واحة النفس.. صفحة متخصصة في الطب النفسي
الحوار يقود مركب الأسرة إلى بر الأمان
الحوار بين البشر أمر مهم وبين الزوجين أمر في غاية الضرورة، فالحوار وحده هو ما يضع النقاط على الحروف ويقود مركب الأسرة إلى بر الأمان، ويعد منشطًا للحياة الزوجية ومفرغًا لهمومها وموضحًا للكثير من الالتباس فيها.
فالحياة الزوجية التي لا تبنى على الحوار هي أكثر ضعفًا وهشاشة وأقل قدرة على الاستمرار، وإذا غابت لغة الحوار بين الزوجين ستحل مكانها لغة الصمت، وهي لغة الموت البطيء للمشاعر وللعلاقة الإنسانية والزوجية التي تجمعهما.
فالحوار الأسري ينير الدروب المظلمة والخفية بين الزوجين، والحوار لا يرتكز على أمر واحد بل حوار في كل شيء في الحياة.
كما أن الحوار يدفع جميع الأطراف للمشاركة ويصون حقهم في التعبير عن الرأي والرغبات، ومهما عظمت المشكلة ومهما استفحل تعطيل الحوار بين الزوجين هناك دائمًا أمل في الإصلاح، ولكن يتطلب أمرين ضروريين: الأول هو الرغبة بتغيير الوضع والانتقال إلى وضع أفضل يسوده جو الحوار، والثاني هو الإرادة والعزيمة وعدم التراجع والركوع أمام أي فشل في المحاولة.
وتتعدد أدوار الزوجة في حياة زوجها، فهي أم وصديقة وأخت وحبيبة، فكوني كل النساء في حياة زوجك، فهو يحتاج منك أحيانًا إلى عناية أم وليس زوجة، وهذا لقاء مهم يجدد ذكريات الطفولة ويثير مشاعر كانت موجودة وأساسية ومهمة بين الابن والأم ويحرك بين الزوجين فيضًا من الأحاسيس الثرية الدافئة.
وتتعدد أدوار الزوج في حياة زوجته، فهو الأب والأخ والابن والحبيب، فلتكن أيضًا الأب الذي يحرك طفولة زوجته، والأب وهو الحماية القوة- الرأي السديد الحزم- المسؤولية فتأوي بداخلك وتنتصر بك. ولنجعل التفاهم والحوار أساسًا لحياتنا ولنشعل شعلة في أول الطريق نحو بلوغ الهدف السامي بلوغ السعادة الأسرية بكل معانيها.
مستشارك الأسري
عناد وتمرد الابن على الدراسة
دكتور أشكركم على تجاوبكم معي، لديّ 3 أبناء، مشكلتي مع الابن الأكبر وعمره 14 سنة حيث إن من طبعه الجدال لأي موضوع يتم فيه النقاش لا يحب الدراسة ولا يحب المذاكرة وعصبي لا يثق بنفسه، أرجوكم دلوني كيف أتعامل معه وكيف أحببه في الدراسة. وجزاكم الله خيرًا. أخوكم / فهد . ج .
الأخ الفاضل/ فهد حفظك الله.. أشكرك على تواصلك معنا.
المشكلة التي يعاني منها ولدك هي مشكلة العناد والتمرد على الدراسة، وهذه الظاهرة عادية، مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، وهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل.
وتكاد تكون هذه المشكلة من أهم المشاكل التي تواجه الآباء والمدرسين، ويطلق عليها علماء النفس والتربية مرحلة العناد أو سن المقاومة، وهناك أسباب قد تجعل الطفل يتمرد ويصبح عنيدًا، منها:
الرغبة في تأكيد ذاته وقد تكون نتيجة قيود مشددة فُرضت عليه في أكله وملبسه ودراسته. ووضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها. والأسلوب المتذبذب من طرف الوالدين بين اللين والقسوة، ما يجعل الطفل في حيرة من أمره، فيعبر عن عدم الاستقرار النفسي بالعناد والرفض والتمرد.
ولعلاج هذه الظاهرة يجب أن يكون هنالك تعاون بين البيت والمدرسة، من أجل إشباع حاجيات الطفل واحتواء مطالبه الأساسية، لقطع الطريق على عمليات التمرد والعناد والرفض.
وهنا خطوات أرجو اتباعها: يجب التخفيف من أساليب القسوة والضرب المتبعة في تربية الطفل.
واعلم أنه لا يمكن أن يقاوَم العناد بالعناد، وأرجو ألا تكون هناك مواجهة مباشرة مع الطفل، ولكن الأفضل أن تكون هناك محاولة الإقناع باللطف واللين لامتصاص العناد.
