صحتك مع البحر …. اللياقة البدنية
النشاط الرياضي يساعد على إضعاف وقتل الخلايا السرطانيّة قبل أن تأخذ فرصتها في التكاثر

ما الذي يعنيه لك مصطلح اللياقة البدنيّة؟
حسب تعريف اختصاصي اللياقة الجسمانية والرياضة، فإن اللياقة البدنية تعني القدرة على أداء نشاط متوسّط إلى صعب الشدة، كتنظيف المنزل أو نقل الأثاث وغيرها، دون الشعور بالتعب، مع القدرة على مُواصلة تلك الأنشطة مدى الحياة.
حسب هذا التعريف، فاللياقةُ البدنيّة لا تتطلب أن تصبحَ عداءَ مسافات طويلة أو سباحًا ماهرًا، بل القدرة على أداء أعمالك اليومية مهما كان عمرك، بحيوية ودون إجهاد يذكر. يعطي التعريف السابق الفرصة لمُمارسة النشاط الجسماني بلا قيود ودون إلحاق الأذى بك أو تعرضك لإرهاق غير طبيعي أثناء تأدية النشاط، وكذلك الاستفادة من النشاط الرياضيّ.
الفوائد الجسمانيّة
بكل بساطة النشاط الرياضيّ مفيدٌ للجسم، وتشمل فوائده ما يلي:
١- تحسين أداء القلب والشرايين: التمارين الهوائية المنتظمة تخفض الكوليسترول وتزيد من كَمية الدم، وبالتالي زيادة الأكسجين المُتدفق إلى القلب، وتقوي بذلك عضلة القلب، وتقلل من ضغط الدم، وتقاوم زيادة الوزن.
٢- تحفيز جهاز المناعة: أثبتت دراسات عديدة أن التمارين متوسطة الشدة تزيد من مستوى المناعة عدّة ساعات بعد الانتهاء منها. وأن التمارين المنتظمة والمعتدلة تؤدي إلى زيادة مطردة وثابتة في مُستوى المناعة.
٣- زيادة المرونة والقوة:
التمارين المنتظمة تجعل الكثير من الأعمال أكثر سهولة مثل حمل الأغراض المنزلية. كما أن رياضة حمل الأثقال طريقة فعّالة لتقوية العضلات والعظام. وكفائدة إضافية فقد يُلاحظ زيادة في نطاق الحركة ومداها، وتكون هذه الميزة واضحة عند ممارسة تمارين التمدد أو اليوجا بصفة روتينية.
٤- تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان:
لأن النشاط الرياضي يحفّز جهاز المناعة، فهو يساعد على إضعاف وقتل الخلايا السرطانيّة قبل أن تأخذ فرصتها في التكاثر، وتصبح ورمًا. وهناك العديد من الدراسات تؤيّد هذه الفرضية، وأخذت إحدى الدراسات بالحسبان العادات الغذائية وعادات أخرى تؤثّر في صحة المشاركين بالدراسة، ونتج عنها أن مُمارسة الرياضة المعتدلة والمنتظمة تقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 23 بالمئة.
الفوائد النفسيّة للنشاط البدنيّ:
١- اكتئاب أقلّ:
أثبتت الدراساتُ العديدةُ أن مُمارسة التمارين الرياضية شديدة كانت أم خفيفة لها تأثير
إيجابي في الاكتئاب الخفيف أو المتوسّط، حتى
بالنسبة لمن يعانون من اكتئاب مزمن
٢- قلق أقلّ:
أثبتت عشرات الدراسات حول القلق والتمارين الرياضية أنَّ النشاط الرياضي يُقلّل من حدة القلق بنفس الفاعلية التي تمنحها ممارسة التأمل أو طرق الاسترخاء الأخرى، لكن ما يميّز النشاط الرياضي عن غيره هو تأثيره الإيجابي حتى بعد الانتهاء من النشاط، خصوصًا لمن يعاني من قلق مزمن. وكلما مارست نشاطًا أكثر حصلت على نتائج أفضل.
٣- زيادة الثقة بالنفس والرضا عن الذات:
يزيد النشاط الرياضي والبدني من مشاعر الرضا عن الذات والقدرة على مواجهة التحديات. وهذه القدرة قد تكون نتيجة زيادة اللياقة البدنيّة، وتحسّن مظهرك الخارجي.
٤- صفاء ذهنيّ أكثر:
وجد الخبراءُ أن النشاط البدني يحسّن على الأقل ثلاثة معايير للذهن المتقد، وهي: سرعة البديهة والقدرة على فهم الأساليب والأشكال، والمهارات الرياضية، ويعتقد بعض الخبراء أن ضعف الأداء الذهني لدى كبار السن ناجم جزئيًا عن قلة وصول الدم إلى الدماغ. يزيد النشاط البدني من كَمية الدم المتدفق للدماغ ما يحسن من الأداء الذهني للمسن. كما بيّنت بعض الدراسات وجود علاقة بين النشاط الرياضي والتفكير الخلّاق.
معرفة مدة التمارين المناسبة
مما لا شك فيه أنّ النشاط البدني مفيد. لكن ما هي المدة أو كمية النشاط المناسبة لتحقيق الفائدة المرجوّة؟ ينصح الخبراء بعمل ثلاثين دقيقة من النشاط المتوسط الشدة يوميًا، والتي بإمكانك تقسيمها إلى ثلاث جلسات بواقع عشر دقائق من النشاط المفاجئ والسريع في كل جلسة.
ما الذي نعنيه بالنشاط المتوسط الشدة ؟ هنا ولحسن الحظ أنت لست مجبرًا على ارتداء ملابس معينة، أو استخدام أجهزة معقدة، أو أن تجهد نفسك حتى تتصبب عرقًا. رياضة المشي بحيوية وسرعة على سبيل المثال تمثّل نشاطًا متوسطًا، كما أن ركوب الدراجة أو السباحة أو تنظيف فناء المنزل وغيرها تعتبر من النشاطات المفيدة والمسلية.
وعلى الرغم من بساطة وفائدة تلك النصائح وسهولة القيام بهذه الأنشطة، فإن الكثير لا يقوم بأي نشاطٍ يُذكر.
ودمتم لي سالمين