أخبار عربية
خلال اجتماع اللجنة الاستراتيجية المشتركة بالدوحة الثلاثاء .. السفير مصطفى كوكصو:

اتفاقيات جديدة تعزز العلاقات القطرية التركية

الرئيس أردوغان يترأس وفدًا رسميًا كبيرًا من الوزراء ورجال الأعمال

الاتفاقيات تشمل قطاعات الاستثمار والتجارة والتنمية والصحة والشباب والرياضة

انتظام انعقاد اللجنة أحد مظاهر قوة الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين

أكثر من ٦٨ اتفاقية حصيلة اللجنة المشتركة منذ تأسيسها عام ٢٠١٤

الاتفاقيات الجديدة ستدعم علاقاتنا وتزيد من روابطنا المشتركة

الدوحة – إبراهيم بدوي:

قال سعادة السفير مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركيّة الشقيقة لدى الدولة: إن اتفاقيات جديدة ستشهدها الدورة السابعة للجنة الاستراتيجيّة العليا المشتركة بين قطر وتركيا في الدوحة، بعد غد الثلاثاء، برئاسة زعيمَي البلدين، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى، وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح سعادته في تصريحات صحفيّة أن فخامة الرئيس أردوغان يصل الدوحة على رأس وفد رسمي كبير، يضم عددًا كبيرًا من الوزراء ورجال الأعمال، والبرلمانيين، وستستمرّ الدورة القادمة يومين، وتشهد الاجتماعات التوقيع على مزيد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

اللجنة الاستراتيجيّة

وقال سعادة السفير التركي: إنه منذ تأسيس اللجنة الاستراتيجيّة العليا المشتركة بين قطر وتركيا، وُقّعت أكثر من 60 اتفاقية و6 بيانات مشتركة، وتتنوّع تلك الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والصناعة والدفاع والأمن والاستثمار والطاقة والثقافة والملكية الفكريّة والتعليم والشباب والاقتصاد، وغيرها من مجالات التعاون الحيويّة، مؤكدًا أن تلك الاجتماعات المتتالية والزيارات المتبادلة، في وقت قريب وقصير، تعكس الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود باستمرار، كما أنها تعدّ في الوقت نفسه أحد مظاهر قوة الشراكة الاستراتيجيّة بين الدولتين، وانتظامها بشكل دوري يعكس اهتمام البلدين بتقوية هذه الروابط، والحرص على المتابعة الحثيثة لما تمّ التوصّل إليه من اتفاقات، وتفعيلها.

حصيلة مثمرة

وأضاف: إن اللجنة الاستراتيجيّة العليا تساهم ليس فقط في تدعيم العلاقات الثنائيّة بين قطر وتركيا، بل في تقريب وجهات النظر في السياسة الخارجيّة، كما تساهم في شتى المجالات المشتركة الحيويّة بين البلدين.

وقال السفير التركي كوكصو: «عُقدت 6 دورات على مدار السنوات الماضية منذ تأسيس اللجنة عام 2014، رعى خلالها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدى مع الرئيس التركي، التوقيع على عشرات الاتفاقيات الهامة في شتى المجالات، كانت حصيلتها حوالي 68 اتفاقية»، مضيفًا: «يأتي المجال الاقتصادي وبعده العسكري على رأس المجالات المختلفة التي يتم توقيع اتفاقيات حولها خلال اجتماعات اللجنة الاستراتيجيّة العليا المشتركة بين قطر وتركيا».

