كتاب الراية

إبداعات.. مونديال العرب FIFA قطر2021.. بصمة تاريخية

الاحتفال المبهر وضع قطر في قلب الأحداث العالمية

نعيش لحظاتٍ تاريخيةً بالأراضي القطرية مع افتتاح حضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مونديال العرب FIFA قطر ٢٠٢١ بكرنفال رياضيّ ومشاركة ١٦ منتخبًا عربيًّا تتنافس بـ ٣٢ مباراة على مدى ١٩ يومًا، باستاد البيت بمدينة الخور، وبحضور قوي من ٦٠ ألفًا من الجماهير القطريّة والمقيمين ومشجّعي الرياضة من دول مُختلفة.

بدايةً هذا الحدث القطري العربي العالمي أحدث نقلة نوعية وفريدة للعالم العربي بتسليط الأضواء العالمية ليس على القدرات والإمكانات القطرية فقط، ولكن على القدرات والإمكانات العربية وما تمتلكه من عقول وطاقات وقدرات وإمكانات وبصمات فكرية وعقلية وإبداعية وابتكارية، ومن يرجع للتاريخ سيجد العلماء والابتكارات العربية في شتى المجالات في أوطانهم ومن هجروا أوطانهم وكان لهم بصمة في العالم الغربي.

وهذا ما لمسناه من خلال الإشراقة الرياضية القطرية ابتداءً من انطلاقة الافتتاح باستاد البيت بمدينة الخور والذي يعبر عن البيت العربي التقليدي، عربي الهُوية بمعايير عالمية تواكب التطوّرات الاقتصادية والرياضية والتكنولوجية وتوظيف طاقاتهم وإمكاناتهم وفق معايير دولية تواكب الأحداث والأجيال.

والفكرة الرياضية القطرية لاستضافة مونديال العرب باستاد البيت بمدينة الخور ومع مضمون حقيقي لفكرة الافتتاح، والذي تستعرض فيه تاريخ المنطقة العربية والمقيمة في قطر والقادمة من الخارج، ومآثر العرب ووحدتهم وتكاتفهم عبر شخصية جحا المتواجدة في التراث الشعبي في كثير من الثقافات القديمة كان لها صدى وتأثير كبير وقدرات ثقافية وفكرية بأن تسلط الضوء العالمي على تاريخ المنطقة العربية بالأراضي القطرية اليوم، ورغم وطأة الأحداث الاقتصادية والسياسية والصحية التي تعيشها المنطقة إلا أنها كانت في قمة التكاتف والوحدة باستاد البيت القطري والذي احتضن الدول العربية بين أجيال مُختلفة جمعتهم الرياضة القطرية، بروح الوحدة العربية القطرية بين موسيقى شرقية هادفة ما بين الزمن الجميل من عمالقة الفن العربي أم كلثوم وفيروز، وحتى الأغاني الشعبية، وجمعتهم الرياضة لتحمل رسالة حقيقية وهادفة وسامية لكل الأجيال والثقافات بضرورة التمسّك بالهُوية الثقافية والأصالة العربية مع مواكبة الأحداث والتطوّرات الحالية.

هذا الاحتفال الكرنفالي القطري العالمي الرائع رسم قطر في إطار لوحة فنية ثقافية من قلب الأحداث الدولية، وهي تحمل روح السلام العربي لكل الإخوة بالدول العربية في إطار رسالتها السامية لدوحة السلام وكعبة المضيوم بصورة واقعية عبر إنجازاتها التاريخية الثقافية والرياضية والاقتصادية، وكيف سخّرت كل طاقتها وإمكاناتها حتى تصل عبر الدبلوماسية القطرية واستراتيجيتها لنقطة فارقة ومحط أنظار العالم باستضافة مونديال العرب واستعداداتها القادمة لاستضافة مونديال كأس العالم ٢٠٢٢. إنها رسالة تدعو الجميع من الأجيال من القطريين والعرب من قلب استاد البيت بالأراضي القطرية للتمسك بالهوية الثقافية العربية الأصيلة واستثمار كل الطاقات والإمكانات لروح الفريق العربي الواحد من أجل نهضة المجتمعات القطرية والعربية، وهذا لن يحدث إلا من خلال التمسك بالهُوية الثقافية والأصالة العربية، وتوفير البيئة الصحية والعلمية والثقافية لكل العقول العربية، وهذا ما جسّده الكرنفال الكُروي القطري عبر الطيور المهاجرة، وهو دليل على أهمية ومكانة الإنسان العربي وتنميته في موطنه العربي الأصيل.

وأخيرًا كل التحية والتقدير لكل من ساهم في نجاح وفكرة بناء الاستادات المونديالية القطرية التي تحمل في مضمونها الأصالة العربية والهُوية الثقافية الأصيلة، وأصبحت القدرات والإمكانات القطرية محل ثقة للعالم في وحدة الصفوف العربية وإدارة المونديالات الدولية بكفاءة ومعايير وجودة عالمية.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X