السد يغلق ملف الموسم الاستثنائي بـ «الشموع والدموع»
الفريق اكتسح جميع البطولات المحلية بأرقام قياسية وسقط في الآسيوية
التفوق في أم البطولات قاد الفريق للفوز بالدوري للمرة ال 15 بدون هزيمة
التراجع المفاجئ في المستوى أحبط الآمال وعجل بالخروج من دوري الأبطال
متابعة – حسام نبوي:
رحلة الشموع والدموع، يندرج تحت هذا العنوان ملخص مشوار الفريق الأول لكرة القدم بنادي السد في الموسم الاستثنائي، الذي حقق خلاله بطولات أسعدت جماهيره، قبل أن يعود ليحزن الجميع بسقوطه وخروجه المبكر من سباق البطولة الأهم وهي أيضًا دوري أبطال آسيا من دور المجموعات، لا سيما أن الآمال والتطلعات كانت كبيرة للغاية في المنافسة بقوة على اللقب القاري الرفيع، إلا أن الواقع جاء صادمًا بالخروج مُبكرًا من البطولة.
السد نجح بامتياز في جميع البطولات المحلية وبفارق كبير عن جميع منافسيه، فالبطولة الأهم التي تحتاج إلى نفس طويل هي الدوري سيطر خلالها السد منذ ضربة البداية، ووضح الفارق الشاسع في المستوى بينه وبين جميع فرق الدوري بما فيها الفرق الكبرى والمنافسة مباشرة له على اللقب مثل الدحيل والريان، وحقق انتصارات بعدد كبير من الأهداف، لعل أكبرها الفوز على الأهلي بسبعة أهداف مقابل هدف في الجولة الخامسة من الدوري، وسار الفريق بخطى ثابتة حتى نجح في حسم لقب الدوري في الجولة ال 18 أي قبل 4 جولات من النهاية حتى بعد حسم لقب الدوري وأصّل الفريق انتصاراته لينهي الدوري بدون هزيمة ويحصد اللقب رقم 15 في تاريخه كأكثر الأندية تتويجًا بالدوري واللقب رقم 75 في كل البطولات. واستمر تفوق السد في البطولات المحلية بعدما نجح في الفوز ببطولة كأس أريدُ موسم 2019 /2020 والمؤجلة بسبب فيروس كورونا بعدما فاز على العربي في المباراة النهائية بأربعة أهداف دون رد، بينما توج السيلية ببطولة كأس أريدُ 2020 /2021، كما توّج أيضًا السد بكأس الأمير 2019 /2020 بالفوز على العربي، في شهر أكتوبر باستاد الريان، وواصل انتصاراته في النسخة الجديدة من الكأس حتى وصل إلى المباراة النهائية، التي سيواجه خلالها الريان، إلا أنه تم تأجيلها بسبب تداعيات فيروس كورونا، ففي المجمل العام الفريق نجح بامتياز في جميع البطولات المحلية هذا الموسم.
فشل آسيوي
انتابت حالة من الغضب الجماهير السداوية بعدما فشل في تحقيق الآمال في آخر نسختين من دوري أبطال آسيا، حيث ودع النسخة الماضية من دور ال 16، وفي النسخة الأخيرة كانت الآمال كبيرة في قدرته على الفوز باللقب لا سيما أن الفريق كان في أوج تألقه محليًا ولم يخسر أي مباراة ويمتلك ترسانة من النجوم القادرين على صناعة الفارق، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، ولم يتمكن الفريق من عبور دور المجموعات في مفاجأة من العيار الثقيل كانت بمثابة صدمة لكل سداوي، فالفريق لم يُقدم مستواه المعهود، كما أنه تعرض للظلم التحكيمي في مباريات حاسمة فجاء الوداع الحزين.
كازورلا «سوبر ستار»
تألق الإسباني سانتي كازورلا بشكل لافت للنظر مع الفريق هذا الموسم، وكان أحد أهم نجوم الفريق الذين ساهموا في تحقيق الانتصارات وحصد البطولات، فمنذ اليوم الأول استطاع كازورلا أن يضع بصمته ويكون صفقة ناجحة للغاية ويحقق الإضافة المطلوبة.
