابرًا للحدود، مُشيرة إلى أن إعلان قطر عن تنظيم أول كأس عالم لكرة القدم مُحايدة للكربون عام ٢٠٢٢ جدير بالثناء، وتعيين الخارجية القطرية مبعوثًا خاصًا لشؤون المناخ والاستدامة مثال آخر على التزام قطر بالتعامل مع القضايا المناخية. وأعربت السفيرة الكندية عن إعجابها بخُطة قطر لنشر أكثر من 1000 حافلة كهربائية لنقل الجماهير وتقليل الانبعاثات خلال المونديال، الذي وصفته بأنه سيكون مثالًا يُحتذى به للأحداث الرياضية الكبرى المُستقبلية، وأن كندا كأحد مُستضيفي بطولة كأس العالم لعام ٢٠٢٦ تحرص على التعلم من تجربة قطر. وأوضحت أن العالم بأسره مُطالب بإجراءات مناخية جريئة تخلق وظائف وتُعزز الاقتصاد في عالم أكثر نقاءً، وفيما كبّدت جائحة كورونا «كوفيد-١٩» العالم خسائر هائلة إلا أنها وفّرت فرصًا لإعادة البناء بشكل أفضل.
- اهتمام قطر بقضايا التغير المناخي يُعزز مكانتها الدولية
- خطة قطر بشأن نقل الجماهير بحافلات كهربائية وتقليل الانبعاثات مُثيرة للإعجاب
- مونديال ٢٠٢٢ المُحايد للكربون سيُشكل مثـالًا يُحتـذى به للأحـداث الرياضية الكبرى
- كندا ملتزمة بإيجاد حلول لخفض الانبعاثات
وأكدت السفيرة «ستيفاني مالكوم» في سياق مُتصل أن العلاقات القطرية الكندية قوية وتزداد قوة كل عام، مُشيرة إلى تفاوض الجانبين على اتفاقية شاملة لحماية الاستثمار الأجنبي ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية للتعاون الدفاعي وغيرها من التفاصيل في السطور التالية:
- سعادة السفيرة.. أعلنت قطر وكندا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والنرويج عن تأسيس مُنتدى جديد للحياد الصفري لكبار مُنتجي النفط والغاز في العالم للوصول إلى صفر انبعاثات والحد من التغير المناخي، فما أهمية هذه المُبادرة؟.
تغير المناخ هو أكبر تهديد طويل الأمد نواجهه كمُجتمع عالمي، وهذا هو سبب أهمية هذه المُبادرة، ستعمل البلدان الخمسة، التي تمثل مُجتمعة 40 بالمئة من إنتاج النفط والغاز العالمي، معًا لدعم تنفيذ اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ وهدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. ويهدف المنتدى على وجه التحديد إلى تطوير استراتيجيات عملية للوصول بالانبعاثات إلى الحياد الصفري، بما في ذلك تعزيز نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وتطوير ونشر تقنيات الطاقة النظيفة واحتجاز الكربون وتخزينه، وتنويع مصادر دخل لا تعتمد على إيرادات المواد الهيدروكربونية.
جدية قطر
- كيف ترون دعم دولة قطر لمُواجهة قضايا تغير المناخ العالمي واهتمامها بتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد؟
من خلال الانضمام إلى المنتدى، تؤكد قطر أنها جادة في مُعالجة تغير المناخ، وهو التزام تم تحديده في رؤيتها الوطنية 2030. علاوة على ذلك، قال حضرة صاحب السمو بوضوح في خطابه أمام مجلس الشورى في نوفمبر 2020: إن تغير المناخ يُعد أحد المجالات الرئيسية التي سيتم من خلالها تعزيز مكانة قطر الدولية. وتم مُؤخرًا تعيين سعادة السيد بدر عمر إسماعيل الدفع مبعوثًا خاصًا لوزير الخارجية لشؤون تغيير المناخ والاستدامة، وهو مثال آخر على التزام قطر. وإنني أتطلع إلى لقاء السفير الدفع في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث سنستكشف كيفية تعزيز جهودنا لمكافحة تغير المناخ بشكل مُتعدّد الأطراف.
