مطلوب إنشاء مركز تأهيل مهني لذوي التوحد
تأهيل الشباب لوظائف تناسب حالاتهم الصحية بدلًا من الجلوس بالمنزل
عدم استيعاب ذوي الإعاقة في سوق العمل يعرضهم للأمراض

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
طالبَ عددٌ من أمهات ذوي التوحّد بضرورة إنشاء مركز مهني يتولى تصنيفهم وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل في مهن محددة يمكنهم القيام بها وَفقًا لوضعهم الصحي الخاص، لافتات إلى أنَّ الكثير من ذوي التوحد في مرحلة ما بعد الدراسة لا يجدون مكانًا يحتويهم سوى المنزل، وهو ما يكون له تأثير سلبي كبير على الشخص نفسه، وعلى عائلته.
وقالت الأمهاتُ، في تصريحات لـ الراية: إنّهن لطالما طالبن بضرورة إنشاء مثل هذه المراكز التي تضمّ ذوي التوحد في مرحلة ما بعد المدرسة، وما بعد الشفلح، موضحات أنّه في الفترة الأخيرة هناك اهتمام كبير بأطفال ذوي التوحّد، وبدأت تكثر البرامج والمراكز الخاصة بهم، ولكن الفئة الكبيرة من ذوي التوحد ما زالت تعاني من الإهمال والتهميش ويكون مصيرها المنزل دون الاستفادة من هؤلاء أو على الأقلّ توفير أماكن مناسبة لهم يمكنها أن تستوعبَهم.
وأوضحت الأمهات أنَّ الهدف من إنشاء مثل هذه المراكز هو أن يكون مصاب التوحد مستقلًا بذاته، والتركيز على تدريبه في الاعتماد على نفسه مع تقدمه في العمر والانتهاء من مراحل الدراسة.
وأشرنَ إلى أهمّية العمل على توفير الوظائف في البيئات المحمية التي لا يكون فيها اختلاط مع الآخرين، والتي تعتمد على أداء مهمات بسيطة وسهلة يمكن لذوي التوحّد القيام بها. وأوضحنَ أنَّ ذوي التوحد ينقسمون إلى 3 فئات: منهم مَن هو قادر على العمل في بيئة عادية، ومنهم من هو قادر على العمل في بيئة محددة ومحمية، ومنهم من هو غير قادر على العمل أصلًا، مُضيفات: إنَّ غير القادر على العمل أيضًا لا بدّ من توفير برامج خاصة له لدمجه في المجتمع وعدم وضعه في عزلة تؤثّر على نفسيته بشكل سلبي.
أم أيمن: ذوو التوحّد يمكنهم العمل في خطوط إنتاج
قالت أم أيمن، إحدى أمّهات ذوي التوحد: إنَّ وجود معهد تدريب فنّي سيساعد على تأهيل ذوي التوحّد وذوي الإعاقة لمهن فنية يمكن استيعابهم فيها، ما سيعود عليهم بدخل مادي واستقلالية، موضحة أنَّ ذوي التوحد يمكنهم العمل في خطوط إنتاج، ويستطيعون الإبداع في ذلك.
ويمكن تقسيم ذوي التوحد لفئات تستطيع العمل في أماكن العمل المعتادة مع بعض التعديلات البسيطة في البيئة المحيطة، وهناك من يحتاجون للعمل في بيئة محمية؛ أي في أماكن عمل تحت إشراف مُختصين، وهناك من يمكنهم القيام بأعمال بسيطة كالتصنيف والترتيب، موضحةً أنَّ المهم هو محاولة استيعاب ذوي التوحد في العمل استثمارًا لقدراتهم البشرية ما سيعود بالنفع عليهم، وعلى أسرهم بل وعلى المُجتمع كله.
وتابعت: إنَّ إنشاء مثل هذه المراكز أو المعاهد يجب أن يتزامن أيضًا مع عمليات للتوعية وتدريب المجتمع على أهمية استيعاب هذه الفئة حتى لا يكون هناك حالة من الرفض أو التمييز لهم في أماكن العمل، وبالتالي تحدث انتكاسة لذوي التوحد، أي أنّ هناك أهمية لتأهيل بيئة العمل أيضًا لاستقبال مثل هذه الفئات.
ولفتت إلى أنّه يجب البدء في عمليات التأهيل المهني في مرحلة ما بعد الإعدادية من سنّ 14 عامًا، خاصة لمن لديهم ميول للتأهيل المهني، حيث إنَّ بعض الأشخاص من ذوي التوحد قد لا تكون لديهم القدرة أو الميول لاستكمال التعليم، وبالتالي يجب أن يكون لديهم مركزٌ يضمهم ويوفر لهم تأهيلًا يناسب حالاتهم. وأضافت: إنَّ الهدف من مثل هذه المراكز هو أنّ يكون مصاب التوحد مستقلًا بذاته وتدريبه على الاعتماد على نفسه، مع تقدّمه في العمر والانتهاء من مراحل الدراسة.
وأشارت إلى أهمّية العمل على توفير الوظائف في البيئات المحمية التي لا يكون فيها اختلاطٌ مع الآخرين، والتي تعتمد على أداء مهمات بسيطة وسهلة يمكن لذوي التوحد القيام بها، موضحة أنَّ ذوي التوحّد ينقسمون إلى 3 فئات: منهم من هو قادر على العمل في بيئة عادية، ومنهم من هو قادر على العمل في بيئة محددة ومحمية، ومنهم من هو غير قادر على العمل أصلًا، موضحةً أن غير القادر على العمل أيضًا لا بدّ من توفير برامج خاصة له لدمجه في المُجتمع وعدم وضعه في عزلة تؤثر على نفسيته بشكل سلبي.
