المحليات
ضرورة تبني منهج فكري سليم عن أنفسنا والمجتمع

التفكير الإيجابي طريق النجاح

يسعى الإنسان مهما كان عمره، ومهما كان الزمان أو المكان الذي يعيش فيه إلى أن تكون حياته وحياة من حوله مليئةً بالسعادة والرفاهية والنجاح المُتواصل في شتى مجالات الحياة، ولذلك يُحاول جاهدًا أن يجلب لنفسه ولغيره الخير والمصالح الماديّة والمعنويّة وأن يدفع عن نفسه الضر والمفاسد، وإن ما يمكن الإنسان من الوصول إلى مراده أن يقوم بادئ ذي بدء بتحسين مستوياته الفكريّة، وذلك بتبني منهج فكري سليم عن نفسه ومُجتمعه وعن الحياة بصفة عامة، وأن يدرب نفسه على التخلي عن الأفكار السلبيّة التي تحدّ من قدراته.
ومن هنا ندرك أهمية التفكير الإيجابي، فالإنسان يستطيع أن يقرّر طريقة تفكيره، فإذا اختار أن يفكر بإيجابية يستطيع أن يزيل الكثير من المشاعر غير المرغوب بها التي ربما تعيقه عن تحقيق الأفضل لنفسه، كما يرتبط الاتجاه العقلي الإيجابي ارتباطًا وثيقًا بالنجاح في كل مجال من مجالات الحياة.

إن معرفتنا لتفاعل العقل الواعي والعقل الباطن سوف تجعل الإنسان قادرًا على تحويل حياته كلها، فعندما يفكر العقل بطريقة صحيحة، وعندما يفهم الحقيقة وتكون الأفكار المودعة في بنك العقل الباطن أفكارًا بناءةً وبينها انسجام وخالية من الاضطراب، فإن القوى الفاعلة العجيبة سوف تستجيب وتجلب أوضاعًا وظروفًا مُلائمة وأفضل في كل شيء، ولكي يغيّر الإنسان الظروف الخارجية فإنه يتعين عليه أن يغيّر السبب، والسبب هو الطريقة التي يستخدم بها الإنسان عقله، وهو الوسيلة التي يفكر بها الإنسان ويتصوّرها في عقله.
ولكي يُحقق الإنسان النجاح ويعيش سعيدًا ويحيا حياة متوازنة يجب أن يشمل التغيير طريقة تفكيره، وأسلوب حياته، ونظرته تجاه نفسه والناس والأشياء والمواقف التي تحدث له والسعي الدائم إلى تطوير جميع جوانب حياته، بالإضافة إلى تعلمه أن التغيير يحدث أولًا في داخل الإنسان نفسه وفي الطريقة التي يُفكر بها.

يتصدر العوامل المسببة للاضطرابات النفسية

الغضب والانفعالات السلبية .. الأسباب والعلاج

يعتبر التحكم في انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الإنسان في حياته ويستطيع أن يتوافقَ مع نماذج البشر على اختلاف طباعهم وأخلاقهم، وأيضًا لكي يتجنب ما يُسببه الغضب من اضطرابات نفسيّة وعضوية متعدّدة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك، الذي يحصد الإنسان بسببه خصومات وعداوات كثيرة.
ويتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المُسببة للاضطرابات النفسيّة والتشوش الذهني وإهدار طاقات الناس النفسيّة والبدنيّة، وهو أيضًا من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعيّة، وهناك حقيقة لا تقبل الجدل تقول إنه لا ينال العلا من كان طبعه الغضب، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها.

 

4444

ويتفق معظم علماء النفس على أن الغضب ضرورة لحماية النفس من عدوان العالم الخارجي، ولكن عندما يصبح الفرد سهل الاستثارة يغضب لأتفه الأسباب وتزداد حدة انفعالاته لفترات طويلة فإنه سوف يعاني من أعراض التوتر المُستمر والقلق المُزمن وضعف التركيز والإعياء الذهني والبدني وفقد الرغبة في الاستمتاع بالحياة، مع بعض الأعراض الاكتئابيّة.
كما أن الغضب مثل البخار المضغوط في إناء مُحكم إذا لم يجد منفذًا لخروجه فإنه يصيب الفرد بمرض أو أكثر من تلك المجموعة المُسماة بالأمراض النفس- جسمية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبي والصداع العصبي المُزمن، ويعبر البعض عن ذلك بأن الغضب إذا لم يخرج فسوف يستقر فى الأحشاء.
وإذا أراد الإنسان أن يتخلصَ من الغضب ويسيطر على انفعالاته فهناك طرق عديدة منها التزام الاستغفار والتعوّذ من الشيطان الرجيم، فإنها تهدئ النفس وتساعد على العودة إلى الحالة الطبيعيّة، والتغيير من الوضعية التى يكون عليها الإنسان والذهاب للوضوء فإنه لا يطفئ النار إلا الماء، والتنفيس عن الطاقة المولدة في الجسم، وذلك بتوظيفها وإشغالها بعمل مُفيد ومحبب للنفس، وممارسة التمارين الرياضيّة لأن النشاط البدني يقلل من الضغط العصبي، كما أنه من المهم أن يتعلم الإنسان التسامح ولا يحمل الضغينة والحقد على الآخرين، والعمل على طرد المشاعر السلبيّة من التفكير، واستخدام فن الفكاهة لطرد الغضب والعصبية من النفس.
وإذا أراد الإنسان التدريب على هذا المنهج، عليه في نهاية كل يوم أن يجلس فى خلوة علاجية مُسترخيًا على مقعد مُريح، وأن يأمر ذهنه بطرد كل الأفكار السلبيّة والهموم، وأن يتأمل منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الآخرين والمواقف العملية المُثيرة للغضب.

