بقلم/ د. معراج أحمد معراج الندوي:
لقد غيّرت السوشيال ميديا حياتنا نظرًا لسهولة استخدامها وسرعة انتشارها، ما جعلها من الأدوات المهمة لتغيير الاتجاهات والسلوكيات والأفكار وأساليب الحياة، هذا بالإضافة إلى انتشار جائحة كورونا، وبقائنا إجباريًا في المنزل وقضاء الساعات الطوال على الإنترنت، ليس بالضرورة للقراءة، ولكن أيضًا مع السوشيال ميديا المتعددة أو قنوات يوتيوب للرياضة والأفلام بجميع أنواعها. لقد غمر الإنترنت حياتنا العادية والاجتماعية، ومع انتشار مواقع السوشيال ميديا بأشكالها المختلفة على سبيل المثال تويتر، وإنستجرام، الفيسبوك، سناب شات وغيرها، انفصلت حياتنا عن الواقع بشكل تام، واليوم نشعر أنها الصديق الوحيد والمنقذ في أوقات الفراغ. العالم يتطور بسرعة، والسوشيال ميديا أسرع في التطور، وتنتشر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وبعد أن كان الفيسبوك هو المستحوذ على الساحة الإلكترونية لفترة من الزمن زاحمه الآن عدد آخر من هذه المواقع. الإعجاب «لايك» على الفيسبوك يفتح ملايين الناس عيونهم صباحًا ليذهبوا إلى صفحتهم في الفضاء الأزرق، وتحديدًا إلى خيار إشعارات «نوتيفيكسشن» لينظروا قبل كل شيء من وضع لهم «لايك». يهرع ملايين الناس إلى صفحاتهم الزرقاء طيلة اليوم ليمتعوا أنظارهم بمرأى الإبهام المرفوع علامة على الإعجاب.
إن علاقة الإعجاب والمشاركة (Lake and Share) لم تظهر على الفيسبوك إلا في عام 2009م، ثم أضاف برنامج تيوتر علامة إعادة النشر (Re-Tweet) وأصبح المشتركون اليوم أكثر من مليار نسمة، فالجميع يوجّه تركيزه إلى هاتفه الذكي، فهم مشغولون بتبادل الرسائل وسماع الموسيقى والألعاب الإلكترونية.
ومما لا شك فيه أن التطوّر التكنولوجي بوجهه المتسارع جعل حياتنا أكثر سهولةً، ولكن في نفس الوقت، سرق الكثير من عاداتنا الاجتماعية، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا..هل بقيت لنا الحياة دون الإنترنت؟ هل تغلبت السوشيال ميديا على حياتنا الاجتماعية؟ هل تدور حياتنا اليوم حول الإعجاب والمشاركة؟
جامعة عالية كولكاتا – الهند