أم عبدالعزيز: المراكز تهتم بالأطفال ذوي التوحد وتهمل الشباب
قالت أمّ عبدالعزيز، إحدى أمّهات ذوي التوحد: إنَّ هناك حاجة ملحّة للتركيز على مسألة التأهيل المهنيّ لذوي التوحد بما يمكنهم من الانخراط في المُجتمع ومُمارسة حياتهم الطبيعية في بيئة عمل مناسبة لهم، ووفقًا لوظائف تناسب قدراتهم واستيعابهم. ولفتت إلى أنَّ فئات شباب التوحد هم من يجب التركيز عليهم في الوقت الحالي، حيث باتَ هناك مراكز كثيرة وبرامج عديدة للأطفال ذوي التوحد، فهناك تركيز كبير عليهم خلال السنوات الأخيرة، ولكن المعاناة الحقيقيّة هي مرحلة ما بعد المدرسة، وما بعد انتهاء المراحل التعليميّة لهذه الفئة، فأين تذهب؟ وكيف يمكن الاستفادة منهم بالمجتمع؟ أو على الأقل مُساعدتهم وتوفير رعاية مهنية لهم تجعلهم يشعرون بقيمتِهم في المجتمع من خلال الانخراط فيه بدلًا من الجلوس بالمنزل.
وأضافت: إنَّ مسألة التأهيل المهني لهذه الفئة توفّر لهم نوعًا من الاستقلالية والاعتماد على النفس، فالكثير من العائلات والأسر تعيش في حالة من الخوف والقلق على أبنائهم من ذوي التوحد الذين يتقدّمون في العمر، ولكن في حال توفير مهنة تناسب الشاب ذا التوحد، فإنَّ الأمر سوف يزيل الكثير من العبء والقلق عن كاهل العائلات والأُسر.
أم خالد: مفاهيم خطأ وراء عدم توظيف ذوي الإعاقة
قالت أمّ خالد، إحدى أمّهات ذوي التوحد: إنَّ كلَّ إنسان خلقه الله تعالى قادرٌ على التعلم والقيام بالعمل المناسب لقدراته، موضحةً أنَّه من الصور النمطية المغلوطة هي أنّ من يعانون إعاقة لا يمكن تأهيلهم ولا يمكنهم العمل، ولكن هذا الأمر عارٍ تمامًا من الصحّة.
ولفتت إلى أنَّ مشكلة التوحد في دولة قطر هي أن الكثيرين يدّعون الاختصاص، وهناك قلة قليلة هم من يعملون، حيث نجد بعض المراكز تدّعي أنّها تقدم خُطة لذوي الإعاقة، وبالنظر والبحث عن هذه الخدمة لا نجد شيئًا حقيقيًا، لافتةً إلى أنَّ أمهات ذوي التوحّد يعانين كثيرًا في عددٍ من الأمور، منها التعليم والتأهيل وممارسة الرياضة. وتابعت: إنّه مع التقدم في العمر تزداد هذه المشكلة للعديد من حالات ذوي التوحد، فجميعهم يحتاجون إلى الحياة الطبيعية، من حيث الخروج والتدريب والاختلاط مثل الأشخاص العاديين، ولكن لا يوجد من يساعدهم في ذلك، مشيرةً إلى أنَّ وجود مركز مؤهل متخصص في التأهيل والتدريب يمكنه أن يحلّ هذه المعضلة.
وأوضحت أنَّ جلوس الشاب ذي التوحّد في المنزل يعرّضه للاكتئاب ونوبات الغضب، كما أنه يجعله عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، موضحةً أنّ ذا التوحد من أكثر الشخصيات إحساسًا ويتأثر كثيرًا بالبيئة المُحيطة وتعامل الآخرين معه.
أم جاسم: مستقبل غامض لذوي التوحد بعـد المدرسة
قالت أمّ جاسم السليطي، إحدى أمّهات ذوي التوحد: إنَّ مرحلة ما بعد المدرسة بالنسبة لذوي التوحّد تعتبر مرحلة غامضة في حياتهم ولا يوجد لها برامج أو مخططات محددة يمكن أن يسير عليها شباب ذوو التوحّد، موضحةً أنَّ بعض المراكز تدّعي وجود برامج خاصة للشباب، ولكنها برامج غير مؤهلة، فضلًا عن تكلفتها العالية جدًا.
ولفتت إلى أنّه على سبيل المثال في حال وجود شباب من ذوي التوحد قد تخرجوا من مدرسة حكومية من قسم الدعم ويستطيعون القراءة والكتابة فلماذا لا يكون هناك مركز تأهيلي وظيفي مهني ليضمَّ مثل هؤلاء الشباب ويؤهلهم للانخراط في المجتمع، والحصول على فرصتهم في الحياة مثل باقي الأفراد، رغم أنه لديهم سلوكيات مختلفة عن الباقين، ولكن هذا لا يمنع أن يمارسوا حياتهم الطبيعية، خاصة في حال وجود وظائف بمواصفات خاصة، وتناسب قدراتهم.
وتابعت: إنَّ عدم استيعاب شباب ذوي التوحد في مرحلة ما بعد الدراسة سوف يؤدّي إلى العديد من المشاكل المجتمعية منها تدهور الحالة النفسية وتراجعها وظهور سلوكيات جديدة وظهور أمراض جسدية، فضلًا عن العبء النفسي الصعب على الوالدين، مشيرةً إلى أهمّية وجود مثل هذه المراكز التي تضمّ شباب التوحد في هذه السنّ الحرجة، بحيث يضم المركز جميع الخدمات ويتم تحديد قدرات الشباب وإمكانية إلحاقهم بالعديد من الوظائف المُناسبة لهم.