واحة النفس.. صفحة متخصصة في الطب النفسي
لتمكينهم من النّجاح في حياتهم العلمية والعملية
غرس قيمة الوقت في نفوس الأبناء مهمة الآباء
الوقت هو الأمرُ الوحيد الذي يمتلكه جميعُ البشر أربعًا وعشرين ساعة في اليوم الواحد، لكنَّ الفارق الوحيد بين الناس هو كيفية استغلالهم لهذا الوقت، فهو أثمن ما نملكه في الحياة، ولكننا نتفنن في قتله وإضاعته والتفريط فيه، وفي حقيقة الأمر أننا نقتل أنفسنا، فالوقت هو الحياة، ونلاحظ أن العظماء عبر التاريخ عرفوا أهمية الوقت واستغلوه أفضل استغلال؛ لهذا استطاعوا أن يضعوا بصماتهم في صنع التاريخ.
قال صلّى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، رواه البخاري، وللوقت خاصية، وهي أنه إذا ذهب لا يرجع، وهذا يدفعنا لاستغلال كل لحظة منه، كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك)، رواه البخاري.
إن من تراه يجول في الشوارع الساعات الطوال بلا هدف، هو مضيّع لوقته، ومن تراه يجلس الساعات الطوال يرغب فيما لا يعود عليه في دينه ولا في دنياه، هو مضيع لوقته، وكل من اشتغل بما لا يرضي الله فقد ضيّع وقته.
ونلاحظ أنَّ كثيرًا من الأمهات تشكي من عدم تنظيم أطفالهن للوقت حيث يتم التعامل مع بعض الأمور بشكل عشوائي، وغير منظم كوقت عمل الواجب المدرسي وبعض الأنشطة، والرغبة في لقاء الأصدقاء، واللعب معهم أغلب الوقت، ما يُدخل الأم في معاناة بشكل دائم من فوضى وعدم تركيز طفلها سواء في المدرسة أو التعامل مع الأقارب والأصدقاء والحياة الاجتماعية، لذلك هنا تقع المسؤولية على الأم بتعويد طفلها منذ الصغر على تنظيم وقته.
وأول توجيه ينبغي أن يغرسه الآباء في نفوس أبنائهم الاهتمام بقيمة الوقت والغيرة على فواته أو تضييعه لأن المضيع لوقته مضيّع لحياته كلها وفي الحديث الشريف: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: منها: «وعن عمره فيما أفناه» (رواه الترمذي).. وأنه ما من يوم تشرق فيه الشمس إلا وينادي أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم الوعيد.
وثاني توجيه لحفظ الأوقات التذكير بسيرة العظماء والنبلاء والعلماء الذين ما بلغوا ذرى المجد والرفعة إلا باستغلال أوقاتهم والحرص على عدم تضييعها، روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي». وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: «إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما».
وقال الحسن البصري رحمه الله: «أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم».
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «نفسُك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل».
وثالث توجيه للأبناء على الوالدين التمتع بالحزم والالتزام بالقوانين المنظمة للحياة الأسرية، دون أي تهاون فيها، والحزم لا يعني القسوة أو التسلط أو الإجبار، الحزم يقوم على الفهم والتفهم.
ورابع توجيه للأبناء في حفظ أوقاتهم واستثمارها درب طفلك على معرفة دوره في الحياة، سواء الشخصي أو الأسري أو المجتمعي حسب عمره، معرفة الدور تنتج مهام، وهذه المهام لها سُلّم أولويات يبدأ من القاعدة وينتهي بقمة الهرم، ناقش مع طفلك أولوياته وساعده في تنظيمها للإنجاز حسب معرفته وقدرته واحتياجاته.
إستشارت
كيف أقوّي من شخصية ابنتي؟
ابنتي تبلغ من العمر سبع سنوات، هي الآن في الصفّ الثالث الابتدائي، ومتفوقة في الدراسة، ولكن أعاني منها في كونها ضعيفة الشخصية، بمعنى أنها في وجود أطفال آخرين معها تكون تابعةً لهم، تفعل ما يملونه عليها بدون أن تبدي أي رأي لها.
. أخوكم أبو محمد.
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو محمد حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك معنا.
اعلم أن الأسرة لها أهمية بالغة في تكوين الشخصية، وقد أولاها الإسلام العناية التي تستحقّها، وأنا أقولها لك: لا داعي للقلق بالنسبة لشخصية ابنتك، فهذا ليس ضعفًا في الشخصية، وإنما هو تواكل، حيث يتغير بتغير وتطوّر السنّ، وهنا لا يكون للطفل رأي أو تصرف نحو أي عمل، بل ينتظر من غيره أن ينجز له العمل أو يملي عليه أي عمل كان، وهناك من يكون له الخضوع التام للآخرين، وهذا يؤدي به إلى سلوك لا اجتماعي، وفي هذه الحالة تحتاج ابنتك إلى بعض التوجيهات والكلمات الطيبة التي توضح لها الخطأ من الصواب دون استعمال العصبية والغضب.
واعلم يا أخي أنه متى ظهر خلق جميل وفعل محمود من ابنتك فينبغي أن تكرمها وتجازيها وتمدحها، وإن خالفت ذلك في بعض الأحوال فحاول أن تعاتبها سرًا وليس أمام الجميع، ولا تكثر عليها العتاب؛ لأن ذلك يهون عليها سماع الملامة، وفّقك الله وسدد خطاك.
