قطر تدعم وصول التعليم لجميع الأطفال في مالي
المشروع يستهدف تسجيل 596597 طالبًا من غير الملتحقين بالمدارس
خليفة الكواري: تدريب المعلمين وتوفير البنية التحتية لتعليم ذوي الإعاقة
فهد السليطي: خطوة مهمة في سبيل دعم الجهود العالمية المشتركة

الدوحة- قنا:
وقّعت دولةُ قطر ممثلة بصندوق قطر للتنمية وجمهورية مالي ممثلةً بوزارة الاقتصاد والمالية، اتفاقيةً لمنح قرض بهدف دعم «برنامج الوصول إلى التعليم لجميع الأطفال في مالي»، وذلك بالتعاون مع مؤسسة التعليم فوق الجميع.
وتهدف الاتفاقية التي تم توقيعها – عبر تقنية الاتصال المرئي – إلى ضمان حصول الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في مالي على تعليم ابتدائي جيد تحت إطار جهود مؤسسة التعليم فوق الجميع الشريك الاستراتيجي المنفذ.
ويهدف المشروع إلى تسجيل 596597 طالبًا من غير الملتحقين بالمدارس في جميع أنحاء البلاد وضمان بقائهم على مقاعد الدراسة. كما يسعى البرنامج على وجه التحديد لدعم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس وغير القادرين على الالتحاق بالتعليم الابتدائي، بمن في ذلك الأطفال في المجتمعات البدوية والمناطق النائية، والأطفال الذين تجاوزوا السنّ القانونية للالتحاق بالمدرسة، والأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال استراتيجيات مبتكرة وفعّالة.
ويعمل مشروع «برنامج الوصول إلى التعليم لجميع الأطفال في مالي» -الذي يديره مركز تطوير التعليم، وينفذه تحالف من المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، بالتعاون مع وزارة التعليم الوطني في مالي، والهيئات المحلية والمجتمعات المستهدفة- على تعزيز الاستراتيجيات التي يجري العمل بها منذ فترة. وتقوم كل الأطراف داخل التحالف على تنفيذ عددٍ من المبادرات وَفقًا لاحتياجات المجتمعات المحلية.
وتشمل استراتيجيات المشروع: تسجيل الأطفال الذين لم يتم تسجيلهم بالمدارس في السنّ المناسبة، وإنشاء مدارس من فصل دراسي واحد في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وتوفير مدارس متنقلة للمجتمعات البدوية، ودمج المناهج الرسمية للتعليم الابتدائي في المدارس القرآنية، وتنفيذ برامج التعلم السريع للأطفال الذين تجاوزوا السن القانونية للالتحاق بالمدارس، حيث يتم تمويل المشروع من خلال آلية مبتكرة تجمع بين المساعدات والمنح والقروض لدعم وصول الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى التعليم.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري، مدير عام صندوق قطر للتنمية: «تقع على عاتقنا مسؤولية أن نضمن للأطفال أفضل الفرص لتأمين مستقبلهم، لدعم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في مالي، حيث يساهم صندوق قطر للتنمية في توفير البنية التحتية الملائمة لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتدريب المعلمين، وتوفير اللوازم المدرسية للفتيات والعائلات الفقيرة، وبناء مدارس جديدة، وإعادة دمج الأطفال الذين تجاوزوا السن القانونية للالتحاق بالمدارس الابتدائية».
من جانبه، أكد السيد فهد السليطي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع، على أن الاتفاقية التي تم توقيعها بين صندوق قطر للتنمية ووزارة التعليم الوطني في دولة مالي تمثل خطوة مهمة في سبيل دعم الجهود العالمية المشتركة لتقديم حلول تمويل مبتكرة وإحداث تأثير مستدام، لا سيما في الدول الفقيرة الأكثر تضررًا من أزمة تمويل التعليم العالمية.
وأضاف السليطي: «مع التركيز بشكل خاص على دعم الأطفال الأقل وصولًا إلى التعليم الابتدائي الجيد، بمن في ذلك الفتيات، والأطفال في المجتمعات النائية والبدوية، وذوو الاحتياجات الخاصة، نهدف إلى زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس، وبالتالي تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأطفال ومجتمعاتهم».
بدوره، قال سعادة السيد شيخ أحمد تيجاني دياكيتي سفير جمهورية مالي لدى قطر: «إن توقيع الاتفاقية يمثل تتويجًا للجهود التي بذلها الجانبان. وأود أن أشكر الجميع على هذه الجهود».
يذكر أن الأطفال المهمشين في مالي غالبًا ما يصطدمون بعدة معوقات تحول دون وصولهم إلى التعليم، مثل عدم توفر المدارس والمعلمين بالقرب من منازلهم، وانتشار الفقر، وانعدام الأمن، وتدني جودة التعليم، وإقحام الأطفال في الأنشطة الاقتصادية لدعم العائلة ماديًا. ومن خلال العمل على إزالة هذه المعوقات التي تحول دون الوصول إلى التعليم، يهدف المشروع إلى دعم «الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة»، وهو «ضمان التعليم العادل والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع».