المنبر الحر
العالم العربي يعجّ بالصفحات والمواقع التي تروّج لهما

السحر والشعوذة يغزوان مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم – د. حجازي خليل

زادت مؤخرًا الدعاية والترويج لأعمال السحر والشعوذة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبلغت مداها؛ بعدما كانت تتم بسرية تامّة، حيث ساهمت وسائل الإعلام في انتشار تلك الظاهرة، فصار التعامل مع السحرة سهلًا ميسورًا بلا خوف ولا حرج، وطرق التواصل معهم سهلة ميسورة بأرقام هواتفهم (ومُديري أعمالهم)، فتعالوا لنقف على أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة بطريقة مُريبة.

أوّل الأسباب وأهمّها هو الجهل، فكثير من الذين يصدقون المشعوذين ويذهبون إليهم يجهل حكم الشرع في ذلك، وإذا عرف الحكم لا يرتدع، ولعلّ السبب الرئيسي في ذلك هو قلة العلم، وقد روى أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد»، وهذا يبين لنا خطورة الذهاب والتصديق معًا.

ثانيًا: ضعف الإيمان، نتيجة الجهل بالدين.

ثالثًا: كثرة الوسائل المُعينة على انتشار السحر من القنوات الفضائية (وهي أخطرها)، ومواقع الإنترنت، وغيرها من الوسائل الحديثة.

رابعًا: الرغبة في كسب المال، حتى لو كان هذا الطريق يغضب الله تعالى.

فإذا اجتمع الجهل، وضعف الإيمان وأضيف إليهما الفراغ قاد ذلك إلى تصديق المشعوذين والذهاب إليهم.

خامسًا: ضعف العقوبات الرادعة: ففي كثير من البلدان يزاول هؤلاء أعمالهم دون رقيب عليهم، ولا تغلق قنواتهم، ولا تقيد صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا من أكبر أسباب انتشارهم والترويج لبضاعتهم وخداع العوام والجهلة بأعمالهم.

هنا لا بدّ من اتخاذ السبل الشرعيّة للوقاية من السحر والعين، والمسّ والحسد، وما شاكلها، بالتوبة، والاستغفار؛ فما يصيب العبد من بلاء إنما هو بسبب ذنوبه، فإذا تاب صُرف عنه ذلك، وأيضًا قوة التوكل على الله، واليقين بأنه وحدَه هو النافع الضار؛ فالتوكل من أعظم الأسباب لدفع البلايا ورفعها «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»، «الطلاق: 3»، كذلك سلامة العقيدة من التلبُّس بالشرك والبدع؛ فذلك حصن حصين بإذن الله، ويعني ذلك ابتعاد المسلم عن كل ما يضعف إيمانه ويقينه، وأيضًا الطهارة؛ فإن الشياطين تنفر منها ومن أهلها، حيث يجب تطهير المنزل من الصور، والتماثيل، والكلاب، وآلات اللهو، وأجهزة الفساد.

أيضًا الدعاء؛ فإنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وكثرة قراءة القرآن في المنزل، وخصوصًا سورة البقرة.

وأن يقول الإنسان إذا رأى ما يعجبه من نفسه أو من ولده أو غير ذلك: تبارك الله، ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله.

كذلك فإن التوكل والثقة بالله من أعظم الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق، وعدوانهم؛ فإن الله هو حسبه وكافيه، ومن كان الله كافيه، وواقيه فلا مطمع فيه لعدوّه من الجنّ والشياطين.

وتجريد الخوف لله وحده، وترك الخوف من غيره، وأخيرًا الحرص على الاستعاذة بالله.

العلامات

تعليق واحد

  1. أشكرك على المقالة ،
    فعلا
    لاعت كبودنا من هذا الانتشار
    ويجيك أحدهم يعرض خدماته (الشيطانية) للملأ بدون
    حسيب أو رقيب !
    ليش ما يتم تفعيل الرقابة من الحكومة
    على مثل هذه الحسابات
    التي تنخر في لبنة المجتمع
    وتسبب الأذى المبهم للناس
    ويصل بالمسحور للعلاج من طبيب عام لطبيب نفسي
    وبعد سنوات يكاشف أن ما أصابه
    كان سحرا ! رحلة أليمة لا يوجد لها تعويض في المحاكم البشرية
    خصوصا أن السحر يعمل في الخفاء
    فكيف تستطيع اثبات أركان الحريمة المادية والمعنوية ؟؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X