قطر تسبق الزمن وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه
الانتهاء من تشييد 7 استادات بالكامل قبل عام من البطولة حدث غير مسبوق
وضع اللمسات الأخيرة لاستاد لوسيل.. والبيت يترقّب الافتتاح الرسمي بمونديال العرب
الدوحة الراية:
عندما أعلنَ الاتحادُ الدوليُّ لكرة القدم «FIFA» عن فوزِ قطر بشرفِ تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، كان المُتبقي على ترجمة هذا الحلم على أرض الواقع قرابة 12 عامًا كاملة.
ومع مرور الأيام وتوالي الشهور وتعاقب الأعوام، أصبح الحُلمُ يقترب أكثر فأكثر للدرجة التي جعلتنا نقطعُ المشوارَ كاملًا نحو انطلاقة هذا الحدث العالمي الأكبر والأشهر في عالم كرة القدم، قبل عام كامل من هذا الحدث. وإذا كان العدّ التنازلي لتنظيم هذا الحدث بدأ بالفعل في اليوم التالي لإعلان FIFA عن تنظيم قطر لهذا الحدث، فإن هناك عدًا تنازليًا ثانيًا بدأ بالأمس بالفعل، باعتبار أنّنا في يوم الأحد الحادي والعشرين من نوفمبر لم يعد يفصلنا عن مونديال 2022 سوى 365 يومًا فقط، قبل إطلاق صافرة المواجهة الافتتاحية في هذا المونديال المرتقب يوم الاثنين الموافق 21 نوفمبر 2022.
وفي طريقها لتنظيم هذا الحدث، أكدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن مشاريع البنية التحتية لكأس العالم FIFA قطر 2022™، استكمالَ أعمال البناء في الاستادات الثمانية المستضيفة لمنافسات النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.
يأتي هذا الإعلان بعد وضع اللمسات الأخيرة على استاد لوسيل، أضخم استادات مونديال 2022 بطاقة جماهيرية تبلغ 80 ألفَ مشجّع، والذي سيشهد المباراة النهائية في البطولة العالمية المرتقبة. وبذلك تسبق قطر الزمن وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه محققة بذلك نجاحًا غير مسبوق، إذ شيّدت 7 استادات بالكامل خصيصًا لاستضافة مُنافسات المونديال، في حين شهد استاد خليفة الدولي أعمالَ تطوير شاملة.
البيت.. تصميم فريد
يقعُ استادُ البيت في مدينة الخور، ويتميّز هذا الصرح الرياضيّ بتصميم فريد يُجسد الثقافة العربية وتقاليدها الأصيلة في أبهى صورها، إذ يُشبه شكل الاستاد بيت الشَّعر أو الخيمة التي سكنها العرب وسكّان منطقة الخليج العربي على مرّ الأزمنة.
ولعلّ أبرزَ ما يميز استاد البيت، الذي يتّسع ل 60 ألفَ مشجع، احتفاؤه بالأصالة والحداثة، فإضافة إلى تصميمه الفريد المُستوحى من أحد أبرز رموز تاريخ الخليج والمنطقة العربية، رُوعي عند تصميم الاستاد تضمين أفضل التقنيات الحديثة التي ستُسهم في إثراء تجربة المشجّعين واللاعبين وضمان خوضهم تجربة كُروية لا مثيل لها.
ومن المقرّر افتتاح استاد البيت خلال استضافته مباراة قطر والبحرين في أوّل أيام مونديال العرب، ويشهد الاستاد 5 مُباريات خلال البطولة منها نهائي البطولة في 18 ديسمبر تزامنًا مع اليوم الوطنيّ لدولة قطر، بينما يستضيف 9 مباريات في مونديال قطر 2022 من دور المجموعات حتى نصف النّهائي.
الجنوب.. صرح عملاق
هذا الاستاد أوّل استادات قطر 2022 الذي يجري تشييدُه بالكامل، وثانيها جاهزية بعد استاد خليفة الدولي. كُشف النقاب عن الاستاد في 2019 تزامنًا مع استضافته نهائي كأس الأمير. يعود الفضل في التصميم الفريد الذي يتميز به استاد الجنوب والمستوحى من الطبيعة البحرية التي تتمتع بها مدينة الوكرة المحتضنة للاستاد إلى شركة إيكوم التي قدّمت خدمات استشاري التصميم بالتعاون مع شركة زها حديد للتصميم المعماري. ويتميّز الاستاد بواجهته الخارجية المستوحاة من تموجات أشرعة المراكب التقليدية. تبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألفَ مقعد. ويستضيف خلال المونديال، المباريات حتى الدور ربع النهائي. ويشهد 6 مباريات في مونديال العرب حتى الدور ربع النّهائي.
استاد خليفة.. عراقة وأصالة
يعتبرُ استادُ خليفة الدوليّ، الذي يتّسع ل 40 ألفَ مشجّع، أوّل استادات المونديال جاهزية. ويعتبرُ هذا الصرحُ الرياضي الاستادَ الوطني للدولة ومهد الرياضة في قطر، ويتمتّع منذ افتتاحه أوّل مرة عام 1976 بتاريخ حافل في استضافة العديد من الأحداث والبطولات الرياضيّة في قطر. واستعدادًا لمونديال 2022، خضع استاد خليفة الدولي لأعمال تطوير واسعة ليصبح أول الاستادات الثمانية جاهزية لاستضافة منافسات البطولة. وقد تضمنت أعمال تطوير الاستاد تغيير واجهته الخارجية، وإضافة نحو 12 ألف مقعد لرفع طاقته الاستيعابيّة، علاوةً على تزويد الاستاد بأنظمة إضاءة مُوفرّة للطاقة. وتمّ الإعلانُ عن جاهزية الاستاد في مايو 2017، ويستضيفُ الاستادُ في المونديال 8 مباريات منها مباراة تحديد المركز الثّالث.
