الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، ومن الرخص الشرعية ما يترخص به المُسافر من قصر الصلاة والفطر وغيرهما.
وقد اتفق العلماء على أن من استوطن بلدًا، أو عاد إلى بلده من سفر لا يجوز له الأخذ برخص السفر، لأنه مُقيم.
واتفقوا أيضًا على أن من لم ينوِ الإقامة في بلد سافر إليه يترخص حتى يرجع إلى وطنه.
واختلفوا في الذي نوى الإقامة ما مدة ترخصه، فأقل عدد قيل أربعة أيام، وقيل غير ذلك، واستدلوا بأحاديث وآثار فيها إخبار بمدة ترخص فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقط، وهي متفاوتة في العدد، من أربعة أيام إلى أكثر من ذلك، فلا دليل فيها على تحديد المدة بزمن.
والراجح أن الأمر راجع في المسألة إلى العرف، فالذي يعتبر في العرف مسافرًا يترخص حتى يرجع، طال سفره أم قصر، لعدم وجود نص أو إجماع في المسألة، وليست مما يثبت بالقياس. والله أعلم