كيف يكون العمل هادفًا ؟

بقلم – د. رمزي روحاني
يجب أن يكون العمل، باعتباره النشاط الذي يشغل الجزء الأكبر من حياتنا، ذا معنى، ومصدرًا للسعادة ومساهمة من أجل تحسين المجتمع. يجب ألا يكون مجرد وسيلة لتلبية الاحتياجات والرغبات الشخصية، بل يجب أن يؤدي إلى خدمة الإنسانية. عندما يتم أداء العمل بروح الخدمة، يصبح في الحقيقة عبادة.
يمكن للشباب أن يلعبوا دورًا مهمًا، من خلال عملهم، في النهوض بمجتمعاتهم والعالم في نهاية المطاف.
ولمساعدتهم في هذا المشروع الهادف، نحتاج إلى مراجعة بعض نماذج العمل الاقتصادية المنتشرة على نطاق واسع؛ على سبيل المثال، تلك التي تقول بأن المنافسة تؤدي إلى الرفاه، وأن أداء الأشخاص أفضل عند الترويج لمصالحهم الذاتية، وأن أهم إنجاز في حياة المرء هو تراكم الثروة. يجب استبدال مفاهيم العمل الخاطئة هذه بمُثُل الخدمة والتعاون على الخير والاعتراف بأن التقدم الشخصي والمساهمة في رفاه المجتمع هي واجبات أخلاقية على كل واحد منا الالتزام بها، سواء أكان شابًا أم كهلًا، رجلًا أم امرأة. فيبقى السؤال دومًا: كيف نفعل ذلك؟
إن الفترة الحالية في تاريخ البشرية هي فترة انتقال من عالم منقسم وعنيف وممزق إلى حضارة عالمية نأمل أن تكون عادلة وموحدة. يمكن للجيل الصاعد، بل يجب عليه، أن يلعب دورًا حيويًا في هذه العملية بوسائل مثل اكتساب فهم صحيح لمفهوم العمل، وكذلك الالتزام بالسعي نحو الرفاه، على المستويين الشخصي والمجتمعي.
يتطلب إدراك الشباب والتزامهم بهذه الضرورات مشاركة مؤسساتنا التعليمية جميعها، بدءًا من المدارس، وكذلك الدعم المستمر من أولياء الأمور والمجتمع الأوسع.