أجواء تراثيّة مستوحاة من حياة الأجداد في «المحامل»
جمهور المهرجان يعيش روعة الماضي بعيون الحاضر

الدوحة- الراية:
يعيشُ الزوّارُ والضيوفُ مع النسخة الحادية عشرة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية، أجواءً تراثيةً مميزةً مستوحاة من حياة الأجداد، حيث يشاهدون في رحاب الفعاليات والأنشطة المستمدّة من التراث البحري الأصيل، التي تقام يوميًا على سيف كتارا، روعة الماضي بعيون الحاضر، هذا إلى جانب فعاليات كتارا لمونديال العرب والتي تتضمن العديد من الأنشطة كالمعارض الفنية والموسيقى وفنون الشارع، حيث يؤكّد الزوار أنّ أكثر ما يميزها انفتاحها على فنون وتراث وتقاليد الدول العربية من رسم وغناء واستعراضات شعبية، حيث يجوبُ شوارعَ كتارا العديدُ من فرق الفنون الشعبيّة.
مشاركات مميّزة
ويضمّ مهرجانُ المحامل التقليدية عددًا من الأجنحة التراثيّة المتميّزة، وفي هذا السياق، يقول السيد علي النعمة من إدارة الثروة السمكية من قسم الإرشاد والتوعية في وزارة البيئة: نُشارك لأوّل مرّة في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية ونقدّم كل ما يرتبط بالبحر والأسماك والصيد والكائنات البحريّة وما يتعلّق بالاستزراع. ويضمُّ جناحنا عددًا من إسفنج البحر، وأنواع شبك الصّيد والسفن التقليدية، بالإضافةِ إلى نجوم البحر، حيث نعرض أعدادًا كبيرةً منها مع الشعاب المَرجانية والصخور البحرية. كما نشارك بأسماك الاستزراع، وهي من أسماك الاستزراع في «راس مطبخ»، إلى جانب مُشاركتنا بالأسماك المحنّطة الجارحة مثل السياف والجد وبعض أسماك الصياد.
التراث البحريّ
وضمن الأجنحة التراثيّة للدول المشاركة يقدم بيت زنجبار فكرة عن التراث البحري. وتقول إحدى المشاركات: نقدم صورًا توثيقية متنوّعة من المحامل التقليدية من زنجبار في الموانئ في عددٍ من الدول الخليجية التي كانت تربطها بزنجبار علاقات تجارية، كما نقدم بعض الأشغال الحرفية التي تبيّن تاريخنا التراثي المُشترك مع دول المنطقة.
لوحة بانوراميّة
وتقدّمُ النسخة الحالية لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية لوحة بانورامية تنبض بالأصالة وتسلط الضوء على التفاصيل الدقيقة لحياة البحارة على ظهر السفن، بكل ما تزخر به من جِدّ وكفاح وعزيمة، وذلك من خلال معرض يفتح أمام الزوار نوافذ الموروث البحري العريق، ليعيشوا روعة الماضي بعيون الحاضر، وذلك من خلال التعرف على تقاليد الصيد والغوص على اللؤلؤ، من خلال معايشة حقيقية مع النواخذة واليزوة «رُبان السفينة والبحارة»، وهم بكامل معداتهم البحرية القديمة التي كانوا يستخدمونها للغوص. ويشكل معرض المحامل التقليدية، فرصةً قيمةً لجمهور المهرجان من أجل التعرف على الأنواع العديدة من المراكب القديمة والسفن الشراعية التي كانت تتنوع في أشكالها وأحجامها طبقًا لأغراض استخدامها، سواء من أجل الصيد والغوص على اللؤلؤ أو بهدف السفر والتجارة ونقل البضائع، وهي تتخذ مسميات مستوحاة من صميم التراث البحري.
فعاليات مونديال العرب
كما يجدُ زوّار كتارا بمختلف فئاتهم الفعاليات المتنوعة والمنتشرة في أنحاء الحي الثقافي كتارا، وذلك بالتزامن مع مونديال العرب، حيث تجد المعارض المتنوعة إقبالًا كبيرًا، ومنها «معرض كتارا لكرة القدم والفن التشكيلي»، الذي يضم لوحات لفنانين محليين وعالميين، حيث جسّدت الأجواء الحماسية لآخر خمسة مونديالات في عالم كرة القدم، إلى جانب لوحات تصوّر أجواء المنافسات في هذه المُباريات، والمعرض الدائم لروّاد الفنّ التشكيلي في المبنى 19. بينما اختصّ المعرضُ الثالث بالتراث وأعمال السدو في القاعة 13، وشاركت فيه 25 من الحرفيات، وضمّ العديد من منتجات السدو.
فنون الشّارع
وتعد «فنون الشارع» الفعالية الأكثر إثارةً للمتعة والدهشة في آن، حيث يجد الأطفال متعةً كبيرةً في البحث عن المهرّجين الذين يجوبون شوارع كتارا بأزيائهم المميزة لالتقاط صور تذكارية معهم. وتشتمل فعالية «فنون الشارع» كذلك على فنّانين تشكيليّين ورسامي وجوه يقومون برسم لوحاتهم أمام الجمهور، كما يعرض حرفيون وفنانون تشكيليون منتجاتهم التقليدية ولوحاتهم للبيع، وفي الأيام القادمة سينضم إلى رسامي الشوارع فنانون معروفون برسومات «الجرافيتي» .
أنشطة موسيقيّة
كما يجد عشّاق الموسيقى العربية ضالتهم في العدد الكبير من العازفين الذين يتوزعون على أركان شوارع الحي الثقافي، بشكل فردي، وهناك عازفون على آلة العود، وعازفون على آلة الأورغن، وآخر يعزف على الأكورديون، ويتجسد تفاعل الزوار مع أصوات الموسيقى العربية من خلال الطلبات التي يقدمونها للعازفين، لسماع موسيقى أغنيات معينة يفضلونها، كما أنّ العازفين يبادلونهم التفاعل.