الملحمة البوهيمية
الفيلم يروي كيف تحول فتى يعمل بحمل الحقائب في مطار هيثرو الى مغني روك شهير
بقلم/ سامي كمال الدين:
في فيلم الملحمة البوهيمية أو افتتان البوهيمية يقدم الفنان الأمريكي من أصل مصري رامي مالك واحدًا من أهم الأدوار البديعة في حياته الفنية، حيث يجسد السيرة الذاتية للمغني البريطاني فريدي ميركوري
Freddie Mercury وفرقة الروك البريطانية كوين Queen التي حازت شهرة كبيرة في السبعينيات والثمانينيات.
حاول رامي الاقتراب من شخصية فريدي سواء من حيث الشكل بإبراز جزءٍ من أسنانه، حيث ارتدى أسنانًا مزيفة، أو من خلال تلبس روح فريدي ميركوري وطريقته في الحياة والتمثيل والغناء، لهذا الشاب البريطاني الذي تعود جذور والده ووالدته إلى الهند، ونجاحه في الوصول إلى العالمية في الروك، وتحولات حياته من فتاة يحبها ويتزوج بها، لتنتهي حياته بالإصابة بمرض في الرئة حيث وقع قبلها ضحية مرض الإيدز.
لكن كانت تبدو الحيرة في بعض المشاهد على رامي مالك بين الممثل داخله وتأدية المشاهد كفنان وبين تقليد فريدي ميركوري وطريقته في المسرح والحياة.
تناول الفيلم علاقة الأب التقليدية بابنه ورغبته بأن يلتحق الابن بوظيفة تؤهله لممارسة الحياة، لكن الفتى الطامح الذي يعمل في وظيفة حامل حقائب في مطار هيثرو يتتبع فرقة الروك سمايل ويحضر حفلاتها في أحد النوادي الليلية، وحين يترك مغني الفرقة تيم ستافيل فرقته يعرض عليهم أن يكون بديلًا له.
ينضم إلى الفرقة ويغير اسمه بشكل رسمي من فاروق بولسارا إلى فريدي ميركوري ويحلق بموسيقاه عاليًا، ويطلب منهم بيع الشاحنة الخاصة بالفرقة لإنتاج أول ألبوم للفرقة، ثم تنجح الفرقة وتقيم حفلات في العديد من دول العالم، وخاصة أمريكا، بعد توقيع عقد مع شركة Emi.
بعدها حقق الألبوم الرابع لفرقة كوين ليلة في الأوبرا نجاحًا كبيرًا لينفصلا عن شركة إيمي بعد رفضها طرح أغنية من 6 دقائق بعنوان Bohemian Rhapsody
هذه الأغنية ما زالت تتربع ضمن قوائم الأغاني الأهم في العالم والأكثر شهرة.. كلمات الأغنية تمزج بين شاب يعيش بين واقعه وخياله يبحث عن نفسه الماضية التي كان عليها ويتعرض لمحاولة قتل، ويعيش بين الندم والعدمية والبحث عن اللاشيء، فريدي الذي كتب أغنيته وغناها بعد كتابتها بعشرة أعوام يبدو فيها حائرًا مرتبكًا متسائلًا عن معنى الحياة، وكأنه يردد في النهاية مع إيليا أبو ماضي «لست أدري»، فالمعاني تقترب كثيرًا من كلمات أغنية «بوهيميان رابسبودي»، وذلك الصوت الداخلي الخافت المزمجر في أحايين كثيرة الذي ينتهي إلى اللاشيء، وفيها صراع الإنسان مع الشيطان في الحياة.
من أسرار نجاح أغنية «الملحمة البوهيمية» واستمرارها حتى الآن مزْج أنواع مختلفة من الموسيقى في تلحينها مثل الأوبرا والروك ومزجهما مع استخدام آلة الجيتار التي تتصاعد مع كلمات الأغنية.
يقرر ميركوري بث الأغنية من خلال الراديو فتحقق نجاحًا مذهلًا وتنتشر في أغلب دول العالم، لكن الفرقة تتعرض لخلافات كبيرة بعد توقيع فريدي عقدًا منفردًا مع شركة كولومبيا بقيمة 4 ملايين دولار عام 1984
ينتج أول ألبوم له بمفرده من دون الفرقة ويعيش في ميونيخ.
لكنه يعود إلى لندن ويستقر فيها ثانية ويخبر زملاءه بإصابته بمرض الإيدز الذي يموت به عام 1991
بدأ الفيلم من العلاقة الأبوية بين فريدي ووالده إلى إقامة حفل غنائي كبير في حفل لايف إيد
على استاد ويمبلي عام 1985
ويتوقف عند هذا الحفل.. ويكتب على الشاشة مات فريدي ميركوري عن عمر ناهز ال 45 عامًا في 1991
استطاع براين سينجر مخرج الفيلم المزج بين حياة فريدي الخاصة والمجتمع البريطاني في ذلك الوقت وانبهار العالم بموسيقى الروك كما استخدم الصورة التعبيرية دون نص عن تحولات الإنسان من الحياة الطبيعية إلى حيوات أخرى وفقًا لنظرية جيمس فرويد عن الذكر والأنثى.
كتب الفيلم أنثوني مكارتن وأخرجه براين سينجر وشارك رامي بطولته لوسي بينتون وبين هاردي
أنتج الفيلم غراهام كينج بمشاركة مدير كوين جيم بيتش وبلغت ميزانية الفيلم 50 مليون دولار لكنه حقق أرباحًا تجاوزت ال 800 مليون دولار.
حصل رامي مالك عن هذا الفيلم على جائزة ال «جولدن جلوب» لأفضل ممثل، كما حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم درامي، وحصل على جائزة أوسكار أفضل ممثل، وقد عرف رامي من خلال دور إليوت ألدرسون في مسلسل يو إس إيه نتورك السيد روبوت، كما شارك في أدوار ثانوية في عدد من الأفلام مثل ليلة في المتحف الهادئ: ملحمة الشفق، بزوغ الفجر.
إعلامي مصري