بلا عنوان
انتشرت الألعاب الإلكترونيّة في الفترة الأخيرة، وهي لا تخلو من مخاطر صحيّة ونفسيّة قد تُصيب ملايين الشباب في أنحاء العالم بدرجات من الإدمان، الذي يؤدّي بطبيعة الحال إلى الانطواء والاكتئاب وارتفاع درجة التوتر والقلق وغير ذلك من الأعراض الصحيّة الأخرى، وهناك عدد من مُسميات هذه الألعاب التي ظهرت مؤخرًا، التي أدمنها الكثيرون، وتدفع أصحابها أحيانًا إلى الانتحار أو ارتكاب أعمال عنيفة.
وبالتالي فإن حذف مثل هذه الألعاب ليس حلًا، حيث إن المخاطر المُحيطة بالكيان الأسري كثيرة، فمُجتمعنا منفتح على العالم، لذا الحل واضح وهو التوعية والتحصين والتربية الصحيحة، فحرمان الطفل وإلغاء ألعاب الفيديو بشكل تام من غير توفير البدائل لن يُجدي نفعًا، لأنه يزيد من قيمتها عنده.
كما أن الجهات المعنيّة والمُجتمع لهما دور فاعل في توفير البدائل، وذلك بتزويد المناطق السكنية بالأندية الرياضية والمكتبات الثقافية التي تبعد جيل الشباب عن جو الألعاب الإلكترونية، وهنا لا ننسى العمل على تنمية الوازع الديني في الأبناء وإشعارهم بمُراقبة الله في مراحل الطفولة المُبكرة وإتقان فن الحوار معهم وإشعارهم بالأهمية وتعزيز البدائل لديهم لتكون كحائط سد في وجه انحراف الأبناء الفكري.
وللأسف الشديد نرى بعض الأسر تقف مكتوفة الأيدي أمام تأثير ألعاب الصغار التي استولت على حياتهم، وجعلت الكثير منهم يفقد بهجة الحياة ولذة الواقع، كونهم يعيشون في عالمهم الافتراضي وسط ضجيج هذه الألعاب، حتى وصل الأمر إلى سيطرة هذه الألعاب وما تحمله من جديد في تقنياتها وصورتها وغيرها من التفاصيل على حديث الأطفال مع بعضهم بعضًا والكثير من المراهقين سواء داخل المنزل أو المدرسة بشكل مُخيف.
لذلك من الضروري تعزيز أهمية الحب والتفاهم والحزم في الوقت نفسه دون عنف والسماح للطفل بممارسة إحدى ألعابه المُفضلة ساعة واحدة في اليوم على أن تحتوي على عناصر الذكاء والإبداع بعيدًا عن ألعاب العنف والقتل، وبالتأكيد للأسرة عامل في تفاقم هذه الإشكالية بترك الأبناء داخل البيت لساعات طويلة أمام هذه الألعاب دون أن يدركوا مخاطرها الحقيقيّة النفسيّة والسلوكيّة، فالأهل هم عنصر الأمان لاحتواء أبنائهم والحدّ من سيطرة هذه الألعاب على عقولهم وتفكيرهم.