متابعة- حسام نبوي:
ظهر فريقُ قطر بوجهَين مختلفَين هذا الموسم، وكلمة السرّ في ذلك المحترف الجزائري يوسف بلايلي، فالبداية كانت متواضعة للغاية في مُباريات الدوري بالخسارة أمام الغرافة في الجولة الأولى، ثم الخسارة من الخريطيات بالجولة الثانية، والفوز على الريان بالثالثة، ثم الخسارة مرة أخرى أمام الدحيل ثم أم صلال، ليجمع ثلاث نقاط فقط في خمس جولات، وهو ما جعل الكثيرين يعتقدون أن قطر لن يتغيّر حاله للأفضل في ظل تواضع مستوى لاعبيه، وأنه سيُعاني من أجل البقاء هذا الموسم إلا أن الانتفاضة جاءت بعد تدخل الإدارة بالتعاقد مع النجم الجزائري يوسف بلايلي الذي تم إرسال طائرة خاصة له نظرًا لصعوبة سفره بسبب إجراءات كورونا، ليكون بالفعل على قدر الثقة، وتكون بداية الفريق الحقيقية مع مباراة الوكرة، وهي أول مباراة للنجم الجزائري ليقود فريقه إلى الفوز بعدها تتوالى الانتصارات ويواصل الفريق جمع النقاط وفي كل مباراة يكون للنجم الجزائري بصمة، إما بهدف أو اثنَين أو صناعة هدف أو اثنَين، ليكون النجم الأبرز داخل صفوف الفريق، وأيضًا بالدوري بشكل عام ويتبدّل وضع الملك القطراوي للأفضل ويرتفع سقف الطموحات ويزداد حماس لاعبيه في تقديم الأفضل دائمًا، فأصبح هناك تجانس وتفاهم بين المحترفين والمُواطنين وحقق الفريق نتائج مميزة للغاية بالفوز على العربي بثلاثة أهداف، ثم الخور، ثم الخريطيات، وأيضًا الفوز على الأهلي برباعية في الجولة العاشرة، سجل خلالها بلايلي ثلاثة أهداف، وأيضًا التعادل مع السد في الجولة ال11، وهو أفضل فريق في الدوري هذا الموسم والتعادل مع الدحيل في الجولة ال15، فعادت الجماهير القطراوية من جديد واستعادت أمجاد الماضي، وزاد التفافها حول فريقها على أمل تقديم موسم استثنائي، إلا أنه لم يكن محظوظًا في بعض المباريات لينهي الدوري هذا الموسم في المركز السادس، وهو مركز جيد عطفًا على مركز الفريق بجدول الترتيب في السنوات الخمس الأخيرة، فالملك القطراوي استطاع أن يجمع 32 نقطة بفارق نقطة واحدة فقط عن الغرافة صاحب المركز الرابع، فرغم أنّ الطموح هذا الموسم كان هو دخول المربع إلا أنه يعدّ موسمًا ناجحًا لفريق قطر، وبداية يبني عليها في الموسم الجديد لاستعادة أمجاد الماضي من جديد، فكما ذكرنا هذا الموسم احتلّ قطر أفضل مركز له منذ 5 سنوات، وبالتحديد منذ موسم 2015 الذي تواجد خلاله الفريق في المربع الذهبي بعدها ظل في المنطقة الخطرة المركز العاشر، أو الحادي عشر، أو المركز الثامن بالموسم الماضي، لكن هذا الموسم كان له كلمته في الدوري، واستطاع أن يحرج الكبار ويحقق نتائج مميزة أسعدت جماهيره، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق هدفه بوجوده في المربع.
والخلاصة أنّ الفريق القطراوي، وإن كان خرج من مربع الكبار إلا أن هذا لا يمنعنا من التأكيد على أنه نجح إلى حد كبير في إنهاء هذا الموسم بالشكل المطلوب عطفًا على البداية السيّئة له في الدوري والتي تعدّ واحدة من أسوأ البدايات له في بطولات الدوري.
دعم الإدارة حقق نتائج جيدة
كان للدعم الإداري الكبير من قبل إدارة النادي للفريق دورٌ كبير في تحقيق نتائج جيدة، حيث حرص سعادة الشّيخ حمد بن سحيم آل ثاني رئيس النادي، والشيخ سحيم بن عبدالعزيز آل ثاني نائب الرئيس على دعم الفريق بالتواجد باستمرار في التدريبات، بجانب قدامى اللاعبين ومحبّي الملك القطراويّ.
