لاجئ أفغاني يطور روبوتا بإمكاناته الشخصية
11:05 ص, الجمعة, 12 نوفمبر, 2021

اثينا- وكالات:
تمكن اللاجئ الأفغاني سعيد الله كريمي الذي يعيش في العاصمة اليونانية أثينا منذ خمس سنوات، من صنع روبوت صغير من مواد يمكن إعادة تدويرها، ليصبح بذلك أملاً ومصدر إلهام لكل اللاجئين الذين يحاولون التشبث بالحياة.
ويعيش كريمي مع زوجته شايستا كريمي وأولادهم الأربعة كلاجئين بالعاصمة اليونانية.
عمل كريمي فني أطراف صناعية لأكثر من عشرين عاماً في أفغانستان قبل أن يضطر للجوء. ويعمل حالياً مترجماً بإحدى منظمات المجتمع المدني في أثينا حتى يتمكن من تلبية احتياجات أسرته إلا أنه لم ينس مهنته الأساسية.
وفي تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأناضول للأنباء قال كريمي إنه قرر صنع الروبوت الذي أطلق عليه اسم “أثينا” لكي يوضح للجميع ما الذي يمكن أن ينجزه اللاجئون حال أتيحت لهم الفرصة وأنه بإمكانهم تحقيق فائدة للمجتمعات التي يتواجدون بها.
وأضاف كريمي أنه مر بأوقات صعبة عندما قدم إلى اليونان ووجد صعوبة بالغة في الحصول على فرصة عمل في مراكز تصنيع الأطراف الصناعية بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد إضافة إلى عدم معرفته اللغة اليونانية.
وأوضح كريمي أن هدفه لم يكن مساعدة نفسه وأسرته فقط بل كان يهدف إلى تغيير الصورة النمطية في أذهان الناس عن اللاجئين كما هدف إلى تشجيع اللاجئين ورفع ثقتهم بأنفسهم وأن يكون مصدر إلهام لهم.
وتابع: “عندما حاولت العثور على فرصة عمل في مراكز تصنيع الأطراف الصناعية سخروا مني. ولم يرغبوا في العمل معي. ربما كان السبب في ذلك هو الأوضاع الاقتصادية وربما كان هناك سبب أخر. ولكن عندما شعرت بالحزن وجلست في المنزل، قررت أن أظهر قدرات اللاجئين وما يمكنهم تحقيقه”.
وأفاد أن الفكرة خطرت بباله بينما كان يشرب “مياه غازية” في منزله فنظر إلى الزجاجة وقال إنها تصلح لتكون جزء من ساق روبوت وبدأ على الفور في رسم التصميم ثم شرع في التنفيذ.
ولفت إلى أن إنجاز النموذج الأولي للروبوت استغرق عاما كاملاً وهو مصنوع بالكامل من مواد يمكن إعادة تدويرها، مشيراً إلى أن الروبوت يعد بذلك رسالة لزيادة الوعي تجاه الحفاظ على البيئة.
وذكر كريمي أن الروبوت مزود بمستشعرات مكان العينين ويمكنه تحريك رأسه وتتبع حركة اليد.
وأكد أنه في حال أتيحت له الإمكانات اللازمة، سيتمكن من تطوير الروبوت واستخدامه في مساعدة وتدريب الأطفال الذين يعانون من صعوبة في المشي.
وبين أنه يقرأ بعض القصص والكتب الدراسية لأطفال اللاجئين في جزيرة ساموس اليونانية، لافتا إلى أنهم يعيشون في ظروف قاسية للغاية ويحتاجون للدعم.
وقال كريمي إن أطفال اللاجئين يواجهون عدة صعوبات في مخيمات اللاجئين أبرزها عدم تمكنهم من الذهاب للمدرسة.
وأضاف: “عندما لا يذهب الأطفال إلى المدرسة يقومون بالشجار مع بعضهم البعض. ويجب علينا أن نساعدهم خاصة فيما يتعلق بموضوع اللغة حتى يتمكنوا من الاختلاط بسهولة مع الأطفال اليونانيين.”
وشدد على أن اللاجئين يمكنهم تقديم خدمات كبيرة ومفيدة للإنسانية حال أتيحت لهم الفرصة.
وزاد كريمي: “الأطفال اللاجئون لديهم مواهب وطموحات. مثلاً بعضهم يريدون أن يصبحوا مهندسين وإذا ما أتيحت لهم الفرصة سيتمكنون من تطوير مهاراتهم وتحقيق طموحاتهم”.