الدوحة- أشرف مصطفى:
كشف الفنّانُ أحمد سلطان لالراية عن الانتهاء من مشروعه الفنّي الموسوعيّ «الألف وجه» الذي يستهدف به دخول موسوعة جينيس العالميّة للأرقام القياسيّة، حيث قام برسم ألف لوحة بها ألف وجه متبعًا في ذلك ما هو أشبه للمدرسة التعبيرية، وسيصدر سلطان كتابًا قريبًا يتضمن اللوحات بأحجام مُختلفة مع تعليقات من أحد النقاد المُتخصصين.
وأشار سلطان إلى أنّه بدأ هذا المشروع العام منذ حوالي 3 أعوام، وأوضح أنه اختار الوجوه لأنها المعبّر الأهم والأبرز عن الإنسان، فهي المرآة التي يظهر عليها ما يجول بخاطره من انفعالات ومشاعر وأحاسيس، وقال سلطان: الوجوه الألف مُختلفة تمامًا فلن تجد فيها وجهَين متشابهَين، وهنا نقطة التحدي، مُشيرًا إلى أنه يرسم هذه اللوحات بالقلم الجاف الأسود ضمن المدرسة التعبيريّة. وعن الكتاب قال: سيتضمّن اللوحات الألف بأحجام مختلفة، فسيكون فيه 100 لوحة كبيرة، كلُّ لوحةٍ على صفحة كاملة مرفقًا معها تعليقات من ناقد مُتخصص، وبقية الوجوه ستكون بأحجام صغيرة جدًا بحيث يشتمل الكتاب على الوجوه الألف بشكل فني مميّز.
وأوضح أنه يعمل حاليًا على رسم لوحات كبيرة أخرى غير لوحات الألف وجه هذه بأسلوب التلوين الكليرك. مُشيرًا إلى أنّه يعرض أعماله لجمهوره على إنستجرام، حيث إنَّ التواصل مع الجمهور عبر تلك النوعية من المنصّات الحية هو الحلقة الأهم لكل فنان، فالأعمال الفنيّة إنما تستهدفُ الجمهور وتُقدّم إليهم. ويتميز المشروع الفني الجديد بتفرده من حيث اختلاف شكل الأعمال رغم اتفاقها في ذات الموضوع، وكذلك اتّباع نفس المدرسة الإبداعية إلا أنّ تفرّد كل عمل عن الآخر إنما يؤكد على الاختلافات الكُبرى التي تميز الناس عن بعضهم رغم تشابههم في كثير من الصفات، وخصوصًا أننا نعيش في عصرٍ به من التعددية الثقافية المتاحة للجميع، ما أدخلنا عصر العولمة التي أصبح بها الإنسان يعيش داخل قرية صغيرة، وبات لزامًا عليه أن يتقبل تلك الاختلافات الإنسانية التي يعيش معها حتى وإن كان الأمر رغمًا عنه. وحول الواقع التشكيلي الحالي، أشاد الفنان أحمد سلطان بالحراك التشكيلي الذي تشهده الساحةُ القطرية، مُؤكّدًا أنّ الساحة خلال الأعوام القليلة الماضية أفرزت أعدادًا كبيرة من المواهب القطريّة، وقال: بدأنا نرى أعمالًا مميّزة وأفكارًا جديدة وجميلة من هؤلاء الشباب، الأمر الذي يبشر بالخير في المستقبل التشكيلي، وثمن سلطان الدور الكبير الذي لعبته الدولة في توفير المُناخ الصحي والأجواء المُناسبة لازدهار الفنّ التشكيلي، وهو ما كان له الأثر الأكبر في هذا الانتعاش والزخم اللذين نراهما، والوجوه الجديدة التي ظهرت.
وتابع: إنّ تزامن عمل مبنى مطافي بقاعاته المُختلفة، وكذلك قاعات كتارا إلى جانب الجاليريات الخاصة وغيرها إنما هو دليل على الاهتمام بالفن التشكيلي، وهذا أمر يُحمد للجهات المعنيّة، وأعرب سلطان عن أمنياته أن يخرج الفن التشكيلي للعالمية سواء بتكثيف المشاركات الفنية القطرية في الخارج أو تنظيم الاحتفاليات العالميّة في مجال الفنّ التشكيلي بالداخل، وأكّد في هذا الشأن على أهمية توفير قاعات على مساحات واسعة من أجل التمكن من تنظيم بينالي قطري سنوي يُدعى إليه فنّانو العالم للمشاركة، وتقديم أعمال خاصة للبينالي القطري تكون بمثابة مُقتنيات يقدّمها كلُّ فنان، سنويًّا، على غرار الكثير من البيناليات العالمية التي يشترط على كل فنان مشارك بأعماله في البينالي أن يرسم لوحتَين خاصتَين للبينالي، وهذه فكرة مميّزة جعلت تلك البيناليات لديها ثروة من المقتنيات الفنيّة العالميّة.