يؤدّي للإصابة بالأمراض القلبية والنفسية
4 نصائح للتغلب على التوتر النفسي
التوتّر النفسيّ له آثار ومشاكل صحية تنعكس على الحياة الاجتماعية والمادية، التي لم يعد من الممكن تجاهلها واعتبارها غير مهمة، فقطاع كبير من الناس يكونون في حالة اصطدام يومي مع ما يعترضهم والمشاكل اليومية التي يتعرض لها الشخص قد تسبب له التوتر العصبي، ما قد يجعله غير حكيم في معالجة المنغصات وعلى أكثر من صعيد.
ولذلك فإن للتوتر النفسي آثارًا ضارة على صحة الفرد، ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض القلبية والنفسية الحادة، ويؤدي أيضًا إلى ظهور الأعراض الهستيرية المتشابهة تمامًا مع الأمراض العضوية وقد يكون سببًا مباشرًا لعوامل أخرى، كارتفاع ضغط الدم وحالات القصور، وجلطة الشرايين التاجية، وفي بعض هذه الحالات يكون من الصعب على المريض الاقتناع بأنه لا يعاني من أي مرض عضوي.
فالتوتر النفسي نجده عادة في الأشخاص الذين يتحملون المسؤوليات الجسيمة وكذلك نجده أيضًا مع رجال السياسة والإعلام، فهؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون مرهفي الحس ويتميزون بشدة الالتزام بالمواعيد وتحمل مضايقات العمل والأعباء النفسية من أجل الوصول إلى الهدف المقصود. وكذلك فإننا نلاحظ أيضًا ظهور أمراض القلب في شبابنا -حتى في العشرينيات من العمر- بعد أن كنا لا نراها إلا في الأعمار المتقدمة نتيجة المشاكل التي يواجهونها في الحياة، وعليه فإن التوتر النفسي يعتبر في المرتبة الأولى انتشارًا بين الأمراض النفسية.
ولكي تتخلص من التوتر النفسي اتّبع بعض الخطوات التالية:
1- القيام ببعض التدريبات بانتظام:
القيام ببعض التدريبات الرياضية المتاحة لك. وإذا لم يكن هناك مجال لذلك فالسير على الأقدام لمدة عشرين دقيقة يساعد على تنشيط الدورة الدموية وإحراق بعض السكر الذي يفيد في كثير من الأحوال، ولا سيما مرض السكري.
2- تناول الطعام الصحيح: لا بد للإنسان ليكون قادرًا على مقاومة هذه الضغوط من تناول الطعام الصحيح، فالطعام الصحيح يعني الصحة الجيدة، وطالما كان الإنسان يتمتع بصحة جيدة ففي استطاعته مواجهة الظروف العصبية التي يمر بها.. ولا بد من تناول المواد البروتينية والنشوية والسكرية والمعادن والأملاح لإحداث التوازن.
3- الحصول على قدر كافٍ من النوم: النوم من النعم الكبرى التي حبانا بها الله ولا بد للشخص العادي أن ينام سبع ساعات يوميًا، فالنوم يساعد الجسم على استرداد نشاطه كما أن فترة الاسترخاء التي تسبق النوم لها تأثير طيب على التخلص من مضاعفات الضغوط اليومية.
4- وضع أولويات للقيم:
القيم هي المعايير للحياة السليمة، وهي تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر. فالحق والصدق وحب الوطن وتأدية الواجب والوفاء والالتزامات الأسرية والاجتماعية كلها قيم، والقيم لا توجد إلا في مجتمعٍ مترابط.
التفكير الإيجابي:
– البحث يعلم الإنسان الاعتراف بخطئه، والافتخار بهذه الحقيقة أكثر من أن يحاول بكل قوّته الدفاع عن شيء غير منطقي خوفًا من الاعتراف بالضعف، بينما الاعتراف علامة القوة.
– قدرتك على حفظ اتزانك في الطوارئ ووسط الاضطرابات وتجنب الذعر هي العلامات الحقيقية للقيادة.
– يستحيل إرضاء الناس في كل الأمور … ولذا فإن همنا الوحيد ينبغي أن ينحصر في إرضاء الله سبحانه وتعالى ثم إرضاء ضمائرنا.
– الأفضل أن تصل مبكرًا ثلاث ساعات من أن تتأخر دقيقة واحدة.
– السيطرة ضارّة إلا سيطرتك على نفسك.
– لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوؤه المرء في حياته.. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلّب عليها.
همسات:
– احترم ذوات الأطفال ومشاعرهم، وحاجاتهم وميولهم.
– احترم إنجازاتهم ولو كانت يسيرة.
– ذم الفعل والسلوك الخطأ ولا تذم الفاعل ذاته، فلا تقل: أنت كذاب، وقل: هذا كذب.
– تخير الكلمات المشجعة والمحفزة لهم.
– المشاجرات المتكررة للوالدين أمام الأولاد تقلل من احترام الأولاد للآباء.
– تجنب السبّ واللعن والألقاب السيئة والتحقير لأولادك.
– لا تمانعهم من مجالسة الكبار المعروفين بالخير والاستقامة، فهذا يزيد من تقديرهم.