68 % انخفاضًا في مراجعي طوارئ الأطفال جراء إغلاق المدارس
تراجع الأنشطة البدنية وازدياد خطر السمنة بين الأطفال
الدوحة – الراية:
درس باحثون من قسم الصحة السكانية في «وايل كورنيل للطب – قطر» تأثير إغلاق المدارس خلال جائحة «كوفيد-19» على الصحة العقلية والبدنية للأطفال والمُراهقين. ووجدوا أن ثمة صلة بين إغلاق المدارس والحجر بالمنزل وتزايد الإجهاد، وكذلك تزايد الشعور بالحزن والإحباط وعدم الانضباط والوحدة وأنماط النوم المُتقطعة والنشاط المُفرط بين صغار السن والتوقّف عن الأعمال اليوميّة المُعتادة.
شارك في الدراسة كلٌ من د. رافيندر مامتاني نائب العميد لشؤون الطلاب والقبول والصحة السكانية وطب نمط الحياة، ود. سهيلة شيما العميد المساعد لقسم الصحة السكانية ود. ساثيا دوريسوامي المدير المُساعد لقسم الصحة السكانية ود. كريمة شعابنة المُحاضِرة في علوم الصحة السكانية بقسم الصحة السكانية ود.سنية شعبان.
رصدت الدراسة تراجعًا لافتًا بلغت نسبته 45% في حالات الإدخال للمُستشفيات، وتراجعًا كبيرًا بلغت نسبته 68% في مُراجعات أقسام طوارئ الأطفال للأمراض الشائعة كالتهاب المعدة والأمعاء والجهاز التنفسي والأذن. كما رصدت الدراسة التي نُشرت في الدورية العالمية المُتخصصة Children بعنوان «تأثير إغلاق المدارس بسبب جائحة كوفيد-19 في صحة الأطفال والمراهقين.. مُراجعة استعراضية منهجية سريعة»، تراجعًا بالأنشطة البدنية اليومية، وازدياد خطر السمنة بين الأطفال، وارتفاعًا في مُعدلات مُؤشر كتلة الجسم. وأجرت الدراسة تحليلًا لبيانات مُستمدة من 10 دراسات عن صحة الأطفال والمُراهقين أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفرنسا وإيطاليا وتايلند وتركيا.
وبحسب الدراسة نفسها، من التبعات الرئيسية الناجمة عن إغلاق المدارس حرمان الطلاب من الاستفادة من الخدمات البالغة الأهمية التي توفرها لهم مدارسهم في العادة. ويشمل ما سبق خدمات الرعاية الصحية المدرسية، وبرامج الأطفال ذوي الإعاقة، وبرامج التغذية المدرسية والبرامج المُماثلة المُخصّصة للأطفال الأقل حظًا. ونبّهت الدراسة إلى خطر اتساع هوة الفوارق التعليمية بسبب عدم امتلاك الأسر الفقيرة الوقت الكافي والموارد اللازمة لتيسير عملية التعلم عن بُعد طوال فترة إغلاق المدارس. وعلى الرغم من أن الدراسة رصدت تغيّرًا في أنماط النوم، أشار الباحثون إلى أن جودة نوم الأطفال والمُراهقين لم تتأثر سلبًا بإغلاق المدارس، وبالمثل، لم تتأثّر مُعدّلات الانتحار بين الأطفال والمُراهقين جرّاء إغلاق المدارس.
وفي ختام الدراسة، شدّد مُؤلفوها على أهمية إجراء المزيد من البحوث لتقييم أثر وتأثير إغلاق المدارس خلال جائحة «كوفيد-19» في صحة الأطفال والمُراهقين، وتطوّرهم اجتماعيًا، وقدرتهم على التعلّم. وعلى وجه الخصوص، أوصت الدراسة باستقصاء المُؤشرات الرئيسة لجودة الحياة، مثل العادات اليومية والنمو الإدراكي والتفاعلات الاجتماعيّة (بما في ذلك استخدام شبكات التواصل)، والوقت الذي يمضيه الأطفال والمُراهقون أمام شاشات هواتفهم وأجهزتهم اللوحيّة وغيرها، والوقت الذي يمضونه في الدراسة. وشملت اقتراحات المُؤلفين أن تعكف سلطات الصحة العامّة في بلدان العالم على إعداد دراسات مُخصّصة لتقييم المخاطر والفوائد المنطوية، مع مُراعاة السياقات الاجتماعية – الاقتصادية المحلية ونظام التعليم وتوافر موارد الرعاية الصحية.