المحليات
الراية رصدت بيعها بشكل علني في المحلات وعلى مواقع التواصل

الإطارات المستعملة خطر قاتل على الطريق

تجار ينظفون الإطارات ويبيعونها للزبائن بأسعار أقل من الجديدة بنسبة 50%

بيع إطارات مستعملة مرّ على تصنيعها أكثر من 3 سنوات وبدون أي ضمانات

د. محمد الكواري لـ الراية: الإطارات أخطر أجزاء المركبة وقد تؤدي لانقلابها

البالون المستعمل يعرض صاحبه وجميع مستخدمي الطريق للمخاطر

عرض كميات كبيرة من إطارات البالون المستعملة .. و300 ريال سعر الواحد منها

الدوحة – حسين أبوندا:

شهدت تجارة الإطارات المستعملة رواجًا في الفترة الأخيرة، وبات أصحاب محلات بيع الإطارات يعرضونها على الزبائن بشكل علني، فضلًا عن لجوء الكثير من الأشخاص إلى المتاجرة في الإطارات المستعملة وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقومون بتنظيف الإطارات وبيعها للزبائن بأسعار أقل من الجديدة بنسبة 50%.

وخلال جولة قامت بها الراية على عدد من محلات بيع الإطارات، رصدنا قيام البائعين في المحلات بعرض الإطارات المستعملة على الزبائن بشكل علني ويقنعونهم بجودتها وسلامتها، وأنها شبه جديدة، متجاهلين حجم المخاطر التي قد يتسببون فيها ببيعهم مثل هذا النوع من الإطارات التي ينصح الخبراء بتجنب شرائها واستخدامها.

وبسؤال البائعين في عدد من المحلات عن سنة صنع الإطارات التي يتم بيعها اتضح أنها قديمة ومعظمها تجاوز عمرها ثلاث سنوات، وحالة بعض النوعيات ظاهريًا جيدة وأخرى كانت شبه متهالكة، حيث يتم بيع 4 إطارات يابانية الصنع بسعر يتراوح بين 800 و1000 ريال، في حين يتراوح سعر الإطارات الجديدة من نفس النوع بين 1900 و2050 ريالًا.. وفي حال طلب الزبون فترة ضمان يتم إبلاغه أنه لا ضمان للإطارات المستعملة، وأن المحل غير مسؤول عن أي تلف يلحق بها بعد تركيبها حتى ولو بعد نصف ساعة فقط.

كما رصدت الراية قيام التجار بعرض إطارات البالون بكميات كبيرة، وفي الغالب يكون شكلها الخارجي شبه متهالك ولا يصلح، لكن التجار أشاروا إلى أن الكثير من الزبائن يشترونها بسعر 300 ريال للإطار الواحد.

انقلاب المركبة

د. محمد سيف الكواري

وحذر الدكتور محمد سيف الكواري الخبير بالمواصفات والمقاييس، من مخاطر استخدام الإطارات المستعملة حتى لو كان شكلها العام يظهر عدم وجود عيوب فيها وذلك لصعوبة الحكم على سلامتها على الطريق بالعين المجردة، مؤكدًا أن الإطارات من السلع الحساسة وهي من أخطر أجزاء المركبة التي إن تعطلت ستؤدي لانقلاب المركبة أو فقدان السائق للسيطرة عليها.

وقال د. الكواري، في تصريحات لـ الراية إن الجهات المعنية بالدولة تمنع بشكل قاطع دخول الإطارات المستعملة للبلاد على عكس بعض الدول الأوروبية والإفريقية التي تسمح بذلك بشروط من ضمنها وجود شهادة تثبت جودتها وسلامتها ومطابقتها للمواصفات، مشيرًا إلى أن الإطارات المستعملة التي تباع داخل البلاد هي نتاج قيام أفراد عاديين ببيعها للمحلات أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومن غير الممكن أن تكون قد دخلت للبلاد عبر المنافذ الجمركية.