استشارات.. الخوف المرضي عند الأطفال

تسأل إحدى القارئات: لدي طفلة عمرها 5 سنوات، تعاني من الخوف الشديد من أي أمر، حتى تخاف من ركوب الألعاب في الحدائق أو المولات، ما علاج مثل هذه الحالة؟

الإجابة: ظاهرة الخوف عند الأطفال تُقلقُ الكثيرَ من الآباء والأمَّهات، ولكن هذا أمرٌ طبيعيٌّ في الطفل، وهذه المخاوف تتكوَّن أثناء الطفولة المُبكرة نتيجة تعاملهم مع البيئة وتأثرهم بالنمط الحضاري لهذه البيئة، وما فيها من مفاهيم وعادات، وأساطير ومواقف.
إن الكثيرَ من النَّاس يعتقدُون أن إزالة المخاوف من ذهن الطفل تكون بإبعاده عن مصادر الخوف، وهذه تعتبر مسألةً غير واقعية وقد تعمل على تأجيج الشعور بالخوف، وخير وسيلة هي أن يتم تعويد الطفل على مواجهة مواقف الخوف، فيُصبح من الممكن التحكم به.
– عند توجيهك ملاحظة لها أو رسالة ما عن مخاوفها، عليكِ بتوجهيها بطريقةٍ صحيحةٍ، فلا تقولي لها لا تكوني طفلة، لا تخافي، انظري إلى قريبتك فهي لا تخاف، فكلها عبارات توجيهية سلبية التأثير، فما الذي سيجعل طفلتك تفهم أنه من غير الصحيح أن تُظهر لكِ خوفها، وتشاركك مخاوفها، عرفيها أن كل شيء طبيعي، وأنه من المقبول التَّعبير عن مخاوفها، ومُشاركتك إياها.
– حاولي أيضًا أن تُبعديها عن مشاهدة أفلام الكرتون المخيفة، فهذه قد تزيدها تعقيدًا، وتُضاعف من حالتها، وتجنَّبي تخويفها بالأشباح أو ما شابه ذلك، فالطفلة قد لا تتحمل سماع مثل هذه القصص.
– اتركي طفلتكِ تُعبِّر عن مخاوفها بصراحة، واسأليها على انفراد ما الشيء الذي يُقلقك أو الشيء الذي يُضايقك؟ فلعلها تتكلَّم لكِ عن سبب خوفها، وأنا أطمئنك مرةً ثانية أن حالة طفلتك حالة عابرة تحتاج إلى صبر، ومثل هذه الحالات العابرة ستزول حتمًا مع نمو الطفل، وتطور قواه العقلية، ولكن بشرط أن يُحاط بعنايةٍ ورعايةٍ، وحمايةٍ وتوجيهٍ خلال هذه المرحلة.
حاولي أن تُعوِّدي طفلتك الاعتماد على نفسها تدريجيًا خُطوةً خُطوة، واعلمي أن الإكثار من العطف الزائد والرعاية الزائدة يجعل ضررها أكثر من نفعها، كذلك حاولي أن تضعي لطفلتك برامج ثقافية هادفة، تعمل على تنمية مداركها، بدلًا من أفلام الكرتون التي تُثير قلقها ومخاوفها.

التفكير الإيجابي:

– لا تستسلم أبدًا للفشل.
– كُن على يقين بأن التغيير الحقيقي يبدأ أولًا من داخلك.
– أسعد شيء في الحياة أن تكون مُقتنعًا بأن تكافح للحصول على كل ما تستحقه.
– عندما تغيّر تفكيرك فأنت تغيّر عالمك بأكمله.
– لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمرّوا بمحطات التعب والفشل واليأس.
– عند كل مشكلة ابحث عن الحلول لا عن الأعذار.

همسات :

– عندما يكون الأطفال في حاجة إلى التعبير عن أمور تخصهم يجب على الآباء والأمهات الاستماع إليهم ومحاولة إدراك وجهات نظرهم.
– ملاحظة تصرفات الأبناء وسلوكهم مع بعضهم بعضًا والإصلاح في ذلك قدر الاستطاعة.
– اغرس في الصغير احترام الكبير وفي الكبير العطف على الصغير.
– لا تَعِد الأطفال بموعد ثم تخلفه ولا تكذب ع ليهم فإنهم يتعلمون منك.
– التدريب وتعويد الأبناء على الطاعات وأعمال البر منذ الصغر.
– ينبغي على الزوجين تخصيص وقت مُعين خلال اليوم للعب مع الأطفال وتعليمهم بعض المهارات المُفيدة.
– الاحترام المتبادل بين الزوجين يساعد في توفير الأمان اللازم للعائلة كلها.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X