صفحات منوعة
سائقوها يتجمّعون للتنزه في العاصمة

حظر التجوّل في تونس يترك الشوارع للدراجات

تونس- أ ف ب:

يتجمع سائقو الدراجات الهوائية كل ليلة بعد الإفطار في العاصمة التونسية، مُستغلين حظر التجول في شهر رمضان الذي يبدأ باكرًا بالنسبة إلى السيارات، بينما يبقي الشارع مفتوحًا لمدة أطول للمُشاة وراكبي الدرّاجات.

ويتجمّع العشرات من سائقي الدرّاجات أمام قوس نصب باب بحر في تونس تلبية لدعوة أطلقتها جمعية «فيلوريسيون» للتنزه ليلًا في الشوارع المقفرة بسبب تدابير الوقاية من فيروس كورونا، للتمتع بشعور الحرية والترويج لأهمية استخدام الدراجات للحد من التلوث.

نزهة في العاصمة

وتنطلق الدرّاجات في شارع الحبيب بورقيبة الذي تنتصب على جانبيه أشجار بشكل متوازٍ مع أعمدة مصابيح كهربائية مضاءة، مرورًا بنصب الساعة وحيّ «لافايات» وحديقة باستور ومناطق أخرى تحيط بالمدينة العتيقة لتونس.

ويقول أسامة مرايدي (25 عامًا) الذي وضع خوذة على رأسه وارتدى لباسه الرياضي، «إحساس ممتع، بطريق مقفرة. تشعر بأنك في أمان. لا توجد سيارات تلتصق بك».

وفرضت السلطات الصحية في تونس إزاء عودة تفشي فيروس كورونا، قيودًا صارمة للتنقل في الليل.

ويبدأ حظر تجوال السيارات الساعة السابعة مساء (17,00 ت غ)، لكن يسمح للمّواطنين بالتنقل وسط الشوارع إلى حدود العاشرة ليلًا (21,00 ت غ)، موعد بدء حظر التجول الشامل.

ويشكّل ذلك فرصة لمُحبي الدرّاجات الهوائية الساعين إلى التوعية على الفوائد الصحية والبيئية والاقتصادية والرياضية لوسيلة النقل هذه.

ويداوم أسامة مع مجموعة من السائقين المُنضمين للجمعية، مرتين في الأسبوع خلال شهر رمضان، ويأتي خصيصًا لذلك من الحي الذي يسكنه بأحواز العاصمة.

«الطريق لنا»

وتنظم جمعية «فيلوريسيون» تجمعًا أسبوعيًا للخروج والتنزه «في موكب للمُطالبة» بدعم استخدام الدرّاجات الهوائية. ولكن ومع حلول شهر رمضان المبارك أصبحت هذه التظاهرة تقام يوميًا إثر موعد الإفطار. وتقول أمينة حمداني (30 عامًا) إن لهذه المُناسبات «طعمًا مُختلفًا… الطريق لنا. نستغل ذلك». ويقول مهدي زعيم (35 عامًا)، العضو الناشط في الجمعية، «كانت الدرّاجة مُهمّشة»، ولكنها بدأت تسجل حضورًا قويًا منذ ظهور الجائحة. والدليل على ذلك، أصبح هناك إقبال على الانضمام إلى الجمعية التي حصدت شهرة. وبدأت الظاهرة تلقى رواجًا أيضًا في محافظات أخرى على غرار جندوبة الزراعية (شمال غرب) وسوسة الساحلية (وسط شرق). وتراهن الجمعية التي تسعى إلى تشجيع استعمال الدرّاجة كوسيلة نقل أساسية في شوارع العاصمة، على الجانب الصحي والوقائي أيضًا من انتشار الفيروس. فالدراجة تجنّب الاختلاط كما مثلًا في باقي وسائل النقل العمومي. وسجّلت تونس منذ مطلع أبريل الفائت ارتفاعًا في عدد الإصابات بالفيروس في البلد الذي يُعد نحو 12 مليون نسمة، مع عشرات الوفيات وأكثر من ألف إصابة يوميًا. وسجّلت في تونس إجمالا 10,868 وفاة بالوباء وأكثر من 311 ألف إصابة. وتشهد مُستشفيات حكومية في المُحافظات الكبرى اكتظاظًا، وبلغت أقسام الإنعاش والأكسجين في بعضها الطاقة القصوى. وتطلب الجمعية بشكل مُتكرر من السلطات تخصيص بنية تحتية للدرّاجات مثل الطرق التي تتلاءم وطبيعة التنقل بالدراجة.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X