تاريخ الاستعمال

وأوضح أن خطورة شراء الإطارات القديمة تكمن في عدم معرفة المستهلك تاريخ استعمالها السابق، فمن الممكن أن يكون تم استعمالها في الطرق الوعرة أو التربة المالحة أو أنها أزيلت من مركبة غارقة في مياه البحر لمدة طويلة، وهو ما يؤثر على العمر الافتراضي للإطار ويجعله غير صالح حتى لو كان ظاهريًا يبدو مناسبًا وجيدًا من وجهة نظر الزبون، مشيرًا إلى أن تجنب شرائه هو الحل الأمثل لتفادي المخاطر التي قد تنجم عن استخدامه.

وأشار إلى أن صاحب المركبة قد يوفر 50% من قيمة شراء إطار جديد في حال لجوئه للإطارات المستعملة، لكن في نفس الوقت لا يستطيع أن يضمن سلامته الشخصية على الطريق، فضلًا عن أنه لن يضمن العمر الافتراضي للإطار في ظل تملص التاجر من منحه شهادة ضمان كما هو الحال في الإطارات الجديدة التي تلزم الجهة المعنية المحلات بمنح المشتري فترة ضمان لا تقل عن عام على الإطارات التي تم بيعها.

تلف المطاط

وكشف عن أن خطورة الإطارات المستخدمة لا تقف عند ذلك فقط بل هناك مشكلة رئيسية تكمن في أنه مر على صناعتها من عامين إلى 3 أعوام رغم أن الخبراء يؤكدون أن العمر الافتراضي للإطار هو 24 شهرًا (عامان) مشيرًا إلى أن المطاط يتعرض للتلف حال عدم استعماله لفترة طويلة حسب الدراسات التي تمت في هذا الشأن.

ونصح بالتحقق من تاريخ الصلاحية قبل شراء الإطارات وعدم شراء أي إطار مر على صنعه أكثر من عامين، والتأكد من الأرقام الأربعة الموضحة بالإطار والتي تبين الأسبوع الذي صنع فيه الإطار بالإضافة إلى سنة الصنع، فعلى سبيل المثال إذا ما كان إطارًا موضحًا فيه 15/‏21 فهو صنع في الأسبوع الخامس عشر من عام 2021.

خطر قاتل

وحذر من لجوء بعض الشباب لشراء إطارات البالون المستعملة من المحلات التي تعرضها بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار الجديدة، معتبرًا أن إطارات البالون مخصصة للطرق الرملية ولا تصلح للسير على الطرق الإسفلتية لسهولة انفجارها وتهالكها وتآكلها السريع، معتبرًا أن من يشتري إطار البالون المستعمل يعرض نفسه وباقي مستخدمي الطريق للخطر نظرًا لاحتمالية انفجار الإطار في أي لحظة.

ولفت إلى أن جميع الإطارات الموجودة في قطر تتضمن شهادة مطابقة للمواصفات الخليجية، لكن كل إطار تختلف جودته عن الآخر فهناك إطارات يتم استيرادها من بلد آسيوي تباع بسعر منخفض ولكنها تخدم صاحب المركبة في حال استخدمها داخل المدينة فقط وتجنب القيادة في الطرق الوعرة مدة تتراوح من سنة ونصف إلى سنتين، كما توجد إطارات أخرى متوسطة السعر تخدم صاحب المركبة أكثر من سنتين، وهناك إطارات يابانية الصنع تخدم عدة سنوات في الاستخدام الطبيعي ولكن سعرها مرتفع، مشددًا على ضرورة حصول المستهلك على شهادة الضمان التي لا تقل عن عام وفاتورة الشراء حتى يضمن المستهلك حقه حال تعرض الإطار للتلف خلال فترة الضمان.

وأكد أن الفرق فقط في الجودة والعمر الافتراضي لكل إطار، أما بالنسبة للمواصفات فهي مطابقة للمواصفات الخليجية وهي من فئات درجة الحرارة (A) أو (B) وبرمز سرعة (S) الذي يساوي 180 كم/‏س أو أعلى، ناصحًا المستهلكين بتركيب الإطارات من فئة A التي تتحمل درجات حرارة أعلى من الفئة B. وقال إن الفارق في السعر بسيط بين الفئتين، مشيرًا إلى أن الإطارات المصنعة خصيصًا لدول الخليج تتحمل درجة حرارة تصل إلى 80 درجة مئوية.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X