كتاب الراية

مداد القلم.. يوم التصويت والوعي الشعبيّ

الانتخابات مكسب شعبيّ.. ولن نقبل بمشاركة منقوصة

مستعدّون للذهاب للمقارّ الانتخابية التي حدّدها القانون

المشاركة شخصية لضمان الأهلية والسريّة والحياديّة والمسؤولية

لولا مبدأ تكافؤ الفرص لما شهدنا هذا التنافس المحمود للترشح

قطر فتحت المجال للتمثيل النيابي دون أن تضع إشارات حمراء

لن نقبل لا بشورى ناقصة ولا بمُشاركة منقوصة، فالانتخابات مكسبٌ شعبيٌّ قبل أن تكون وطنيًا.
نعم هي مكسب لنا قبل أن تكون لحكومتنا، لذلك فنحن مستعدّون للذهاب للمدارس يوم السبت 2 أكتوبر 2021، أعني المقارّ الانتخابية التي حدّدها القانون لكل دائرة يوم التصويت.
البعض يعتقد أنه بالإمكان توكيل موكّل للقيام بالتصويت، وهو ما لا يجوز، خصوصًا أنّ القانون حدّد أن تكون المشاركة شخصيّة، يعني أنه لا يمكن لشخص أن يخوّل شخصًا آخرَ ليصوّت نيابةً عنه لضمان الأهلية والسريّة والحياديّة والمسؤوليّة الفرديّة والمجتمعية في حمل هذه الأمانة، ولضمان سير العملية الانتخابية بشفافية وسريّة تامة في اقتراع مُباشر.
وقد يعدّها البعضُ القليل ترفًا أو من نافلة القول؟ لذلك قد يفكّر في التقاعس، وقد يعاملها معاملة سلبية في تثبيط عزيمة الآخرين عن المُشاركة فيها بدعوى عدم جدوى صوته في مُستقبل قطر، وهذا ليس بصحيح، فقد فتحت قطر الباب على مصراعَيه للترشّح لكل من ينطبق عليه القانون، وهذا ما لمسناه من ترشّح أسماء كثيرة لأول مجلس في ظاهرة صحيّة سابقة لدولة قطر يتوّجها أيضًا انطلاقُ المرأة للترشّح بهذا العدد الكبير، والذي لولا مبدأ تكافؤ الفرص في التقدم في قطر لما شهدنا هذا التنافس المحمود، ليس بين الجنسَين فحسب بل بين المرء وأهل قبيلته، بل وعائلته الصغرى، بل والأغرب من ذلك كلّه ترشّح إخوة في ذات البيت الواحد. ورغم استغرابنا من ظهور مرشّحين في البيت الواحد إلا أن ذلك يجزم بأن قطر فتحت المجال للتمثيل النيابي دون أن تضع إشاراتٍ حمراءَ إلا ما يحتّمها ويحسمها القانون الانتخابي الذي تسير عليه الدولةُ أسوةً بكل نظم الانتخاب في العالم.

 

  • مشاركتنا ستُساهم بفاعلية في صناعة القرارات المحلية والإقليمية والدولية

  • انتخابات الشورى قوّة ناعمة محلية.. وخطوة كبيرة إلى الأمام

  • المرشحون يمثلون الشعب حتى في الأجندة الدولية

  • علينا ألا نتكاسل عن السير إلى المقرات الانتخابية يوم الاقتراع

  • اختيار من يمثلنا بدقّة وَفقًا لمعايير المفاضلة في البرنامج

  • نسبة المشاركة في الصناديق مهمة في قياس تقدّمنا كشعب

 