المدينة التعليميّة.. جوهرة الصحراء
أُعلنَ عن جاهزيةِ استاد المدينة التعليميّة في 15 يونيو 2020 من خلال فعاليّة رقْمية، وذلك مُراعاةً للتحديات التي فرضتها الجائحةُ العالمية «كوفيد- 19»، واحتفت الفعالية بجهود الأطباء والأطقم الطبية العاملة في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة.
يتّسع الاستادُ ل 40 ألفَ مشجّع، وهو أول استادات بطولة قطر 2022 الحاصلة على شهادة من فئة الخمس نجوم في الاستدامة من برنامج المنظومة العالميّة لتقييم الاستدامة «جي ساس» في التصميم والبناء. ويستضيف 8 مباريات خلال مونديال قطر 2022 من مرحلة المجموعات وصولًا للدور ربع النّهائي. وخلال بطولة مونديال العرب، يستضيف استاد المدينة التعليميّة خمس مباريات حتى الدور ربع النهائي.
لوسيل.. عملاق يعكس طابع المدينة
يعتبر استاد لوسيل أكبر استادات مونديال 2022 من حيث الطاقة الاستيعابيّة.
وقد استُوحي تصميم هذا الاستاد الاستثنائي، الذي يتّسع ل 80 ألف مشجع، من تداخل الضوء والظل الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام، والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال فترة نهوض الحضارة في المنطقة.
يمتاز استاد لوسيل، الذي تحتضنه مدينة لوسيل العصرية، بتصميم مستقبلي يعكس طابع المدينة، وقد أشرفت شركة «فوستر + بارتنرز» على تصميم هذا الصرح الرياضي الضخم.
من المقرر الإعلان عن جاهزية الاستاد في مطلع العام 2022، ويستضيف عشر مباريات في المونديال، بما في ذلك نهائي البطولة.
أحمد بن علي.. جمال وروعة
جرى تشييدُ استاد أحمد بن علي في موقع استاد قديم كان يحمل نفس الاسم، وتتزين واجهتُه الخارجية برموز تُشير للترابط الأسري في المجتمع القطري، وأخرى تجسّد جمال الحياة الصحراوية وطبيعة الحياة البرية فيها، وأشكالًا تعكس جوانب من التجارة الدولية التي تقف وراء النجاح الاقتصادي لقطر على مرّ العقود. وتجمع كلَّ هذه الأنماط والرموز درعٌ ترمز للقوة والوحدة والولاء والانتماء. وتعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة الدولة، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية، في دلالة على الطابع الصحراوي الذي يطغى على غربي البلاد.
ومن المقرّر أن يستضيف الاستاد 4 مباريات خلال مونديال العرب من دور المجموعات، بينما يشهد 7 مُباريات حتى الدور ال16 خلال مونديال 2022.
974.. رمز ومفتاح النجاح
تعودُ تسمية استاد 974 بهذا الاسم إلى عددِ حاويات الشحن البحري المستخدمة في بنائه، وإشارة إلى رمز الاتصال الدولي الخاصّ بدولة قطر.
يمتاز استاد 974 الذي كان يحمل اسم استاد رأس أبو عبود بتصميمه الفريد الذي أبدعته شركة فينويك إريبارن أركيتكتس باستخدام حاويات الشحن البحري.سيستضيف هذا الاستاد، الذي يتسع ل 40 ألف مشجع، 6 مباريات خلال مونديال العرب، تبدأ بأول مباراة على أرضه، وتجمع منتخبَي الإمارات وسوريا في 30 نوفمبر الجاري، بالإضافة إلى مباراة تحديد المركز الثالث.ويستضيف الاستاد 7 مباريات خلال مونديال 2022 من مرحلة المجموعات حتى دور ال16.
الثمامة.. قحفيّة بأنامل قطرية
جرى الإعلانُ عن جاهزية استاد الثّمامة، الذي يتّسع ل 40 ألفَ مشجع، في 22 أكتوبر 2021 أثناء استضافته نهائي كأس الأمير.
أبدع المهندسُ القطري إبراهيم الجيدة في تصميم استاد الثمامة المُستوحى من «القحفية» أو القبعة التقليدية التي يرتديها غالبية الرجال والصبية في كافة أنحاء الوطن العربي. ويعتبر هذا الاستاد أول استاد مونديالي جرى تصميمه بأنامل قطرية.
حصل هذا الاستاد على جائزة أفضل تصميم استاد عن فئة «المرافق الرياضية والاستادات تحت الإنشاء»، وذلك خلال حفل توزيع جوائز النسخة السابعة عشرة من جائزة إم آي بي آي إم لمسابقة مشروعات الهندسة المعمارية المستقبلية، ليصبح بذلك أوّل استاد كرة قدم في قطر يحصل على هذه الجائزة المرموقة.
سيستضيفُ 8 مباريات خلال مونديال 2022 من مرحلة المجموعات حتّى الدور ربع النهائي، ومن المقرّر أن يشهد 6 مباريات خلال مونديال العرب حتى الدور نصف النهائي.