فزعة قطرية لدعم استقرار لبنان وصحة تونس
المعونات الغذائية تعزز قدرات الجيش اللبناني لمواصلة مسؤولياته الوطنية
قطر تتصدر دول العالم في سرعة الاستجابة للنداءات الإنسانية والإغاثية
المساعدات القطرية تدعم القطاع الصحي التونسي لمواجهة تداعيات الجائحة
الدوحة- طارق المساعفة:
العمل العربي المشترك ظل على الدوام أولوية قطرية، ولقد حرصت قطر على إعلاء قيمته وتطبيقه على أرض الواقع بوقوفها في الصف الأول للدفاع عن القضايا العربية في شتى المحافل والمنابر الدولية، وكذلك مد يد العون والمساعدة للأشقاء في كل الظروف إيمانًا منها بأن التضامن العربي يتجلى في الأوقات الصعبة، فقطر الخير ومن قبل أزمة جائحة كورونا التي ضربت العالم أجمع كانت تهب لنجدة الأشقاء عند كل أزمة دون تأخر، أو إخضاعها إلى مبدأ الحسابات السياسية الضيقة .. ومع أزمة كورونا واصلت قطر مساعدة وإغاثة الأشقاء لدعم صمودهم في مواجهة الوباء الذي ألحق الضرر بالدول وأضاف عليها عبئًا جديدًا ضاعف من محنتها، وقد كانت المساعدات القطرية بشهادة الجميع دون مقابل أو شروط أو تحقيق مآرب خاصة، بل كانت تنطلق من قيم التضامن والتكافل والأخوة في مواجهة الأزمات.
فقطر كانت ولا تزال في مقدمة الدول التي تلبي النداء وتبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ولعل آخرها الفزعة القطرية المباركة إلى الأشقاء في لبنان وتونس.
وقد كان شهر يوليو الجاري شاهدًا على الغوث القطري إلى الأشقاء في لبنان وتونس. البلدين اللذين يواجهان أزمات متعددة، لم تنتظر قطر أن تُطلب منها المساعدة بل بادرت وعلى عجل كعادتها لإغاثة الأشقاء دون دعاية أو ضجة إعلامية، ولا شروط مسبقة، أو أهداف أو مصالح خاصة، بل كانت على العلن أمام الجميع مهداة للأشقاء للتخفيف عنهم من أزماتهم.
دعم قطري ثابت للبنان الجريح
لا يخفى على أحد الاستقطاب السياسي الذي يعيشه لبنان حاليًا ما تسبب بأزمات متعددة تضرّر منها الشعب اللبناني، وقد كان الموقف القطري من الأزمة اللبنانية واضحًا بضرورة الوصول إلى توافق سياسي يُرضي، بمشاركة جميع الأطراف وأن يكون الحل لبنانيًا، وقد طالبت قطر المجتمع الدولي بأن يترك الحوار حول القضايا الداخلية للشعب اللبناني ووعيه وإدراكه وقواه الحية، وهو قادر على حل أزماته السياسية بينما كل ما يحتاجه هو الدعم الإغاثي لأنه يواجه أزمات متلاحقة، تتطلب من الجميع مد يد العون الفوري، فوجود لبنان قويًا ومستقرًا وسيدًا لقراره مصلحة عربية وإقليمية ودولية.. ووقفت قطر على الدوام إلى جانب الأشقاء في لبنان، وكان لها تأثير كبير في استقراره ودعم صموده أمام المحن التي تواجهه، وأكدت قطر في كل محفل ومناسبة على التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق انطلاقًا من روابط الدم والقربى والتاريخ المشترك، وقد هبت لنجدته في محنته بعد انفجار مرفأ بيروت الكارثي وتداعيات الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها في ظل تفاقم جائحة وباء كورونا، فلبنان الذي يمر بظروف حرجة وجد بلسم العلاج لدى أشقائه في قطر التي بادرت فور وقوع الكارثة بمد يد العون وتنفيذ تدخل إنساني عاجل لصالح الأشقاء للتخفيف من مصابهم، كذلك إطلاق حملة لبنان في قلوبنا ومشاركة قطر على أعلى المستويات في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار لبنان، الذي دعت إليه فرنسا والأمم المتحدة، فرسالة قطر إلى الأشقاء في لبنان واضحة ولا تحتمل التأويل بأن مصابكم مصابنا وأننا لن نتخلى عن واجبنا في تقديم الدعم للبنان الجريح.
