متابعة – حسام نبوي:
لم يكن أكثر المُتشائمين يتوقع المستوى السيئ الذي ظهر به فريق الخريطيات هذا الموسم بالدوري، فقد كان الموسم الأسوأ بالنسبة للخريطيات، لم يُظهر خلاله الخريطيات أي رد فعل ولم يترك أي بصمة، وحقق أرقامًا متواضعة للغاية أدّت به للتواجد في المنطقة الخطرة مُبكرًا ليصبح أقرب الفرق هبوطًا إلى دوري الدرجة الثانية، وقد كان مع نهاية الموسم بالوصول إلى النهاية التي لا يتمناها الجميع بعودة الفريق سريعًا إلى دوري الدرجة الثانية، والتأكيد على قاعدة «الصاعد هابط»، ولم يستطع الخريطيات التشبّث بفرصة البقاء ليدفع الثمن غاليًا بتوديع دوري النجوم.

عوامل كثيرة

 

هناك العديد من العوامل التي أدّت إلى هبوط الخريطيات إلى دوري الدرجة الثانية، ولعلّ أهمها تواضع مستوى اللاعبين المُحترفين، فلم يظهر اللاعبون المُحترفون في الفريق بالمستوى المطلوب ولم يُحققوا الإضافة المرجوة، سواء السوري محمد عثمان الذي كان يعوّل عليه الجهاز الفني الكثير في ترجيح كفة الفريق، أو الغاني افانس منساه أو الإيفواري عمر ساكو، حتى هدّاف الفريق رشيد تيبركانين لم يقدّم ما كان يُقدّمه مع الفريق من قبل، وتأثر أداؤه بالمستوى العام للفريق، كما أنه لم تكن هناك تدعيمات بلاعبين مواطنين قادرين على تلبية احتياجات الفريق في دوري النجوم، فبكل تأكيد المستوى مُختلف تمامًا عن دوري الدرجة الثانية، فظهر الفريق بمستوى متواضع، ولم يستطع مُجاراة فرق دوري النجوم ليهبط إلى الثانية من جديد. ومن بين العوامل التي أثرت على مسيرة الفريق أيضًا كثرة الإصابات التي تعرّض لها اللاعبون، خاصة المُدافع الإيراني بزمان منتظري.

قبول الأمر الواقع

 

بداية الفريق في الدوري كانت مُتذبذبة بالخسارة بخمسة أهداف أمام السد في ضربة البداية ثم الفوز على قطر في الجولة الثانية ثم الخسارة من السيلية والغرافة قبل العودة بالفوز على الخور، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي إلا أنه بعد مباراة الخور تلقى الفريق هزائم مُتتالية، ولم يكن هناك تدخّل لوقف نزيف النقاط، فالجهاز الفني بقيادة يوسف آدم وقف عاجزًا أمام القدرات الفنيّة للاعبيه، وأيضًا الإدارة قبلت بالأمر الواقع بإيجاد صعوبة في تغيير المُحترفين، فكان الحل هو تغيير يوسف آدم وتولي وسام رزق مهمة تدريب الفريق بعد 12 مباراة خاضها لم يُحقق خلالها الفوز إلا في مباراتين فقط، إلا أنه لم يتغير شيء مع وسام رزق، وتوالت الهزائم، ولم يتمكن الفريق من الفوز إلا بمباراتين فقط من 10 مباريات تحت قيادة وسام رزق ليلقى مصيره بالهبوط المُباشر إلى دوري الدرجة الثانية ليعيش مُعاناة الموسم قبل الماضي من جديد على أمل العودة السريعة مرة أخرى إلى دوري النجوم من جديد، فمهمة وسام رزق كانت مُغامرة مع الفريق من أجل الإنقاذ في الرمق الأخير، إلا أنه لم يُكتب لها النجاح ليهبط الفريق للمرة الثانية وهو تحت قيادة وسام رزق.

ضيق الوقت  ظلم الخريطيات

تعرّض فريق الخريطيات لظلم كبير أثّر بكل تأكيد على مسيرته في دوري النجوم، باعتباره الفريقَ الوحيدَ الجديدَ على الدوري، حيث إنه قادمٌ من دوري الدرجة الثانية، إلا أن ضيق الوقت بين انتهاء دوري الثانية وبدء دوري النجوم لم يتح للجهاز الفني للفريق الإعداد بشكل جيّد يتناسب مع المستوى المُقبل عليه، الذي يختلف عن دوري الدرجة الثانية، وأيضًا إدارة النادي لم تتمكن من توفير التدعيمات اللازمة سواء على مستوى المواطنين أو المُحترفين، فبعد تتويج الخريطيات بدوري الدرجة الثانية بعدة أيام وجد نفسه في مواجهة السد بافتتاح دوري النجوم، فدفع الفريق الثمن غاليًا لتداعيات كورونا.

