كتاب الراية

بالقلم الشفّاف.. التكدّس

الدماء الشابة المُتجدّدة دائمًا ما تضع الأثر وتخلق الديناميكية والحركة

قد تمر على ألبوم الصور سريعًا وتتذكّر لحظات المرح الجميلة وأنت تتعلم أن تخطو، أو قيادة الدرّاجة، وربما تحتفل بعيد ميلادك التاسع، ثم تليها ابتسامات مُبهجة لامعة في المرحلة المتوسطة والثانوية بتقويم الأسنان، ثم تأتي الخطوة التي تليها مرحلة «تقويم الإنسان»، ربما في الجامعة وما بعدها، ثم يأتي دور التقاط صور جديدة بلباس التخرّج، ثم ماذا؟، هنا تتوقف عجلة الحياة قليلًا، بل ربما تتوقف الحياة لفترة طويلة، تنتظر أن يرن هاتفك بشغف لموعد مُقابلة الوظيفة، وقد يحدث ذلك بعد شهور وسنوات لتجد من سبقك للموعد، أكوام من البائسين ينتظرون مثلك بتوتر وقلق ولا أحد يعرف متى يحين دوره أو ما هي فرصته بين كل هؤلاء!.
إن مهمة أن يتوظف جميع الخريجين تكون ملقاة على عاتق الجهات التنموية في البلاد، ومن هذه المسؤوليات ما يبدأ في مرحلة تسبق عملية التوظيف بكثير، أي قبل التخرج بمراحل، وذلك بدراسة التخصصات التي يحتاجها سوق العمل قبل أن يختار الطالب تخصّصه، ورعايته أثناء مسيرته التعليمية من جهة العمل التي يختارها وتختاره، ثم يأتي تنظيم إعلانات التوظيف بالشكل النزيه بعيدًا عن المحسوبيات والمعارف، وذلك أيضًا بوضع لجنة رقابية تُعنى بهذا الأمر، ولا ننسى أن هناك دورًا آخر للتنمية وهو التعاون مع الجهات الاقتصادية لتطوير بيئة الأعمال الخاصة والشركات المتوسطة والصغيرة حتى توفر فرص عمل مُستدامة وأمانًا وظيفيًا مُستمرًا.
بقي أن نعرف أن الدماء الشابة المُتجدّدة دائمًا ما تضع الأثر وتخلق الديناميكية والحركة في المكان وتنتج الأفكار وتضفي روح المرح والطموح والسقف العالي للعمل، فليس من المنطقي أن يبقى المدير في منصبه لسنوات طويلة حتى يخرج من وظيفته على عكاز!، هناك حد زمني لشغل المناصب ودوران الوظائف، وخروج من هو في سن التقاعد ومن قضى أكثر من ١٠ سنوات في منصب إداري، ليترك المجال لغيره، بدلًا من التشبث بالمقعد وتكديس الأوراق والبشر في مكان واحد وإغلاق الباب في وجه أي روح جديدة، ليتحول المكان إلى مجلس الأهل والأصحاب المليء بالفوضى وليس مكانًا للعمل!. هناك مُقترح لوضع بضع المُغريات المادية والامتيازات لمن استمر في العمل لأكثر من ١٥ سنة، كمرتب للتقاعد أو نهاية خدمة ضخمة، ليكون التقاعد حلًا للتكدس وإيجاد شواغر للمُتخرجين الجدد.

 

@bynoufalmarri
[email protected]

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X