قطر تلعب دور صانع السلام في أفغانستان
الدوحة عنصر استقرار في جنوب آسيا والخليج وآسيا الوسطى
واشنطن وطالبان اختارتا قطر للمحادثات بسبب حيادها
الدوحة- جنان الصباغ:
أشاد موقعُ «ذا سياسات ديلي دوت كوم» الإلكتروني الهندي في مقال له أمس بالدور البارز الذي لعبته قطر، والذي فتح للعالم نافذة ذات مصداقية للتحدّث مع طالبان والتفاوض معها.
يقول الموقع: برزت قطر باعتبارها عنصرَ استقرار في المنطقة الجغرافية الاستراتيجية بأكملها – جنوب آسيا والخليج وآسيا الوسطى حيث تقع أفغانستان – ما فتح نافذة ذات مصداقية للعالم لمشاهدة طالبان والتحدث معها. فمنذ 29 فبراير 2020، وهو اليوم الذي وقعت فيه الولايات المتحدة اتفاقية مع طالبان في الدوحة، لعبت قطر دور صانع السلام في أفغانستان. بحيث تمكّنت الدوحة منذ فترة طويلة من إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وطالبان. كما سمح لطالبان بفتح مكتبٍ لها في العاصمة. ويقول الموقع: اختارت كل من الولايات المتحدة وطالبان قطر لبدء المحادثات بسبب حيادها في المنطقة. كما وجدت حركة طالبان، بفصائلها المختلفة وقادتها العديدة، قطر حليفًا مناسبًا. هذا التقارب بين القوى المتصارعة في المسرح الأفغاني جعل قطر أرضًا محايدة. ربما، والأهم من ذلك، أنها ظهرت كشريك جدير بالثقة ووسيط موثوق به بين العالم وحركة طالبان.
قد تكون كابول في الأخبار، لكن الدوحة هي التي أصبحت المغناطيس الذي جذب كلًا من اليابان إلى الهند والدول الأوروبية لبدء حوار مع طالبان. وكان آخر ما حدث في هذا النشاط الدبلوماسي المحموم هو المملكة المتحدة التي أرسلت وزير خارجيتها دومينيك راب لإجراء محادثات في قطر على أعلى المستويات.
ويضيف الموقع، سبق زيارة راب إلى الدوحة الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني المعني بالانتقال الأفغاني، سيمون جاس. وكان جدول أعمال محادثات جاس توفير ممر آمن للأفغان الذين تحالفوا بشكل وثيق مع المملكة المتحدة على مدى السنوات العشرين الماضية. وكان ذلك أول اجتماع دبلوماسي علني بين طالبان والمملكة المتحدة. وحددت المملكة المتحدة ما لا يقل عن 150-250 فردًا مع عائلاتهم الذين يتعين نقلهم. إلى جانب الممر الآمن للأفغان.
قبل يوم واحد فقط وصل وفد وزارة الخارجية الهولندية إلى الدوحة لمناقشة العمليات في مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، وكذلك إجلاء الأجانب وبعض الأفغان. والتقت وزيرة خارجية هولندا سيجريد كاج مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري. كما نقلت هولندا سفارتها الأفغانية إلى الدوحة. في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء اليابانية كيودو نيوز بأن وزارة الخارجية اليابانية أعلنت، الأربعاء، افتتاح مكتب مؤقت في الدوحة. يأتي ذلك في أعقاب قرارها إغلاق سفارة كابول بعد الحرب الخاطفة لطالبان في يوليو وأغسطس. وسيترأس مكتب الدوحة سفير اليابان في أفغانستان تاكاشي أوكادا.
وأضاف موقع سياسات: إنه وفي إطار مساعي تركيا للتواصل مع طالبان بشكل أكثر فاعلية، التقى السفير التركي في قطر مصطفى كوقصو بممثلي طالبان في الدوحة. كما التقت الهند، مع طالبان هذا الأسبوع. والتقى السفير الهندي ديباك ميتال برئيس المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، شير محمد عباس ستانيكزاي، لبحث عددٍ من القضايا التي تقلق الهند.
تناول ميتال اهتمامات هندية أخرى مثل حماية الأقليات في أفغانستان وكذلك العمليات في مطار كابول. وأكّد موقع سياسات أنّ الدوحة برزت مرة أخرى في مسرح المُحادثات الهندية حول الوضع الأفغاني، قبل أسبوعَين تقريبًا، زار وزير الشؤون الخارجية الدكتور جايشانكار العاصمة القطرية لإجراء محادثات حول السيناريو الأفغانيّ.
المفارقة هي أنّه على الرغم من أن الدول تستعد للتحدث مع طالبان، إلا أنها لم تتعهد بمنحها الاعتراف. ومع ذلك، في الوضع الأفغاني سريع التطور، من الواضح أن الجميع يتّجهون إلى الدوحة من أجل حلّ.