لماذا؟.. ميدان الشورى المنتخب يزخر بالفرسان
ازدياد الوعي المجتمعي بالتجربة الانتخابية يحمي الصالح العام للوطن والمواطن
بلغ عددُ المرشّحين في القوائم النهائيّة لمجلس الشورى المنتخب في دورته الأولى 284 مرشحًا بينهم 28 امرأةً، يتنافسون جميعُهم على قصب السبق للفوز بثلاثين مقعدًا من خلال حملاتهم الانتخابية التي بدأت بتاريخ 15 سبتمبر حتى ال 30 منه.
مع إعلان موعد الترشح بدأت صور المرشحين من الجنسَين وشعاراتهم الشخصية تُزين مختلف مناطق الدوائر الانتخابية، وشملت حملاتهم الدعائية قضايا اجتماعية واقتصادية وتشريعية، تعدّ من وجهة نظرهم ورؤاهم المستقبلية أولوياتٍ مجتمعيةً تحفز الناخبين على التصويت لهم.
أعداد المرشحين المتقدمين لخوض تجربة الشورى المنتخب شكلت علامة استفهام لدى الكثيرين؛ من حيث أسباب تهافت أفراد المجتمع على الترشح رغم أن التجربة ما زالت في بداياتها الأولى، حتى إنه بلغ الأمر لدى بعض الأسر لترشح أكثر من شخص في الأسرة نفسها، يعزو البعضُ ذلك لحداثة التجربة الانتخابية للشورى، رغم أن هناك تجربة انتخابية سبقتها بعدة سنوات، وهي انتخابات المجلس البلدي المركزي، إلا أن أهمية هيكلية مجلس الشورى في الدولة تفوق من حيث الاختصاصات الممثلة في سلطة التشريع وإقرار الموازنة العامة للدولة، والرقابة على السلطة التنفيذية والمساءلة، تفوق اختصاصات المجلس البلدي المركزي وصلاحياته.
رغم استغراب الكثيرين في المجتمع لأعداد المتقدمين لخوض تجربة الترشح، إلا أنها في الواقع سلطت الضوء على كفاءات من الجنسين من أبناء الوطن، وفي الوقت ذاته قد يدفع هذا التهافت الأغلبية منهم لمزيد من الاطلاع والتعرّف على اختصاصات الشورى المُنتخب، للتمكن من الإلمام والتعمق في معرفة دوره التشريعي والرقابي في الدولة، ليتسنى لهم مستقبلًا مناقشة التشريعات والقوانين والموازنات سواء حالفهم الحظ بالفوز أو لم يفوزوا، لأنه في نهاية الأمر ستسفر صناديق الاقتراع عن فوز ثلاثين مرشحًا لا أكثر، في حين أن الوطن سيفوز بزيادة الوعي السياسي والتشريعي في صفوف المواطنين والناخبين ممن سيكون لهم صولات وجولات في ميدان المناقشة العامة في المجتمع.
ازدياد الوعي المجتمعي بالتجربة الانتخابية يشكل عاملًا أساسيًا في الوقوف سدًا منيعًا في وجه أية تشريعات أو قوانين أو سياسات إدارية واقتصادية تضرّ بالصالح العام للوطن والمواطن.
نتمنّى لجميع الإخوة والأخوات فرسان الشورى حظًا موفقًا في الفوز بقصب السبق، وتحقيق ما نصبو إليه جميعًا من نهضة وتنمية مستدامة للوطن وللأجيال المستقبلية.