شهاب الليثي النقطة المُضيئة

رغم الظروف السيئة التي مرّ بها الخريطيات هذا الموسم إلا أنه قدّم لنا حارسَ مرمى ممتازًا وهو شهاب الليثي، الذي ظهر بمستوى جيّد في العديد من المُباريات ولفت أنظار جميع المُتابعين بتألقه في عدة مباريات، رغم ارتكابه بعض الأخطاء إلا أنه يُبشر بمشروع حارس مرمى مُميّز له مستقبل جيّد، وكان بمثابة النقطة المُضيئة بالنسبة لفريق الخريطيات هذا الموسم.

الاستقرار على المحترفين

ربما كان أحد أسباب هبوط الخريطيات إلى دوري الدرجة الثانية هو الاستقرار على المُحترفين بسبب ضغط المباريات المُتتالي وأيضًا الإجراءات الصحيّة الصارمة التي كانت تُطبق على جميع القادمين من الخارج بسبب جائحة كورونا، فكان القرار التعامل بالإمكانات المُتاحة إلا أنه لم يتمكن الفريق من تعديل وضعه وخسر الرهان في نهاية المشوار.

 

إعادة ترتيب الأوراق

من المُتوقع أن تكون هناك تغييرات متوقعة على مستوى اللاعبين المُحترفين بصفوف الخريطيات في الموسم الجديد الذي يعتبر بمثابة استراحة للفريق في دوري الدرجة الثانية، يقوم خلالها بإعادة ترتيب الأوراق، لكي يتمكّن من العودة من جديد إلى دوري النجوم.

6 أهداف لرشيد تيبركانين

لم يتمكّن رشيد تيبركانين هدّاف الفريق من التسجيل سوى 6 أهداف فقط طوال الموسم، وهو مُعدل تهديفي متواضع بالنسبة لإمكانات اللاعب وقدراته الهجوميّة، ويعكس مدى تأثره بوضع الفريق ككل في الموسم، لا سيما أن رشيد من اللاعبين الذين كان يعوّل عليهم الجهاز الفني الكثير في ترجيح كفة الفريق.

6 نقاط في 12  مباراة ليوسف آدم

حقق فريق الخريطيات الفوز في مباراتين فقط من 12 مباراة خاضها تحت قيادة المُدرب يوسف آدم، مباراة قطر في الجولة الثانية بهدفين مقابل هدف، والخور في الجولة الخامسة بهدفين مقابل هدف أيضًا، إلا أنه تلقى الهزيمة في 10 مباريات ودخل مرمى الفريق 30 هدفًا وسجّل 8 أهداف.

 

أرقام سيئة

بالنظر إلى الأرقام التي حققها فريق الخريطيات في الدوري هذا الموسم نجدها أرقامًا سيئة للغاية تدلّ على الحالة الصعبة التي كان عليها الفريق، حيث إنه لم يفز سوى في أربع مباريات من 22 مباراة، وتلقى الهزيمة في 18 مباراة، ولم يتعادل في أي مباراة، كما أنه دخل مرماه 49 هدفًا كأكثر فريق يتلقى أهدافًا هذا الموسم، وسجّل 17 هدفًا فقط بالتساوي مع الخور صاحب المركز قبل الأخير، وهو ما يدلّ على أنه لم يكن جيدًا، دفاعيًا أو هجوميًا.

6 نقاط في 10 مباريات لوسام رزق

لم تختلف أرقام وسام رزق كثيرًا عن يوسف آدم، حيث إن الفريق حقق الفوز تحت قيادته بمُباراتين فقط وهما مع أم صلال 3-‏0 والعربي 2-‏1، ليحصد 6 نقاط في 10 مباريات تولى خلالها وسام رزق مهمة تدريب الفريق، إلا أنه قلّ مُعدل التهديف بدخول مرمى الفريق 19 هدفًا فقط، والفارق في فترة يوسف آدم هو الخسارة بخمسة أهداف أمام السد ذهابًا وإيابًا، كما سجّل الخريطيات في العشر مباريات مع وسام رزق 9 أهداف.