منوعات
تخليدًا للتراث الأردني

أردنية ترسم بالحناء لوحات فنية

السلط – الجزيرة نت:

بين النقش على الأيدي والرسم على القماش، تُبدع الفنانة الأردنية بلقيس العبادي (23 عامًا) في تطويع مادة الحناء المعروفة، لإنتاج رسومات ونقوش جميلة، تخلد فيها تراث مدينة السلط الأردنيّة، وآثارها العامرة منذ عقود. يستهلّ الزائر لشارع الخضر الأثري المعروف بمدينة السلط – غرب العاصمة الأردنية عمان – جولته بمحل تراثي صغير، يضم بين جنباته إبداعات من لوحات فنيّة ترسم المدينة وتاريخها العريق وسكانها وأزياء ‏نسائها ومعالمها الأثريّة القديمة.‏ ويعتبر شارع الخضر في مدينة السلط من أشهر المعالم الأثريّة، ويضم بين جنباته أكثر من 20 موقعًا تراثيًا.

انطلاقة الرسم

تقول العبادي: إنها بدأت بالرسم من صغرها، وساعدتها في ذلك أمها التي تعمل في صناعة القش والخزف وإنتاج الأدوات المنزليّة. منذ 4 أعوام بدأت العبادي تمتهن الرسم بالحناء، وانطلقت بالرسم في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعيّة. ومع التمرّس في الرسم، بدأت ترسم بالحناء على القماش، ووجدت في الرسومات إبداعًا لم يسبقها إليه أحد، على حد قولها، فبدأت تخلد تراث المدينة ومبانيها الجميلة وأزياء نسائها المعروفة ب «الخلقة»، وتجهيزات ملابس المواليد الجدد، وغيرها. وتستخدم في رسمها أنواعًا من الحناء وألوانًا متعدّدة، فمنها الأحمر والأسود والبني، حيث تتداخل في رسم المباني الأثرية الحناء ذات اللونين الأحمر والبني، لأنهما الأقرب للون الحجر الأصفر الذي تمتاز به المباني الأثريّة في مدينة السلط القديمة.

من إدارة الأعمال للفن

درست العبادي إدارة الأعمال، وتمكنت من الجمع بين دراستها والرسم، وأسست مشروعًا يجمع بين الفن والتراث لتمكين الشابات، بدأ عام 2016. يهدف إلى توفير منتجات سياحية وتراثية، ترضي شغف الزائرين لمدينة السلط، وفي الوقت ذاته توفّر مصدر دخل للشابات من خلال تعلم حرف يدوية ورسومات. شكلت والدة بلقيس مصدر إلهام لها، فمنذ 21 عامًا ووالدتها تعمل في المهن اليدويّة والتراثيّة، وأنشأت مشغلًا لتدريب الفتيات على الحرف اليدوية.

كورونا والرسم

خلال جائحة كورونا وحظر التجوال وإغلاق المنشآت، أخذت بلقيس على نفسها عهدًا بالاستمرار في العمل وتطويره وتحديثه، وإنجاز مزيد من اللوحات الفنيّة، وتقديم خدمات رسم الحناء عبر تطبيق إلكتروني أنشأته لهذه الغاية يحمل اسم «بلقيس حناء». سهير اليوسف، إحدى الفتيات اللواتي استفدن من مشروع التدريب الذي تنظمه بلقيس ووالدتها، تقول: «حصلت على دورة مجانية في تعلّم الرسم بالحناء على الجسم، وفي بداية الأمر كنت أفكّر أن الأمر بسيط وسهل، لكن خلال التدريب ظهر أن الرسم بالحناء دقيق جدًا لأن أي خطأ لا يُمكن إصلاحه».

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X