المنبر الحر
ضربة للقضية الفلسطينية .. ويشكل خطرًا على الأمن القومي العربي

انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي

في خُطوة كارثيّة، استطاعت إسرائيل الانضمام رسميًا إلى الاتحاد الإفريقي، بصفة عضو مُراقب، رغم أنّ إسرائيل ليست دولة إفريقية. قدّم السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا، أليلي أدماسو، أوراق اعتماده كمُراقب في الاتحاد الإفريقيّ إلى رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فقي محمد، في مقرّ المنظمة في أديس أبابا. العلاقات بين إفريقيا وإسرائيل كانت في حالة من التوتّر منذ ستينيات القرن الماضي على خَلفية اندلاع حركات التحرّر الوطني في القارة السمراء وتصاعد الصراع العربي الإسرائيلي.

دفعت الحروب الإسرائيلية مع الدول العربية عامَي 1967 و1973، إلى قطع الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكُبرى علاقاتها مع إسرائيل.

تتمتّع فلسطين بصفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، الذي شكلت بياناته الأخيرة فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني مصدر إزعاج لإسرائيل.

انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب بمثابة ضربة للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية، وسبق لإسرائيل أن حصلت على صفة مُراقب في منظمة الوحدة الإفريقية، قبل حلّ منظمة الوحدة عام 2002 واستبدالها بالاتحاد الإفريقي، حيث جرى إحباط مُحاولاتها لاستعادة هذه الصفة.

القارة الإفريقية عمومًا كانت ولعقود طويلة تصطفّ إلى جانب النضال الفلسطيني ومع حقوقه المشروعة.

انضمام إسرائيل للاتحاد الإفريقي لا يؤثّر في القضية الفلسطينية فحسب، وإنما يُشكل خطرًا على الأمن القومي العربي، خاصة في الدول العربية بالشمال الإفريقي، فالجميع يدرك أن إسرائيل توغلت بقوة في القارة الإفريقية بسبب إمكاناتها الاقتصادية والتكنولوجيّة، والدعم الدائم الذي تتلقاه من الولايات المُتحدة الأمريكية.

اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين وما نتج عنه من سياسات التطبيع مع دول عربية، خاصة دولًا خليجية، ساعد إسرائيل على التوغّل بالقارة الإفريقية.

إسرائيل تقيم حاليًا علاقات مع 46 دولة إفريقية. تأمل إسرائيل من الكتلة الإفريقية في الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية بأن تُصوّت بما يمنع اتخاذ قرارات مُعادية لها.

الأطماع والمصالح التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها، من أهمها: زيادة العلاقات والتنسيق مع الدول الإفريقية في مجالات الأمن، والحروب والنزاعات ودعم أنظمة ديكتاتورية، واستخدام الموارد الطبيعية والتكنولوجيا، والتطوير الزراعي وتحلية المياه، وتعزيز القدس عاصمة لإسرائيل من خلال محاولة إقناع دول إفريقيّة لنقل سفاراتها لها.

سياسة اختراق إفريقيا دأبت عليها جميع الحكومات في إسرائيل.

شعار أعلنه بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، ونصّه: «إسرائيل تعود إلى إفريقيا، وإفريقيا تعود إلى إسرائيل».

إفريقيا ودولها غنية بالموارد، والاستثمار فيها مهمّ سواء كان استثمارًا اقتصاديًا أو عسكريًا أو سياسيًا.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X