اتفاقيات جديدة

وحول الاتفاقيات المتوقع توقيعها خلال الاجتماع السابع للجنة، قال سفير الجمهورية التركيّة د. مصطفى كوكصو: إنها تتنوّع في مجالات الثقافة، والتجارة والاستثمار والإغاثة، والشباب والرياضة وتنظيم الفعاليات والدبلوماسية والتنمية والصحة. وأكد كوكصو أن تركيا وقطر توليان كامل الحرص لتنفيذ وإنجاز جميع البنود المتفق عليها خلال اجتماعات اللجنة الاستراتيجيّة العليا المشتركة؛ وهو ما نرى نتائجه ظاهرة جليّة. وأضاف: «نثق أن الاتفاقيات الجديدة ستدعم وتزيد من روابطنا المشتركة، خاصة أنها تأتي في ظل حالة هدوء وانفتاح ومصالحات تشهدها المنطقة، وبالتالي فأي تطوّر ثنائي هنا بين الدوحة وأنقرة ينعكس بالضرورة على النمو والاستقرار في الخليج والشرق الأوسط».

توافق الرؤى

وأكد كوكصو أن قطر وتركيا تلتقيان في وجهات النظر حول العديد من الملفات، أبرزها أزمة الحرب في سوريا، والوضع السياسي المتأزّم في ليبيا، ومجال مكافحة الإرهاب، وتركيا وقطر شريكان كبيران في طريقهما نحو تنفيذ كافة الاتفاقيات الموقعة بينهما».

وشدد على أن هناك تنسيقًا دائمًا بين أنقرة والدوحة فيما يخصّ الشأن الأفغاني، ويدور بينهما نقاش بشكل دائم حول الأوضاع الإنسانية والتطوّرات الأمنية والسياسيّة في أفغانستان؛ لما لها من أهمية ومردود على الشعب الأفغاني الشقيق، وأيضًا لتأثيرها على الأمن والسلم الدوليين، مشيرًا إلى أنه قد ظهرت ثمرة هذا التعاون في إعادة تشغيل مطار العاصمة الأفغانيّة كابول، باعتباره شريان حياة لمن تقطعت بهم السبل في أفغانستان. وقال أيضًا: تشيد تركيا بما تقدّمه قطر من رعاية إنسانيّة للأشقاء الأفغان الذين تستضيفهم مؤقتًا لحين انتقالهم إلى وجهتهم المقبلة.

وتابع: زرت أحد المقرات المؤقتة لاستضافة الأطفال الأفغان الذين تمّ إجلاؤهم من مطار كابول إلى الدوحة، وما رأيته من رعاية متكاملة وخدمات يعكس الدور الإنساني الرائد لدولة قطر، وحرصها على تخفيف المعاناة الإنسانيّة لمن يمرّون بمثل هذه التحديّات، وأثمّن جهود قطر الدبلوماسية والإنسانيّة للتخفيف من معاناة الشعب الأفغاني، وتقديمها الدعم الحيوي على المستويين الدبلوماسي والإنساني.

العلاقات الاقتصاديّة

وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصاديّة والتجاريّة بين البلدين، قال السفير: إن العلاقات تشهد تطورًا كبيرًا وطفرة لا مثيل لها، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب ملياري دولار، موضحًا أن الصادرات الرئيسية التركيّة إلى قطر تتنوّع في مجالات مستلزمات البناء، والمعدّات الكهربائية والإلكترونية، والأثاث، والسجاد، ومواد البناء، والمجوهرات، ومنتجات الألبان، بينما تأتي أهم الواردات من قطر إلى تركيا في مجالات الألومنيوم غير المعالج، والغاز المسال، والمنتجات البلاستيكيّة.

وقال السفير التركي: إن هناك 183 شركة برأسمال قطري تعمل في تركيا، بينما هناك 711 شركة تركيّة عاملة في قطر، منها 47 شركة برأسمال تركي 100% إضافة إلى 15 شركة مسجّلة في المنطقة الحرة القطريّة.

الاستثمار المتبادل

وقال السفير التركي: إن القيمة الحالية للاستثمارات القطريّة في تركيا، وصلت 33.2 مليار دولار حتى ديسمبر 2020.

وحول الاستثمارات التركيّة في قطر، أضاف: حسب بيانات البنك المركزي التركي، تبلغ القيمة الحالية لاستثمارات بلادنا في قطر 32 مليون دولار. مضيفًا: كما بلغت القيمة الإجماليّة للمشاريع التي نفذتها صناعة المقاولات التركية في قطر 18.6 مليار دولار، وتعدّ قطر هي الدولة الثامنة التي يتم فيها تنفيذ معظم المشاريع خارج تركيا. فيما بلغت قيمة المشاريع التي نفذتها الشركات التركية في قطر 1.2 مليار دولار خلال 2019 و567 مليون دولار في 2020.