وعطفًا على المستوى الرائع الذي قدمه كازورلا هذا الموسم ووفقًا للأرقام والإحصائيات والعطاءات والتأثير في الملعب، أصبح سانتي كازورلا الأقرب لأن يكون «سوبر ستار» هذا الموسم حيث قدّم سانتي كازورلا نموذجًا حيًا للاعب الذي يمكنه أن يصنع الفارق مع فريقه، ورغم أنه ليس مُهاجمًا بتشكيلة السد إلا أنه كان ثاني هدافي دوري النجوم خلف زميله بغداد بونجاح. والحقيقة أن ما قدّمه كازورلا مع فريق السد في هذا الموسم هو المُنتظر من المحترف السوبر الذي يستطيع أن يعطي الإضافة الفنية والمطلوبة لفريقه في المباريات، وأن يُساعد اللاعبين المواطنين في تطوير مستوياتهم الفنيّة.
غياب أكرم خسارة كبيرة
لا يختلفُ اثنان على ما يقدمه أكرم عفيف من مستوى رائع للغاية مع السد هذا الموسم، فهو لاعب من طراز فريد، كان له دور كبير للغاية في كل الانتصارات التي حققها السد هذا الموسم، إلا أن أكرم تعرض للإصابة في الجولة ال 18 للدوري أمام أم صلال، التي توج خلالها السد بلقب الدوري، وكانت إصابة مؤثرة للغاية قبل مشوار الفريق بالآسيوية، فلم يتمكن أكرم من المشاركة مع الفريق بدوري أبطال آسيا، ما أفقد السد جزءًا كبيرًا من قوته الهجومية بالبطولة القارية.
بونجاح يتربع على عرش الهدافين
واصل الجزائري بغداد بونجاح مُهاجم السد تألقه مع الفريق هذا الموسم وواصل ممارسة هوايته بتسجيل الأهداف ليتربع على قائمة هدافي الدوري، الذي شهد منافسة قوية للغاية بين اللاعبين على تسجيل الأهداف ومساعدة فرقهم على تحقيق الانتصارات وحصد النقاط.
وبعد انتهاء منافسات البطولة، تصدر بونجاح قائمة الهدافين برصيد (21 هدفًا)، ليواصل تألقه مع فريقه من حيث تسجيل الأهداف وصناعة الفرص التهديفية والتمريرات الحاسمة. وحصل بغداد بونجاح على لقب الهداف خلال الموسم 2018-2019، بتسجيله 39 هدفًا، وهذه المرة الثانية التي يحصل فيها على اللقب بتسجيله 21 هدفًا مع السد، الذي توج بدرع الدوري للموسم 2020-2021 عن جدارة واستحقاق وفي المركز الثاني بقائمة الهدافين، يأتي البرازيلي دودو لاعب الدحيل برصيد (14 هدفًا)، كما سجل كل من الجزائري يوسف بلايلي لاعب نادي قطر، والإسباني سانتي كازورلا لاعب السد، (13 هدفًا) لكل منهما مع فريقه.
الحفاظ على الاستقرار
أهم ما يميز نادي السد هو حرصه دائمًا على استقرار الفريق وأن تكون التغييرات في أضيق الحدود خاصة أن الفريق يُقدم مستويات جيدة، وجاء قرار التجديد للإسباني تشافي هيرنانديز مدرب الفريق بعد انتهاء الموسم لمدة سنتين ليقطع الطريق أمام الشائعات التي انتشرت مؤخرًا بشأن عودته إلى برشلونة، ولكي يحافظ على استقرار الفريق في الموسم الجديد.
تألق لافت للشباب
منح الإسباني تشافي هيرنانديز مدرب فريق السد العديد من اللاعبين الشباب فرصة المُشاركة مع الفريق هذا الموسم، وهو ما ساعد بشكل كبير في تكوين صف ثانٍ قوي، قادر على صناعة الفارق وقت الاحتياج إليهم، ولعل أبرزهم مشعل برشم الذي شارك كحارس أساسي في العديد من المباريات، نظرًا لإصابة سعد الدوسري، وأيضًا يوسف عبد الرزاق وهاشم علي ومحمد وعد، وأحمد سهيل وبهاء الليثي والعديد من اللاعبين الشباب الذين ظهروا بمستوى جيّد مع الفريق.
تاباتا أثبت وجوده
أثبت رودريجو تاباتا وجوده مع السد وكان بمثابة خيار جيد في يد الإسباني تشافي هيرنانديز مدرب الفريق، لا سيما أن صفقة تاباتا كانت محل انتقاد من الكثيرين نظرًا لكبر سن اللاعب وعدم تجديد الريان معه، إلا أن تاباتا أثبت أنه صفقة ناجحة وأنه ما زال قادرًا على العطاء، وقدم مستوى جيدًا في الفترة التي شارك فيها مع الفريق.