لذا كان يستمدّ الجهازُ الفني بقيادة يونس علي واللاعبون قوّتَهم من تواجد الرمز في التدريبات التي يحرص دائمًا من خلالها على مساندة الفريق، وهو ما كان له أثر إيجابي في تقديم عناصر الملك مستوى ونتائج رائعة.
التحضير للموسم الجديد
نجح نادي قطر في الخروج من دُوامة المراكز المتأخرة والنتائج المحبطة التي دارَ في فلكها على مدار السنوات الأخيرة، وجاء الموسم المنتهي لينعش آماله في استعادة أمجاد الماضي من جديد، وهو ما جعل هناك حالة من الالتفاف حول الفريق من قبل الجماهير والنجوم القدامى، لهذا يحتاج النادي للبناء على ما حدث مؤخرًا قبل بداية الموسم الجديد، وأن يبدأ التحضير بشكل جيد لكي يواصل على نفس المنوال، بل يجب أن يقدم الأفضل أيضًا، ويكون منافسًا على المراكز المتقدمة.
يونس علي والاختبار الصعب
لم تكن مهمة يونس علي مع الملك القطراوي هذا الموسم بالمَهمة السهلة، حيث إنه واجه تحديات كثيرة، إلا أن دعم الإدارة كان له دورٌ كبير في كسبه الثقة وقيادة الفريق لتحقيق انتصارات رائعة جعلته في المربع الذهبي أكثر من مرة، إلا أنه لم ينجح في الحفاظ على تواجد الفريق في المربّع الذهبي، لينهي الدوري في المركز السادس، وفي المجمل العام رغم أن جماهير الملك القطراوي كانت تنتظر الأفضل من يونس علي، إلا أن تجربته هذا الموسم تعد تجربة ناجحة عطفًا على ما كان عليه فريق قطر في السنوات الخمس الأخيرة.
نتائج متباينة
تباينت نتائجُ فريق قطر هذا الموسم ورغم النتائج المميّزة التي حققها والمستويات الرائعة التي قدّمها إلا أن البداية تشابهت مع النهاية بشكل كبير، وهو ما أثر سلبيًا في الترتيب العام للفريق، فالملك القطراوي لم تكن بدايته في الدوري هذا الموسم جيدة، حيث إنه لم ينجح في تحقيق الفوز إلا في مباراة واحدة فقط في أول خمس جولات ليحصد ثلاث نقاط فقط قبل الانطلاقة من مباراة الوكرة في الجولة السادسة، وفي القسم الثاني ومن بعد مُباراة الوكرة أيضًا التي انتهت بالتعادل لم ينجح الفريق إلا في حصد 4 نقاط من خمس جولات أيضًا بالفوز على الخور بهدفين مقابل هدف، والتعادل مع الأهلي بهدف لكل فريق، بينما خسر من العربي والسيلية والسد، فكان لذلك دورٌ كبيرٌ في تراجع ترتيب الفريق إلى المركز السادس في جدول الترتيب وإنهاء الموسم بصورة أقلّ مما كان يطمح به الجميع.
7 مُحترفين في الموسم
لعب فريق قطر الموسم ب 7 محترفين، حيث إنه بدأ مبارياته بأربعة محترفين وهم: المغربي المهدي برحمه، والإسباني إليخاندرو المستمران من الموسم الماضي، بالإضافة إلى الجدد النيجيري أنتوني كوبوتو، والإيراني علي كريمي، حتى قدوم المغربي يوسف بلايلي ليخوض أول مباراة له مع الفريق في الجولة السادسة أمام الوكرة، وفي يناير قامت الإدارة بتغيير علي كريمي الذي انضم للدحيل، وتعاقدت مع الإيراني بشار رسن بدلًا منه، وفي منتصف القسم الثاني تم التعاقد مع كرستيان سيبايوس بدلًا من إليخاندرو، ومثّلت هذه التغييرات والتعاقدات إضافة للفريق وكانت مصدر قوة وورقة رابحة في يد المدرب الوطنيّ يونس علي.