الدوحة – الراية :

وجهت المؤسسةُ العامة للحي الثقافي «كتارا» الدعوةَ للجمهور عبر منصاتها الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لزيارة معارضها الافتراضية، التي تقدمها لنخبة من الفنانين التشكيليين القطريين والأجانب، بهدف إثراء الساحة الفنية خلال فترة الجائحة. حيث تتيح هذه المعارض الفرصة لأصحاب الذائقة الفنية للاطلاع والتجوّل بين لوحات وإبداعات الفنانين. ومن هذه المعارض «تراثيات»، وتضم 12 لوحة تجسّد الموروث الشعبي القطري، للتشكيلي حسن بوجسوم، أنجزَ بعضها في فترة الحجر المنزلي. وتعكس الأعمالُ رؤيتَه وأسلوبَه الفني الذي يستحضر من خلاله التراث القطري، وذكرياته التي لا تزالُ عالقةً في ذاكرته البصريّة منذ الصغر.

 

هذا بالإضافة لمعرض «سراب لا تصل إليه» للفنان التشكيلي مسعود البلوشي الذي يقدّم من خلاله تجربةً ناضجةً ورؤية واعيةً للمستقبل، وذلك بأسلوب إبداعي مبتكر وأفكار فنية تُواكب العصر. وفي هذا الصدد، يقول الفنان مسعود البلوشي ل الراية : إن هذا المعرض يعتبر النسخة الثانية من معرضه الشخصي الذي افتتح في فبراير 2020 وعرض من خلاله لمحات الماضي بتراثه وتقاليده العريقة، مُستخدمًا في ذلك تقنيات مختلفة في الرسم تعكس تصويرًا تجريديًا للواقع، ومُعبرًا عن مشاعره وأفكاره وعشقه للفن ومفهومه للمستقبل، وذلك برؤية متدفقة ونظرة متجددة تبحر بجماليات الحياة والذات والمستقبل، حيث تفتح أعماله الباب على مصراعيه للخيال والنقاش وبلا حدود، كما تموج بالتصوّرات والتساؤلات التي قد تبدو الإجابة عنها أشبه بالسراب الذي لا يمكن الوصول إليه. بينما يقدم الفنان علي دسمال الكواري، في معرض «الطيبين»، الذي يضم لوحات تُجسد الحياة العامة للمجتمع والذكريات التي عاشها والمشاهد التي تبقى في ذاكرة الجمهور. وعن المعرض يقول علي دسمال: أسعى في أعمالي إلى تسجيل مشاهد يومية لها ذكرى مميزة في حياتنا، بما نغفل عن جماليّاتها في وسط مشاغلنا اليومية. لحظة من هذه اللحظات قد تكون مهمة لي أو لأي شخص عاشها، فشكلت له جمالًا خاصًا كجمال هذه المشاهد المتبلورة في أعمالي. من جهة أخرى، تقدّم الفنانة القطرية جواهر المناعي في معرضها «أثر» مجموعة من اللوحات المُستلهَمة من الأثر الذي تركه لنا الراحلون لنقتفيه ونتعرَّف على حياتهم. فنحن لم نعرف الحضارات السابقة إلا من خلال آثارها التي ظلَّت صامدة بوجه الزمن، لتفتح لنا نوافذ المعرفة والخيال والإبداع، فبدا الأثر كأحجية تحتاج إلى معرفة رموزها وقراءة دلالاتها، ولذلك اعتمدت في أعمالها على تقنية الرمز المُتكرر الذي يعود إلى قطعة منحوتة على عظم عُثر عليه في أحد الأماكن الأثرية في شمال قطر. لتكون أثرًا للإنسان القطري في تلك الفترة البعيدة وخيطًا يقودنا إلى الحياة في الزمن الغابر.