ومحاولة تحبيب الدراسة للولد، بإعطائه حوافز مادية (هدايا، وألعاب)، أو هدايا معنوية (كلمات شكر وتقدير) حتى يزيد الطفل من التحصيل الدراسي.
وعدم تعريض الطفل لمواقف إحباطية أو مؤثرة تخلق لديه ردود فعل متمثلة في التمرد والعناد.
واترك له مجالًا للعب والتعبير عن الذات دون مضايقات، حتى يحس بحرية اللعب وحرية الذات.
وفي الأخير أرجو منك العناية أكثر بطفلك، والاهتمام به، مع إعطائه الحرية، لكن دون تفلّت.
5 نصائح لتعزيز الصحة النفسية
إن الأفكار الناضجة والمفيدة تساعد على تعزيز الصحة النفسية لدى الإنسان وتنظم حياته وترتب عواطفه وتحد من انفعالاته، فالأفكار لها دور في ترتيب حياة الإنسان، وللانفعالات المترتبة على الأفكار دورها في تحقيق التوازن النفسي ومن ثم التمتع بصحة نفسية جيدة لدى الإنسان.
كما أن للجسم دوره أيضًا في تحقيق السعادة النفسية فبعض الأمراض النفسية تتصل بخلل في الجهاز العصبي أو الغدد الصماء، وهو ما يسبب للمرء حالة من عدم التوازن النفسي، كما أن إصابة الجسم بأي مرض قد يؤثر على الصحة النفسية خاصة إذا كان مصاحبًا بأفكار تشاؤمية عن هذا المرض.
وهناك وسائل تساعدك في الحفاظ على صحتك النفسية وتتمثل في:
1- تجديد أهداف حياتك: فإذا لم تجدد أهدافك فإن اليأس يحل لديك محل الرجاء ويحل الشقاء محل السعادة ويحل المرض النفسي محل الصحة النفسية.
2- جدد علاقتك الاجتماعية: إذا لم تجدد علاقتك الاجتماعية يأتي يوم تجد فيه نفسك وحيدًا وبالتالي تتدهور صحتك النفسية.
3- لا تركن إلى الخمول: إذا لم تقم بتحريك جسمك لن تستطيع استنفاد الطاقة القديمة وإحلال طاقات جديدة بدلًا منها تساعدك على التمتع بالنشاط والصحة النفسية.
4- عزز هواياتك: لا بد من الاستفادة من وقت الفراغ بما يعود عليك بالفائدة حتى لا تشعر بالملل في عملك، والهوايات تساعد على التمتع بصحة نفسية جيدة.
5- كن معتدلًا في أكلك ومشربك ونومك وعملك: إن لنفسك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا وإن لزوجك عليك حقًا فأعط كل ذي حق حقه تعش في سعادة نفسية.
التفكير الإيجابي:
– الابتسامة مفتاح الفرح.
– كن واثقًا حبًا وتعظيمًا لخالقك.
– الصبر بستان السعداء.
– نمط تفكيرك يحدد ملامح مشاعرك، تفاعلك مع الآخرين، تفاعلك مع ذاتك، سلوكك اللفظي، أساليب حياتك الشخصية.
– ليكن في قلبك العامر بالإيمان حقول من نظرات تفاؤل نحو مستقبلك فذلك يمنحك أملًا مشرقًا.
– التسامح مع الآخر قيمة روحية باسمة متى ما كانت خالصة لوجه الله تعالى.
– الإنسان السوي يبحث عن التكامل في جوانب صحته النفسية ليتوافق مع ذاته ومع مجتمعه.
همسات:
– تجنب العنف اللفظي والعملي، وابتعد عن كثرة الملامة والعتاب.
– امزج مع التوجيه والنصح الابتسامة الصادقة والدعاء لهم بالخير.
– اختر الوقت المناسب للتوجيه دون إفراط أو مبالغة.
– لا بأس من التغافل – أحيانا – عن بعض أخطاء الطفل، لا سيما العفوية منها.
– إذا احتاج الطفل إلى تأديب فلا بد من الرفق والتوسط في العقاب.
– الحوافز والتشجيع والثناء لها دور كبير في استقامة السلوك.
– لا تطالبهم بمعايير الكبار، ولا تأمرهم بما هو خارج نطاق قدراتهم.
– تكيف وتقبل تصرفات الأولاد غير المرغوبة، وتعامل معها باعتدال وهدوء.