إجراءات جريئة
- وما التحديات التي يفرضها تغير المناخ على كندا وأهمية التعاون الدولي على المُستوى الثنائي أو مُتعدد الأطراف مع قطر لمُواجهة هذه التحديات؟
بينما تعد كندا رابع أكبر مُنتج للنفط والغاز في العالم، فإن كندا مُلتزمة تمامًا بإيجاد حلول حقيقية للمُساعدة في مُعالجة أزمة المناخ وخفض الانبعاثات. وعلى سبيل المثال، استثمرت كندا في الفترة من 2015 إلى 2019 ما يقرب من 60 مليار دولار للعمل المناخي والنمو النظيف. بالإضافة إلى ذلك، منذ أكتوبر 2020 فقط، استثمرت كندا 53.6 مليار دولار في الانتعاش الأخضر لكندا. وفي نهاية المطاف، لا يعرف تغير المناخ حدودًا، وبالتالي يجب على كندا وقطر وكل دولة في العالم القيام بدورها للاستثمار في عالم أنقى. ومن خلال اتخاذ إجراءات مناخية جريئة، سنخلق وظائف جديدة للمستقبل ونعزز اقتصادنا، مع ضمان الهواء والماء النظيفين للأجيال القادمة.
فرص أفضل
- كيف يمكن للمُنتدى أن يُحقق أهدافه في ظل تفشي جائحة كورونا «كوفيد-19» والخسائر التي يتكبّدها الاقتصاد العالمي؟
في حين أدت جائحة «كوفيد-١٩» إلى خسارة هائلة وعدم يقين، فإنها توفر أيضًا للعالم فرصة لإعادة البناء بشكل أفضل. وتعمل كندا مع شركائها الدوليين للقيام بذلك من خلال تبادل المعلومات وأفضل المُمارسات لمساعدة الاقتصاد على التعافي، مع تقليل الانبعاثات. وتمامًا كما يوجهنا العلم في استجابتنا لجائحة «كوفيد -19»، سيستمر العلم في توجيهنا للحدّ من التلوث ووقف فقدان التنوع البيولوجي ومكافحة تغير المناخ. وفي هذا السياق، ستواصل كندا دعم البلدان النامية في انتقالها إلى مستقبل محايد للكربون وإيجابي للطبيعة.
قطر نموذج
- أعلنت قطر أنها ستنظم أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم خالية من الكربون.. فما أهمية هذا الإعلان برأيك؟
هذا جدير بالثناء، ويُشكّل مثالًا يُحتذى به للأحداث الرياضية الكبيرة المُستقبلية لفعل الشيء نفسه. كواحد من مُضيفي كأس العالم 2026، نحن نراقب عن كثب ونحرص على التعلم من تجربة قطر. ومن المُثير للإعجاب بشكل خاص خطة نشر أكثر من 1000 حافلة كهربائية لنقل المتفرجين، سيُساعد في تقليل انبعاثات الكربون. ومن المُشجّع أيضًا أن نرى إعلان اللجنة الأولمبية القطرية مؤخرًا عن انضمامها إلى مُبادرة الأمم المتحدة «الرياضة من أجل المناخ»، التي تلزمها بالحد من التأثير المناخي الإجمالي للرياضة.
اتفاقيات جديدة
- ما تقييمك للتعاون القطري الكندي على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف؟
من خلال عضويتهما في مُنتدى الحياد الصفري للمُنتجين، تدرك كل من كندا وقطر أهمية العمل مُتعدد الأطراف لمُعالجة تغير المناخ وأنه معًا فقط يمكننا بناء مُستقبل أنظف وأكثر ازدهارًا للجميع. ومثال آخر على التعاون مُتعدّد الأطراف بين كندا وقطر هو من خلال مُشاركتهما في «مجموعة أصدقاء التضامن من أجل الأمن الصحي العالمي» التي ركّزت على الاستجابة التعاونية والمُنسّقة العالمية لـ «كوفيد-١٩»، بما في ذلك تطوير اللقاح وإيصاله في الوقت المناسب، لا سيما في البلدان المُعرّضة للخطر. وعلى الصعيد الثنائي، العلاقة قوية وتزداد قوة كل عام. لدينا سفارات نشطة، ونواصل تنمية العلاقات الثنائيّة. وفي العام الماضي، شكرت كندا قطر والخطوط الجوية القطرية على كل ما قدّموه من مُساعدة في إعادة المواطنين الذين تقطّعت بهم السُبل من جميع أنحاء العالم بسبب وباء «كوفيد-١٩»، ونتطلع إلى المزيد من الزيارات بين مُواطنينا عندما يكون السفر آمنًا مرة أخرى. ومنذ أن بدأت شركة طيران كندا الطيران إلى قطر في ديسمبر، هناك الآن رحلات يومية مُباشرة بين بلدينا ونواصل العمل معًا على العديد من الملفات ذات الاهتمام المُشترك، بما في ذلك التفاوض على اتفاقية شاملة لحماية الاستثمار الأجنبي ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التعاون الدفاعي.