تصويتنا حضوريًا في يوم ومقرّ الانتخاب مهمّ لعدّة أسباب:
أوّلها:
أنَّ الدولة مكنتنا أخيرًا من إحدى أقوى أدوات التمكن الشعبي، وهي المشاركة في اتخاذ القرار فيما يخصّ المجلس التشريعي والتصويت لمن هو أهلٌ له لتحقيق الصمود كواحدٍ من أدوات القوة الناعمة دوليًا، ولن نسلب حقنا بأنفسنا فيما وصفت الأمم المتحدة أهميته، بعنوان : «شعوب متمكّنة أمم صامدة».
لذلك فمشاركتنا رمزٌ للتمكّن الشعبي، لأنها ستساهم في المشاركة بفاعلية في صناعة القرارات ليس على المُستويات المحلية فحسب، بل وعلى المُستويات الإقليميّة والدوليّة، خصوصًا أن مرشّحنا هو من سيمثلنا من خلال عضوية لجان البرلمان العربي والبرلمان الدولي الذي ستطرح فيه قضايانا القُطرية والإقليميّة والثقافية المصيريّة على سبيل المثال لا الحصر(تنزيه الذات الإلهية والأنبياء والرسل والدين الإسلامي) عن السبّ والقذف بدعوى حريّة الرأي والتعبير والتي تتفق فيها معنا الاتفاقيات الدولية وتدحر تنفيذها دول استعمارية، وقضايا مصيريّة مثل (القدس والمقدسات ورفض التطبيع)، لننقلها ونفرضها على مُستويات عُليا في صمود دولي كما نقلها المرشحون المعيّنون في الشورى بأمانة سابقًا. وما يفرق اليوم هو أن المرشّحين يمثلون الشعب حتى في الأجندة الدولية، والشعب مصدر قوّة، المهمّ أن نُسائِل مرشحينا أيضًا أن ينقلوا مطالبنا الدولية، وبدون التصويت لن نتمكّن من ذلك.
ثانيها:
إن انتخابات مجلس الشورى في قطر لنا كشعب تعدّ قوّة ناعمة محلية أيضًا وخطوة كبيرة إلى الأمام انتظرناها في سبيل المُشاركة الشعبيّة في التشريع. فمجلسُ الشورى المنتخب اليوم مختلفٌ عمّا سبق ليس في الوظيفة، فهي ذاتها في سلطة الرقابة على أداء السلطة التنفيذية ومحاسبة الوزراء واقتراح القوانين والتشريعات ومراجعة ميزانية الدولة، ولكنّ الاختلافَ الوحيدَ يكمن في أن ثلثَي المجلس بالانتخاب لا التعيين، أي إن (30) عضوًا هم صوت الشعب لا صوت التعيين الذين سيمارسون الدور من منطلقات مطالبنا، وفي علاقة تكامليّة ولكن شفّافة بين مجلس الشورى المنتخب والسلطة التنفيذية بهدف خدمة الوطن والنهوض به عملًا بموادّ الدستور.
ونظرًا للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا نحن الشعب فإنه يتعين علينا ألا نخذل أو نتكاسل عن السير إلى المقرات الانتخابية يوم الاقتراع السري لنختار من يمثلنا بدقّة وَفقًا لمعايير المفاضلة في البرنامج وقوة وحجّة الطرح ومنطق كلّ مرشّح وحضوره فكريًا وعلميًا واجتماعيًا وممارسة وخبرةً رجلًا كان أو امرأة.
وأخيرًا:
إن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية ورصدها في الصناديق يوم التصويت مهمة في قياس تقدّمنا كشعب قبل قياس تقدّم الدولة في هذه المرحلة المتقدّمة من عمر قطر وشعبها، والتي تحتّم علينا ألا تكون مشاركتنا فيها دون المستوى في تدوين اسم قطر في الخانة التي تستحقّها فعلًا، خصوصًا أن أنظار العالم تتوجّه اليوم إلينا أمام هذا المكتسب التاريخي، واستحضر في ذلك أول انتخابات أجريت في قطر باقتراع سري مباشر في المجلس البلدي 1999 وقتها كانت ال (سي إن إن) تبثّ أول انتخابات في قطر كأخبار عاجلة وقد أشادت الأمم المتّحدة والكونجرس الأمريكي بها، باعتبارها أبرز انتخابات حرّة ونزيهة قائمة على الاقتراع السرّي العام في منطقة الخليج وقتها.
الحديثُ هنا ليس عن ملفات وأرقام تدوّن في دول أو مُنظّمات غربيّة بقدر ما نعني أنها فعلًا تعكس حضورنا الفكري كشعب بعد زمن تم تطبيق رؤية فيه أهلتنا لأن نخوض التجرِبة البكر بخبرة مخضرمة، فالعمل للمشاركة الشعبية بعد تثبيت دعائمنا الثقافية، أشار لها صاحب السمو الأمير الوالد في أول زيارة له في واشنطن في محاضرة عامة في جامعة جورج تاون مايو 1997، وكنت وقتها طالبة فيها، وذكر فيها الانتخابات أمام محفل غربي وليس محفلًا سياسيًا، أي بعد تقلده الحكم بعامَين تقريبًا، وقد ركّز فيها على معطياتنا الثقافية والفكريّة قبل البتّ فيها بالقول:
« على الرغم من اعتزازنا بالتغييرات التي استحدثناها في بلادنا، عليكم أن تدركوا أنه ليس في نيتنا أن نلّوح بعصا سحرية لإجراء التغييرات التي نتطلع إليها في عشية وضحاها…. حيث إن التغير يجب أن يأخذ في الاعتبار الحداثة مع الاحتفاظ بتراثنا وعاداتنا وثقافتنا».
وجاء المجلس البلدي المنتخب سريعًا بعد عامَين من هذا الإعلان، صحيح أن الشورى المنتخب تأخر، ولكن جاء كما قال أميرنا الوالد بعد أن أسس دعائم وركائز ثابتة في مجتمعنا المحلي حرص حضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى على استكمال لبناتها الثقافية وبناء الثقة فينا اليوم بتوكيلنا عليها.
ونحن أهلٌ لهذه الثقة مرشّحين وناخبين…
ولأنّ سمو الأمير بنفسه سيكون ناخبًا في الدائرة (3) والتي نتوقع أيضًا أنه سيباشرها بنفسه بالتأكيد، فإننا نؤكّد لسموّه أنه سيجدنا مثله ومعه أمام الصندوق، كلٌّ في دائرته استجابة لنداءَين: حقّنا الشعبي، وواجبنا الوطني.

إعلامية وأكاديمية قطرية
دكتوراه في دور الإعلام الاجتماعي في الحراك السياسي

والتحوّلات الاجتماعية والسياسية في منطقة الخليج العربي

@medadalqalam_

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X