الجيش اللبناني صمام أمان لبنان
الجيش اللبناني هو المؤسسة التي توحد الشعب اللبناني حاليا وهو صمام امن واستقرار اللبنانيين، فلقد ظل على الدوام بعيدًا عن التجاذبات السياسية والمصالح الحزبية والاستقطاب لعل اختيار قطر الجيشَ اللبناني لتقديم العون له كان رسالة للبنانيين أنفسهم بأن معونات قطر ليست مقدمة لجهة دون أخرى إنما هي لكل اللبنانيين فالدعم القطري الأخير للجيش اللبناني ب ٧٠ طنًا من المواد الغذائية شهريًا لمدة عام، جاء في الوقت المناسب وشكّل دعمًا قويًا يعزز قدرات الجيش في الصمود والاستمرار بمسؤولياته الوطنية، فمبادرات قطر ومواقفها ومساعداتها علامة فارقة في الذاكرة اللبنانية حيث الدوحة لم تربط دعمها ودورها الإيجابي بأي مصالح أو أجندات سياسية خاصة في لبنان، فالجميع في لبنان رحب بالمساعدة القطرية للجيش فلبنان.
معونات طبية عاجلة لتونس
انطلاقًا من إيمان قطر بأهمية العمل القائم على مبدأ التعاون والشراكة في مواجهة وباء فيروس كورونا «كوفيد 19»، واصلت قطر إرسال المساعدات الطبية إلى الأشقاء والأصدقاء حول العالم، فالمعونات القطرية وصلت قارات العالم أجمع وكان لها أثر إيجابي في دعم استجابة تلك الدول لمواجهة الجائحة، وقد أرسلت قطر قبل أيام إلى الجمهورية التونسية الشقيقة مساعدات طبية عاجلة دعمًا للجهود التي تبذلها تونس في مكافحة كورونا، حيث تضمنت المساعدات مستشفى ميدانيًا بسعة (200) سرير مجهز بجميع المستلزمات الطبية، بالإضافة إلى عدد (100) جهاز تنفس اصطناعي، وجاءت هذه المساعدات في إطار سياسة دولة قطر التي تقوم على تعزيز التضامن والتعاون الدوليين لمواجهة وباء كورونا وكذلك في إطار توطيد الروابط الوثيقة وعلاقات التعاون التي تجمع البلدين الشقيقين، و لطالما وقفت قطر مع الأشقاء والأصدقاء حول العالم، فمن باب المسؤولية تجاه الأشقاء لبّت الدوحة النداء ووقفت إلى جانب الأشقاء في تونس في محنتهم ولم تتردد في الاستجابة العاجلة لنداء الاستغاثة، الأمر الذي كان له وقع طيب لدى أهلنا في تونس على الصعيدين الرسمي والشعبي، حيث أشاد دولة رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالنيابة في الجمهورية التونسية، بالعلاقات الوثيقة والنموذجية التي تجمع بين دولة قطر وتونس وأثنى على وقوف دولة قطر مع تونس خصوصًا في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19)، فقطر الخير ومن خلال المساعدات الطبية العاجلة للأشقاء تبعث برسالة طمأنة لأهلنا في تونس أننا نقف معهم في محنتهم ونشد من أزرهم وندعم صمودهم في مواجهة الجائحة، وكلنا ثقة أن تونس الخضراء ستقف شامخة وستتجاوز هذه المحنة وستعود قوية كما كانت.
الوقوف مع الأشقاء في الأوقات الصعبة
المواقف القطرية تجاه الأشقاء في تونس تؤكد حقيقة أن قطر داعم دائم لتونس في الأوقات الصعبة، فرغم انشغالها، ككل بلدان العالم، بمحاربة وباء كورونا، برهنت دولة قطر على ريادتها في العمل الإنساني من خلال المساعدات الطبية المهمة، فمنذ ظهور الجائحة، وجدت تونس لدى شقيقتها دولة قطر كل المؤازرة والمساندة، حيث تتالت المبادرات القطرية الإغاثية للأشقاء في تونس في ثلاث مناسبات منذ بدء الجائحة، الأولى كانت شحنة من المساعدات الطبية العاجلة لدعم المؤسسات الصحية بتونس، والثانية مستشفى ميداني لعلاج الحالات الحرجة مقدم من وزارة الدفاع إلى نظيرتها التونسية مجهز ب 100 سرير و20 جهاز تنفس اصطناعي، ثم المبادرة الأخيرة بإرسال طائرة تحمل مستشفى ميدانيًا بسعة 200 سرير مجهز بجميع المستلزمات الطبية و100 جهاز تنفس صناعي، فقطر أكدت بالأفعال لا بالأقوال أنها لن تترك تونس وحدها في محنتها بل تقف معها وتعزز صمودها بالإرسال المتواصل للمساعدات الطبية العاجلة، فليس مستغربًا على قطر الخير والمحبة أن تمد يد العون للأشقاء والأصدقاء حول العالم لمواجهة الفيروس، رغم انشغالها بحربها الوطنية ضد الوباء، فهي حملت هموم الأشقاء والأصدقاء محمَل الجد، وهبت لدعمهم إيمانًا منها بأن الحرب على هذا الوباء ليست مسؤولية فردية بل هي واجب إنساني.