الاستثمارات القطرية آمنة

وأضاف السفير التركي: أقول للمستثمرين القطريين إن زيادة الأسعار الناتجة عن ارتفاع سعر الصرف لا تؤثر تأثيرًا مباشرًا في الاستثمار والإنتاج والتوظيف، بل إن سعر الصرف التنافسي يجلب زيادة في الاستثمار والتوظيف، مضيفًا: تركيا لديها الخبرة الكافية في إدارة الأزمات الماليّة، والحكومة التركيّة مصمّمة على اغتنام الفرص التي أتيحت في هذه المرحلة الحرجة التي يمرّ بها العالم.

وأكد أن الاستثمارات القطريّة في تركيا لن تتضرّر بأي شكل من الأشكال، بل من المستهدف تعزيزها بهذه السياسة الحاليّة، وزيادة أرباحها ونجاحاتها.

وتابع السفير: أشير هنا لتصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان التي قال فيها: «بدأنا سياسة اقتصاديّة جديدة تتمثل في استراتيجية نمو، تركّز على الاستثمار والتوظيف والإنتاج والتصدير وخفض الفائدة».

وجهة مفضلة للقطريين

وأشار السفير التركي كوكصو إلى أن «العلاقة بين قطر وتركيا أظهرت مدى عمقها خلال العامين الماضيين أثناء جائحة كورونا، وظهر التقارب واضحًا بين البلدين من خلال القطاع السياحي والارتفاع المتزايد في أعداد السياح من الجانبين، حيث أصبحت قطر وجهة سياحيّة مفضّلة للأتراك، كما لعب القطريون دورًا كبيرًا في نمو معدّلات السياحة في تركيا»، مضيفًا: «يقصد وكالات السفر ومكتب الخطوط التركيّة بالدوحة يوميًا أعداد كبيرة من الراغبين في السفر إلى تركيا، كما أن الرحلات الجويّة القادمة من تركيا إلى قطر تكتظ بأعداد من السياح الأتراك الراغبين في زيارة قطر قبل استضافة كأس العالم والتعرّف على الثقافة القطريّة عن قرب».

مونديال قطر

وعن استضافة قطر كأس العالم قال كوكصو: «تركيا سعيدة باستضافة قطر كأس العالم لكرة القدم 2022، لأول مرّة في العالم العربي والإسلامي، ولهذا السبب، أعربنا على جميع المستويات وفي كل مناسبة عن استعدادنا لتقديم كل الدعم اللازم لقطر لتنظيم هذه البطولة الدوليّة المرموقة بنجاح». ولفت إلى أنه رغم ما أصاب العالم من تباطؤ في الأنشطة الاقتصاديّة والتجاريّة بسبب وباء كورونا، لم تتوقّف استعدادات قطر لكأس العالم 2022، وذلك بفضل إدارة القيادة القطريّة وعزيمة وتصميم الأشقاء القطريين». وأضاف سعادة السفير التركي: يسرّنا أن الاستعدادات تسير على النحو المتوقّع، وفقًا للجدول الزمني، ومن واقع ما رأيته من استعدادات وأعمال مميّزة، فإنني على ثقة تامّة بأن قطر سوف تنظم بطولة كأس عالم استثنائية ومبهرة، وستكون مصدر فخر للأمة العربيّة والإسلاميّة بأسرها. وأيضًا هناك تعاون بين تركيا وقطر في مجال بطولة كأس العالم، سواء على مستوى البنية التحتيّة أو المجال الأمني؛ حيث وقع البلدان بروتوكولًا للتعاون الأمني يهدف إلى التعاون في تأمين مونديال كأس العالم 2022، وتبادل الخبرات في هذا الشأن.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X